الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أغاني الثورة
كتب

أغاني الثورة




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 06 - 03 - 2011


لماذا لم يولد جيل جديد في ميدان التحرير؟


(1)


- ليس مقصودا المقارنة ولكن الفن هو الذي رفع ثورة 23 يوليو عاليا في السماء، ولا وجود له في ثورة 25 يناير حتي الشعارات الشهيرة لم يتم تجسيدها في أعمال فنية أو أغانٍ وطنية.


- لفت انتباهي بشدة أغنية فكاهية عن «الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان».. ولكن لم تظهر أغان تجسد شعارات مثل «الشعب يريد إسقاط النظام» أو «الجيش والشعب إيد واحدة».. وغيرها.
- لم يظهر لحن حلو يغنيه الناس، أو يردده المتظاهرون في ميدان التحرير، لم يولد مطرب للثورة مثل عبدالحليم حافظ، الذي جعل ثورة 23 يوليو علي كل لسان.
(2)
- ثورة 23 يوليو مثلاً كانت تغني للقومية العربية «وطني حبيبي الوطن الأكبر.. يوم ورا يوم أمجاده بتكبر».. والوطن العربي يشهد الآن ثورات حقيقية تستحق أعمالاً تخلدها.
- العرب يشهدون الآن ميلاد عهد جديد من الحرية والديمقراطية، والأنظار تتجه كلها إلي مصر قلب العروبة النابض بالثورة وليس بالفن، فأين تلك الأعمال التي يغنيها العرب جميعا من المحيط إلي الخليج؟
- الثورة بدأت شرارتها في تونس ثم مصر واليمن وليبيا والجزائر، وتمتد لبقية الدول الأخري، ولكن لا يوجد في مصر أم كلثوم ولا عبدالوهاب وعبدالحليم ووردة وشادية ونجاة وفايزة أحمد.
(3)
- ثورة 23 يوليو أيضا أدخلت في روح الشعب معاني العدالة والكرامة ومحاربة الفساد وغيرها.. ولكن ليس بيننا الآن صلاح جاهين ساحر العامية وملك الأشعار الخالدة.
- صلاح جاهين كان يروض الكلمات حتي لو كانت مثل جلمود صخر وجعل المصريين يغنون ل«التصنيع الثقيل» و«صورة للشعب الفرحان تحت الراية المنصورة».
- «قلنا حنبني وادي إحنا بنينا السد العالي».. فأين هو المشروع القومي الذي يلتف حوله المصريون، ويحشدون جميع طاقاتهم وإمكانياتهم لعبور التحديات الصعبة.
(4)
- ثورة 23 يوليو أيضا جمعت العرب وراء قضيتهم المقدسة «فلسطين».. «إلي فلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية».. «فدائي.. أهدي العروبة دمائي».. «أحلف بسماها وبترابها».
- فلسطين كادت أن تضيع، تلفظ أنفاسها الأخيرة، دون أن تمد لها الثورات العربية الحديثة يد العون والمساعدة، ولم يعد أحد يذكرها ولا يفكر فيها.
- القدس الجريحة التي فجرت بحور الإلهام والإبداع في نفوس العرب جميعا، لماذا لا تتجه إليها القلوب والعقول، بينما تستثمر إسرائيل الظروف العربية الراهنة لاستكمال مخطط التهامها؟
(5)
- ثورة 23 يوليو، خلقت أسطورة الزعيم «ياجمال يا حبيب الملايين» وفتحت كل الطرق إلي تربعه علي قلوب الملايين، وأصبح لحنا جميلاً يزين احتفالات أعياد الثورة.
- الشعب هذه المرة هو الزعيم، وهو صانع الثورة وملهمها ومفجرها فلماذا لا نغني لهذا الشعب العظيم لتجسيد معاني التضحية والفداء والبطولة؟
- لم يظهر عمل يرقي إلي مستوي تضحيات شهداء الثورة من الشباب الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية من أجل الوطن، أعمال تخلدهم وتسطرهم في القلوب.
(6)
- الفنانون المصريون والعرب كانوا دائما في حالة تأهب قصوي لمثل هذه الأحداث العظيمة بحلوها ومرها، في الهزائم والانتصارات، في الأفراح والأحزان، لكن أين هم الآن؟
- في هزيمة 67 لعب الفن دور البطل في رفع الروح المعنوية للجماهير، وإعادة تعبئتهم وتنظيم صفوفهم لإزالة آثار العدوان، وخرجت عشرات الأعمال التي تحمل معني «قوم يا مصري».
- في حرب أكتوبر المجيدة قام الفن بتتويج الانتصار وفي أقل من 24 ساعة خرجت أعمال خالدة، في ظل منافسات رائعة للمشاركة في الانتصار العظيم.
(7)
- أين جيل الشعراء والمطربين والملحنين الجدد والقدامي، ولماذا لم ينزل عليهم الوحي لينقلوا إلي المصريين فرحتهم ونشوتهم ويعيدوا الحماس والوطنية والفخر؟
- الفن لا يعرف تصفية الحسابات ولا تقسيم المبدعين إلي «ثوار» و«خونة» كما يحدث الآن، فأم كلثوم التي غنت للملك فاروق هي نفسها التي قدمت أحلي الأغاني للثورة.
- مازلنا حتي الآن نغني لثورة الشباب نفس أغاني ثورة 23 يوليو، رغم مرور 60 سنة فمتي يولد من رحم الثورة جيل جديد يجعلها علي كل لسان؟


E-Mail : [email protected]