الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«المجنون».. و«أولاد الأبالسة»!
كتب

«المجنون».. و«أولاد الأبالسة»!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 21 - 03 - 2011



يعيش القذافي ويموت الشعب الليبي
(1)
- لن يستسلم القذافي إلا إذا ترك بلاده خرابًا، فهو من صنف الحكام المجانين الذين يطربون لتفجيرات القنابل وأصوات الرصاص، وتتحقق سعادته البالغة في منظر الدماء والقتلي.
- لن يستسلم إلا إذا أفني نصف الشعب الليبي، تموت ليبيا ويعيش القذافي، الحرية للقذافي والديكاتورية لليبيين، وسعادة الشعوب أن تري حكامها سعداء!
- مجنون من طراز نادر، والمجانين لا يقيسون أفعالهم ولا يقدرون نتائجها، والمجنون هو الذي يشعر دائمًا بأنه العاقل الوحيد ومن حوله هم المجانين.
(2)
- مجنون لأنه يمشي علي درب صدام حسين، واستحضر لبلاده «أولاد الأبالسة»، الأمريكان والإنجليز والفرنسيين، وغيرهم من مرتزقة أوروبا المحبطة.
- جاءوا يستكملون مأساة الشعب الليبي تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحماية المدنيين، بينما تنطلق صواريخهم وطائراتهم كالكلاب المسعورة تنهش الليبيين.
- ثروة شعب أصبحت في مرمي النيران، يلعبون بها مثل النماذج الكمبيوترية، يضغطون علي الذراع، فيبيدوا مدينة أو يحرقوا مطارًا.. وهكذا.
(3)
- من الذي قال ل«أولاد الأبالسة» إن المطارات والأسلحة والطائرات والبنية الأساسية هي ممتلكات القذافي، فيستبيحوا تدميرها.. أليست هذه ممتلكات الشعب الليبي؟
- من الذي قال لهم إن تدمير ليبيا بهذا الشكل المروع معناه القضاء علي القذافي، وهل يتصورون أن زعيماً مجنوناً سوف يستسلم بهذه الغارات المتوحشة؟
- مثلما كان يقول صدام «العراق هو صدام، وصدام هو العراق» يفعل القذافي «ليبيا هي القذافي والقذافي هو ليبيا»، لم يستوعب أبدًا الدرس: «ذهب صدام وبقي العراق».
(4)
- سوف يذهب القذافي وتبقي ليبيا، ولكن ندعو الله ألا يتركها مثلما ترك صدام العراق، تحت الاحتلال، تعصف به العصابات وقطاع الطرق والجماعات الدينية المسلحة.
- العراق لم تقم له قائمة حتي الآن، ولم تنجح ديمقراطية «الفوضي الخلاقة» في تعويضه عن «الديكتاتورية المدمرة»، كلاهما شر ومفسدة، ووطن مهدد بالتقسيم.
- ليبيا يتهددها نفس المصير، الفوضي التي تحرق الأخضر واليابس، والحرب الأهلية المسعورة لن تهدأ إلا بفناء الشعب وتبديد ثرواته وضياع مستقبله.
(5)
- «أولاد الأبالسة» كانوا يحلمون بهذا اليوم، وإذا لم يجدوا صدام أو القذافي، اخترعوا صدام أو القذافي، لا حياة لهم دون مثل هؤلاء الطغاة الأشرار.
- يجربون أسلحتهم الصدئة في المخازن، ويتيحون الفرصة لطائراتهم للقيام بغارات تجريبية حقيقية، تنقذ طياريهم من البطالة، وتعيد إليهم عصر الأمجاد الزائفة.
- كل غارة جوية علي ليبيا، تخلق فرص عمل كثيرة للمتعطلين في بلادهم، المصانع تعمل بكل طاقتها والاحتياطي يتم استدعاؤه، والركود يبدأ في الدوران من جديد.
(6)
- مجنون من طراز نادر، ويتقدم نحو نهايته المأساوية بخطي ثابتة، لا يتردد ولا يتراجع ولا يراجع نفسه، وكأنه يمضي لقدر مرسوم لا فكاك منه.
- شعبه لا يريد إلا الحرية والديمقراطية والعيشة الكريمة، يريد حقوقًا حرم منها لأكثر من أربعين عامًا، ولم يعد يطيق الصبر ولا الخنوع ولا الصمت.
- مجنون، مثل غيره، ولم يستوعب أبدًا أن رياح الثورة التي هبت في تونس ومصر سوف تمتد لتقتلع بقية الأنظمة العفنة في المنطقة، عاجلاً أم آجلاً.
(7)
- دارت عجلة الحرب المجنونة، وفي زمن الحرب «يعلم الجميع من يطلق الرصاصة الأولي ولكن لا يعلم أحد من يطلق الرصاصة الأخيرة»، ولكن المؤكد أنها ستكون في رأس القذافي.
- لن ينجو، ولن يكون مصيره مثل «الشاذلي» أو «مبارك»، مصيره هو نفس مصير صدام، لأنه لم يحسب الخطوة التي تسبق النهاية ولم يتوقف قبلها.
- «أولاد الأبالسة» و«المجنون» اتحدت إرادتاهما علي قتل الشعب الليبي، الذي يحلم بالخبز والحرية، والمؤكد أنه سيحصل عليها، ولكن بثمن فادح.

 

 


[email protected]