انقسام إخوانى حول المصالحة

كتب- عمرعلم الدين

تشهد جماعة الاخوان خلافا حادا حول المصالحة إذ يرى فريق غالبيته من الشباب ان الجماعة ارتكبت العديد من الاخطاء خلال وجودها فى السلطة ولم تستطع تلبية رغبة الشعب وأن المخرج الوحيد لها الآن هو المصالحة وعودة عملها فى الشارع  خاصة مع القبضة الامنية القوية معتبرين أن الجماعة تتعرض لنزيف دائم بعد أن أصبح  صراعها الآن مع السلطة وجزء من الشعب.
 فى المقابل يحاول قيادات الجماعة ومعهم القطاع الأكبر فى التنظيم إلى عدم الدخول فى أى تفاوض أو مصالحة ويحاول القيادات إيهام أفراد التنظيم أن العروض لا تتوقف وأنهم يرفضونها  ويصرون على عودة مرسى حتى أنه عقب لقاء القياديين عمرو دراج ومحمد على بشر ممثلى الاخوان مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قيل لاعضاء التنظيم ان هيكل عرض عليهم بقاء الحزب والعمل فى الشارع وكل ما يطلبونه باستثناء عودة مرسى ومجلس الشورى إلا أنهم رفضوا.
فى الوقت ذاته تحاول الجماعة عدم ظهور الخلاف وتعميقه وذلك بمراضاة كل الاطراف بالا يتوانى دراج وبشر عن الكلام حول المصالحة ثم الحديث بعد الخروج من التفاوض مع اى طرف داخلى او خارجى بانهم لايقبلون بغير الشرعية  فعقب لقاء بشر وعمر دراج بممثلة  الاتحاد الأوروبى كاترن آشتون قال عمرو دراج إن ما يتردد فى وسائل الإعلام حول تقديمنا مبادرةً لحل الأزمة الحالية كلام عارٍ تمامًا من الصحة ومختلق من قبل الإعلام. وتابع  أن لقاءنا بآشتون لم يكن إلا تلبيةً منا لدعوتها لا لتقديم مبادرات للوضع الراهن.
مضيفا لن نقبل بأى مبادرات إلا تحت مظلة الشرعية، وفى ظلِّ المسار الديمقراطى والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين من مؤيدى الشرعية، وكذلك عودة الشرعية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتحرك فيه الجماعة بشكل لامركزى ويختلف القيادات من محافظة لأخرى فبينما يدير فى بعض المحافظات قيادات الصف الأول وما تبقى منهم حتى لو كانوا فى أماكن غير معلومة يدير فى محافظات أخرى قيادات الصف الثانى والثالث والرابط الوحيد بين المحافظات الآن هى المليونيات التى يتم الإعلان عنها من خلال موقع الجماعة وجريدتهم وقناة الجزيرة.