الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصير الصحافة القومية
كتب

مصير الصحافة القومية




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 10 - 03 - 2011



مشاكل مُلحة يجب مواجهتها من الآن
(1)
- لن يكون في مقدور وزير المالية الدكتور سمير رضوان أن يقدم دعمًا من صندوق الكوارث للصحافة القومية، مثلما حدث الشهر الماضي، حين قدم للمؤسسات الست 47 مليون جنيه.
- لن يكون في مقدور المجلس الأعلي للصحافة أن يفعل شيئًا، لأنه غير موجود أصلاً، وكان المجلس هو المنقذ الذي يتدخل لدعم الصحف وحمايتها من الأزمات المالية.
- بالمناسبة الدعم الذي يقدمه المجلس للصحف القومية في صورة «قروض» هو في الحقيقة «منح لا ترد»، وكانت مؤسسات مثل التعاون والشعب تحصل علي الملايين شهريًا، ولم ترد مليمًا.
(2)
- المؤسسات القومية تعاني ظروفًا شديدة الصعوبة، خصوصًا التي تعتمد علي طبع كتب وزارة التربية والتعليم، ومنذ أيام أحمد زكي بدر وإدارته العشوائية لم تدخل المؤسسات كتب منذ ثلاثة شهور.
- أسرف «بدر» في نقل كبار المديرين، وفرض حالة من الذعر جعلت الأيدي مرتعشة ومرتبكة، وتعطلت حركة الطبع تمامًا وانعكس ذلك علي المؤسسات الصحفية.
- هذا الوضع المتدهور سيستمر حتي الموسم الطباعي المقبل، وأتوقع أن تخرج المؤسسات القومية من السباق، وأن يحصل القطاع الخاص والمصانع العملاقة علي نصيب الأسد.
(3)
- الموارد الأخري التي تعتمد عليها المؤسسات القومية، أهمها الإعلانات، تلقت ضربة قاصمة، يكفي أن مؤسسة مثل الأهرام كانت إعلاناتها 100 مليون جنيه في الشهر لن تحقق خمسة ملايين.
- التحصيلات شبه متوقفة نتيجة الأزمة المالية التي تخيم علي النشاط الاقتصادي، والأكثر خطورة أن الرصيد نفد، والإعلان الذي يتم تحصيله بعد 3 شهور لا يوجد أصلاً.
- المؤسسات الصغيرة التي كانت تحصل علي الفتات من حصيلة الإعلانات لن تجد شيئًا، وسوف تعاني الأمرين في تدبير موارد مالية تكفي إنفاقها.
(4)
- التوزيع، بالنسبة للصحف القومية يعاني من مشاكل ضخمة، بسبب المصداقية وتحولاتها المفاجئة من الهجوم علي الثورة إلي الرقص لها، فقدت بقية الاحترام والثقة.
- التحول المفاجئ للصحف القومية كان هستيريًا وهزليًا ويفجر الاستهزاء والاحتقار، وحاول البعض أن يخلع ملامحه ويبدل بها أخري، فلم يكسب هذا ولا ذاك.
- النتيجة المنطقية هي أن يفقد القارئ الثقة فيما تكتبه الصحافة القومية التي تحولت بقدرة قادر من النقيض إلي النقيض، دون أن تقنع الرأي العام بأسباب تحولها المسخرة.
(5)
- الأمر الأكثر خطورة هو سقف المطالب الذي لم تعد له حدود، وبغض النظر عن مشروعيتها، إلا أن إمكانيات المؤسسات تعجز عن الوفاء بها في الظروف الراهنة.
- الإيرادات محدودة والنفقات باهظة، والتطلعات كبيرة، وتلك هي المعادلة الصعبة التي تحتاج عقولاً جبارة وسواعد قوية لتحقيق التوازن بين عناصرها.
- الحكومة لن تدفع، وإذا دفعت فسوف تتعرض لهجوم ضارٍ، والمؤسسات ليس في قدرتها أن تلبي احتياجاتها، والعاملون لا يصبرون وقد يكون لهم الحق في ذلك. إذن ما الحل؟
(6)
- نحن أمام معضلة ضخمة قد تؤدي إلي انفجار أوضاع كارثية في المؤسسات الصحفية القومية في المستقبل القريب، ويجب إعداد الخطط والبدائل لتداركها من الآن.
- لا ينفع أن ننتظر المشكلة حتي تتفاقم ويصعب علاجها، ومن الآن يجب أن تتم دراسات دقيقة ومتأنية، وفيها مختلف الاحتمالات والسيناريوهات.
- علي حد علمي، يبلغ عدد العاملين في الصحف القومية أكثر من 31 ألفًا، يفتحون بيوتًا ويعولون أسرًا، ومن الصعب تهديد حياتهم ووظائفهم وقطع أرزاقهم.
(7)
- لكل هذه الأسباب، ليس مهمًا من يبقي من قيادات الصحف القومية ومن يرحل، لأن المعركة الحقيقية هي أن تبقي المؤسسات، وهذا أهم من قياداتها أو رؤساء تحريرها.
- رأيي من البداية هو أن يرحل الجميع، ويتركوا الفرصة لقيادات جديدة، تكون أكثر قدرة علي قيادة المرحلة المقبلة، والتعامل مع مشاكلها وأزماتها.
- أتحفظ علي شيء واحد فقط، هو عدم المساس بكرامة المهنة وسلوكياتها وأخلاقياتها، فالصحافة كانت دائمًا مهنة الرأي والرأي الآخر، وليس الشتائم والغل.


[email protected]