الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
«البلد مش حيضيع»
كتب

«البلد مش حيضيع»




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 11 - 03 - 2011


إجراءات رادعة لكسر دائرة الفوضي
(1)


- «البلد بيضيع».. عبارة أصبحت تتردد علي ألسنة كثيرة، تخاف علي مصر من الفوضي، القلوب مرتجفة، لأن ما يحدث في الشارع الآن، يجب أن يُضرب بيد من حديد.


- ليست المشكلة هي المظاهرات السلمية الكبيرة التي قادت إلي الثورة، ولكن في العابثين بأمن الوطن واستقراره، والذين يثيرون الذعر والهلع بين المواطنين.
- الإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري والحكومة الجديدة هي بداية كسر دائرة الفوضي الجهنمية، والناس أنفسهم بدأوا يشعرون أن مصر في أمس الحاجة إلي الأمان.
(2)
- ليس معقولاً ولا مقبولاً أن تشتعل نيران الفتنة الطائفية في هذه الظروف بالغة الصعوبة، وأن تأخذ شكل الحرب بين المسلمين والأقباط، وأن يسقط قتلي وجرحي.
- الشائعات المجرمة هي وقود الفتنة، ولولا اليقظة والرد عليها أولاً بأول، كان من الممكن أن تمتد ألسنة نيران الفتنة إلي مناطق وقري ومدن كثيرة.
عقلاء الأمة هم دائمًا رمانة الميزان، وتدخل رجال الدين المسلمين والأقباط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن المشكلة هي أنه كلما انطفأت النيران، فهناك من يسعي إلي إشعالها.
(3)
- كل شيء مقدور عليه، إلا الفتنة الطائفية، فهي الخطر الداهم الذي يهدد وحدة الوطن، ويترك جراحًا غائرة في نفوس عنصري الأمة، يصعب علاجها.
- الضجيج والصخب ينقل قضية الوحدة الوطنية إلي المربع رقم صفر، فبعد أن كانت القضية هي علاج مشاكل الأقباط، أصبحت الآن طمأنتهم علي حاضرهم ومستقبلهم.
- حادث أطفيح جرس إنذار ولا يجب أبدًا أن يتكرر، والحل هو إعلاء روح التسامح والتعايش الآمن، وتنفيذ القانون بشدة وحزم ضد كل من يهدد الوحدة الوطنية.
(4)
- «البلد بيضيع».. عبارة سلبية كئيبة وحزينة، يشعر بها كل من يحب بلده، والمصريون جميعًا شركاء في حمايتها حتي تجتاز هذا النفق المظلم.
- لا أدري - مثلاً - لماذا تثار قضية «كاميليا» الآن، وهي لغم يهدد بالانفجار في وجه من يقترب منه، وليس وقته أن ننبش الرماد، ونبحث عن الجذور المتقدة.
- اتركوها في حالها حتي تنقشع الغمة، وتكون الأجواء مهيأة لفتح هذا الملف المتفجر، والوصول إلي حلول ترضي الطرفين وترسم شكل العلاقة في المستقبل.
(5)
- الخطوة المهمة التي قام بها الجيش هي إخلاء ميدان التحرير، بعد أن تحول إلي الشغب والبلطجة والعنف، دون أن تكون هناك أهداف حقيقية لاستمرار الاعتصام.
- ماذا يريد المعتصمون في ميدان التحرير، بعد أن استجاب لهم المجلس العسكري ووعدتهم الحكومة بتنفيذ مطالبهم؟.. وهل الغاية هي استمرار هذا المظهر المسيء؟
- إخلاء ميدان التحرير هو نقطة البداية لعودة الهدوء التدريجي، بعد أن أصبح مثل العصب الملتهب الذي يؤلم الجسم كله، ويهدده بالفوضي العارمة.
(6)
- عودة الشرطة أصبحت مسألة حياة أو موت، شرطة عصرية حديثة، تستمد شرعيتها من احترام حقوق الإنسان، وصياغة ميثاق جديد مع الشعب.
- استوعبت الشرطة الدرس جيدًا، ولن تعود مثلما كانت، وذهب جهاز أمن الدولة بصورته القمعية إلي غير رجعة، وأصبحت الظروف مهيأة لإعادة هيكلة دوره.
- جهاز أمن الدولة ضد من يهدد الناس وليس ضد الناس، يحمي حياتهم بقواعد وقوانين منضبطة، لقد انتهي إلي الأبد عصر زبانية الاعتقالات والتعذيب.
(7)
- «البلد مش حيضيع»، لأن الله سبحانه وتعالي هو الذي يحمي شعبها، وسوف يبزغ فجر الحرية والديمقراطية والأمان علي مصر كلها، كما أرادت الثورة.
المصريون بدأوا يضيقون بالفعل من كل مظاهر الفوضي والشغب والبلطجة، ويريدون استعادة حياتهم وأمنهم، حتي يستثمر الوطن انطلاقته الكبري.
اللهم احفظ مصر وشعبها من كل سوء، فالأمان هو العلامة المميزة لهذا البلد الآمن، ومهما كانت الأجواء مظلمة، فسوف يسترد الوطن النعمة التي منحها له الله.


[email protected]