الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ثانية النورين «أم كلثوم بنت النبى»




«يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هى خير من حفصة» [ابن سعد].
فمَـنْ تكـون أفضل من حفـصة أم المؤمنين؟
جاء عثمان بن عفان - رضى اللَّه عنه - إلى بيت النبى ليلتمس المواساة فى زوجته رقية - رضى اللَّه عنها - بعد وفاتها، وجاء عمر بن الخطاب - رضى اللَّه عنه - يشكو للنبى أبا بكر وعثمان

 حين عرض عليهما ابنته حفصة، بعد أن مات زوجها خُنيس بن حذافة السهمى -رضى اللَّه عنه- فقال له النبى: «يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هى خير من حفصة». وقد صدقت بشراه حيث تزوج هو من حفصة، وتزوج عثمان من أم كلثوم بنت النبي.
ودخلت أم عياش -خادمة النبى إلى السيدة أم كلثوم تدعوها للقاء النبى لأخذ رأيها فى أمر الزواج من عثمان ؛ فلما أطرقت صامتة حياءً من النبى، عرف أنها ترى ما يراه ؛ فقال النبى لعثمان: «أزوجك أم كلثوم أُخت رقية، ولوكُنّ عشرًا لزوجتكهن» [ابن سعد]. فنال عثمان بن عفان بذلك الشرف لقب ذى النورين ؛ لزواجه من ابنتى رسول اللَّه، فكلتاهما نور بحق، وظلت أم كلثوم فى بيت عثمان زوجة له لمدة ست سنوات لا يفارقها طيف أختها رقية.
ولدت السيدة أم كلثوم قبل بعثة النبى، وشهدت ازدهار الإسلام وانتصاره على الكفر والشرك، وجاهدت مع باقى أسرتها، فشاركت أباها وأمها خديجة جهادهما، وعانت معهما وطأة الحصار الذى فرضه الكفار والمشركون على المسلمين فى شِعْب أبى طالب، ثم هاجرت إلى المدينة المنورة مع أختها فاطمة بعد أن أرسل النبى إليهن زيد بن حارثة ليصحبهن.
وشهدت فرحة انتصار المسلمين فى بدر، وقد تشابهت ظروف أم كلثوم وأختها رقية -رضى اللَّه عنهما- حيث نشأتا سويّا فى بيت النبوة، وخُطبا لشقيقين هما عتبة وعتيبة من أبناء أبى لهب وزوجته أم جميل، ولكن اللَّه أنقذهما وأكرمهما، فلم يبنيا بهما، وحرم ولدا أبى لهب من شرف زواجهما.
وفى السنة التاسعة من الهجرة، توفيت أم كلثوم دون أن تنجب؛ فأرخى النبى رأسها الشريف بجانب ما بقى من رفات أختها رقية فى قبر واحد، مودعًا إياها بدموعه.