الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الجرافيتى شاهد على ثورة شعب




كتبت - سوزى شكرى

فن الجرافيتى graffito  أو «فن الرسم على الجدران» من الفنون الاحتجاجية والاعتراضية التى مارسها الإنسان على مر العصور واختلاف الحضارات الإنسانية، وإن اختلفت شكلا ومضموناً من عصر لعصر بحسب متطلبات وظروف الإنسان فى كل حقبه تاريخية.

كان الجرافيتى أحد أبطال الثورة المصرية، فمنذ بدايتها امتلأت ميادين مصر وفى مقدمتها «ميدان التحرير» الذى كان مركز الثورة ورمزها، وفجرت الأحداث الطاقات الإبداعية للشباب وشاركهم شباب الفنانين التشكيليين حيث قاموا بالرسم على جدران الشوارع المحيطة بالميادين ومن بينهما سور الجامعة الأمريكية وشارع محمد محمود الذى شهد أحداث واشتباكات الشباب مع الداخلية، فقام الشباب وسجل ووثق عليه العديد من مشاهد سقوط الشهداء وشعارات ضد الظلم ومطالبات بالحرية والعيش والكرامة الإنسانية.

وليس كل من شارك فى الرسوم الجرافيتية من الفنانين التشكيليين الأكاديميين أو من المشاهير، ولكنهم شباب ثوار أوجدوا لأنفسهم جسر تواصل بينهم وبين الشعب، الشعب الذى يدرك مطالب الثورة وقد لا يدرك أن هذا نوعاً من الفنون، فقد يدرك بموروثه الثقافى أن هذه الرسوم الجدارية أشبه بالرسوم الجدراية الفرعونية الموجودة على جدران المعابد.

استخدم الشباب نوعين من الجرافيتى، الاول الرسوم الواضحة بالألوان الصريحة بدون تتداخل الدرجات اللونية، لتكون أكثر إثارة وشد انتباها، ولا تشغل عين المشاهد بالتفاصيل بعيدا عن الهدف الأسمى والمضمون الثورى، والنوع الثانى كتابات وعبارات شديدة العنف والتأثير، كما استخدموا أدوات فنية بسيطة منها البخاج أو ألوان الرش وأقلام البويه وألوان الأكريليك سريعة الجفاف.

فى الثورات يخرج الشعوب عن المالوف وتبحث عن طرق واساليب غير تقليدية  تسهم فى ايصال رسالتهم اسرع، فرسموا بدون اذن من الدوله لانهم معترضون على الانظمه، فكان الجرافيتى هو تلك الفن الوثائقى ومنفذ للتعبير الحر بدون قيود بالاضافة الى ان هذة الرسوم تساهم فى شحن الراى العام من مختلف الفئات ودعوتهم للمشاركة الثورية واستكمال الثورة.

من اجمل واهم لوحات الجرافيتى التى نفذها اربعه من الفنانين ومن الثوار استفادوا من حرية التعبير احد مكتسبات الثورة وهما عمار ابو بكر وعلاء عوض وهناء الدغيم محمد خالد، عبروابادواته الفنية عن احداث الثورة مرددين هتفات وشعارات الثورة اثناء تعلقهم على سلالم عاليه لاستكمال رسوم الجدارية لا يشغلهم ما يدورحولهم من صراعات البائعين المتجولين لأنهم أعتادوا على وجودهم بحكم اقامتهم الدائمة فى التحرير، ولم يوقعوا اسماءهم على الرسوم فليس الهدف اسمائهم الهدف الاكبر هى الثورة المصرية.