السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكومة الفانوس السحري!
كتب

حكومة الفانوس السحري!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 07 - 03 - 2011



المأزق الذي يواجه ميدان التحرير ورئيس الوزراء
(1)
- أعطي ميدان التحرير مهلة أسبوعين لرئيس الوزراء د.عصام شرف لتحقيق مطالب الشعب، وحذره من العودة إلي الجمعة المليونية إذا انتهت المهلة دون تحقيق المطالب.
- وافق الدكتور شرف علي ذلك، بل أكد أنه جاء ليأخذ شرعيته من الشعب في ميدان التحرير، وأنه إذا لم يحقق وعوده فسوف يعود إلي الشارع ويشارك في التظاهرات.
- هذا هو أكبر مأزق وقع فيه ميدان التحرير ورئيس الوزراء الجديد معاً، لأنه يقضي أسبوعا من مهلة الأسبوعين في تشكيل الوزارة الجديدة، ولو كان معه فانوس سحري فلن يستطيع تحقيق المطالب.
(2)
- البادرة المشجعة التي يجب ألا نضيعها هي القبول الشعبي لرئيس الوزراء الجديد، والارتياح لشخصه وتصريحاته وتصرفاته وتاريخه وسيرته، ولذلك يجب عدم تبديد هذه المواصفات.
- يجب أن يأخذ الفرصة كاملة في دراسة المشاكل والمطالب ووضع برنامج زمني لها، أما المهلة فهي سيف مسلط علي رقبته، وتضعه دائما تحت طائلة التهديد.
- لا أسبوعين ولا عشرة ولا عشرين، المشاكل معقدة والمطالب متشعبة ومترامية الأطراف، والرجل يجب أن يأخذ فرصته بهدوء حتي يستطيع أن يؤدي مهمته.
(3)
- ما يحدث في مصر الآن ينسف كل موروثات الشك وعدم الثقة في وعود الرؤساء والحكومات.. والثورة التي تجتاح في طريقها كل المعوقات أصبحت حقيقة وليست خيالا.
- هذا معناه أن أحداً لا يجب أن يتذرع بأنه لا يثق في وعود الحكومة، أو أن الثورة المضادة تعمل في الخفاء فالقطار يمضي بسرعة الصاروخ وسيدهس من يقف في طريقه.
- كل ما أخشاه هو أن يتم حرق رئيس الوزراء الجديد تحت ضغط المهلة القصيرة والمطالب الكبيرة والانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي، وملفات أخري تحتاج شهوراً وسنوات.
(4)
- تتواكب مع ذلك الحروب الإعلامية المشتعلة للانتقام وتصفية الحسابات وتبادل الاتهامات وتلويث الجميع دون استثناء، وكأن مصر كانت مجتمعاً من اللصوص السريين.
- كثرة الحديث عن الفساد دون سند أو دليل تولد لدي الرأي العام غريزة الانتقام العشوائي، وتجعل الوصول إلي العدالة أمراً صعبا وتضيق الطريق أمام القضاء وجهات التحقيق.
- كما من حق الدولة أن تسترجع حقوقها وثرواتها من حق المواطن أن يعرف الحقيقة كاملة، وأن ينال المتهم حقه في محاكمة عادلة تبرئ البريء وتدين المتهم.
(5)
- ما يحدث الآن هو شغل الرأي العام بتصفية الحسابات حتي لا يفكر في قضاياه الأساسية والإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي لا تجد مكانا علي الأجندة.
- اتركوا المتهمين لسلطات التحقيق والنيابة والقضاء، واجعلوا سيف القانون هو السلاح القوي الذي يواجه الفساد ويجتث الفاسدين، لإعلاء شأن الدولة وليس القبيلة.
- أما الهم الكبير الملقي علي عاتق الحكومة فلا يفكر فيه أحد ثم نأتي بعد أسبوعين ونطالبها بالتنفيذ أو الرحيل، فهذه هي المأساة ولن تبقي في مصر حكومة أكثر من شهر.
(6)
- كيف يفكر د.عصام شرف وحكومته في المشاكل والأزمات، بينما الأمن غائب تماما عن الشوارع، والمظاهرات والاحتجاجات والاقتحامات تثير أجواء من الخوف والذعر؟
- من هو الفدائي الذي يستثمر في مصر، سواء كان مصريا أو عربياً أو أجنبيا، ومن الذي يوفر له الحماية والطمأنينة، بينما الإضرابات تسود البلاد كلها؟
- كيف يتم تدبير الرواتب وعجلة الإنتاج متوقفة، وكيف تتحسن الظروف المعيشية والناس مشغولون بالمظاهرات أكثر من العودة إلي العمل؟
(7)
- أشفق علي الدكتور شرف وحكومته، وإذا لم يمد لهم الشعب يد العون والمساعدة فلن تستمر الحكومة طويلا، وقد يأتي يوم لا تجد فيه شخصاً يقبل أن يكون وزيراً.
- المسئولية هذه الأيام أصبحت مرعبة وروح الغل والشماتة هي اللغة المعمول بها، رغم أن المصريين كانوا أبعد شعوب الدنيا عن مثل هذه السلوكيات.
- الأمل الوحيد، هو أن يعود الهدوء، ولكن كيف يتحقق ذلك بينما تحتشد كل عوامل القلق والتوتر لتضغط علي الأعصاب؟! أعصاب الدولة والحكومة والناس.


E-Mail : [email protected]