السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واشنطن بوست: «أبوالهول» الروسى يلتقى «قيصر» مصر الجديد

واشنطن بوست: «أبوالهول» الروسى يلتقى «قيصر» مصر الجديد
واشنطن بوست: «أبوالهول» الروسى يلتقى «قيصر» مصر الجديد




إعداد: أميرة يونس - وسام النحراوى
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فى تقريرها عن زيارة الرئيس الروسى بوتين للقاهرة تحت عنوان «أبوالهول روسيا يلتقى قيصر مصر الجديد»، إن وسائل الإعلام المصرية ترى أن تشابه الخلفية العسكرية لكل من السيسى القائد السابق للاستخبارات العسكرية، وبوتين ساعد على تغذية الافتراضات التى تقول إن روسيا ستكون حليفا أكثر تقاربا وملائمة عن الولايات المتحدة، بالنسبة لمصر.
وأثارت إشادة وسائل الإعلام الحكومية ولأول مرة منذ فترة طويلة، تشيد بالرئيس المخلوع حسنى مبارك ثم تقوم لاحقا بتغطية فترة حكومة الرئيس المعزول محمد مرسى بشكل إيجابى دهشة الصحيفة.
وأردفت «واشنطن بوست» أن بوتين، شأنه شأن السيسى، ينظر إليه كرجل قوى سحق المعارضة ووقف فى وجه الغرب، ومع مكافحته للتمرد الإسلامى المسلح فى الشيشان فى تسعينيات القرن الماضي، فإن بوتين يعتبر متعاطفاً مع معركة مصر الخاصة ضد الإرهاب.
ويقول عوديد عيران الباحث فى معهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب والسفير الإسرائيلى السابق لدى كل من الأردن والاتحاد الأوروبي: «إن روسيا لا تلعب دورا رئيسيا فى المشكلات الحالية التى تواجهها مصر، والروس قدرتهم محدودة لمساعدة مصر، ولا يمكن أن تهدد موسكو الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط إلا فى حال أغدقت على مصر الأسلحة والمساعدات الاقتصادية والدولية».
من جانبها، أكدت الولايات المتحدة استعدادها لاستكمال تقريب العلاقات مع مصر، لكن السيسى ربما يختار أن يضع البلدين فى مواجهة بعضهما البعض أو أن يتحرك بشكل أوثق تجاه روسيا حال استمرار الولايات المتحدة فى انتقاد حكومته.
من جهته، ذكر المحلل البريطانى جون جينكنز، المدير التنفيذى لفرع المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية البريطانى بمنطقة الشرق الأوسط إن المحور الرئيسى والجوهرى لزيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين التى تستغرق يومين لمصر هو إبراز دور موسكو كـ«ثقل مواز» لواشنطن فى المنطقة، لكن دون أن تفرض روسيا أفكارها الغريبة ومبادئها الأخلاقية مثلما تفعل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ورأى جينكنز أن الولايات المتحدة سوف تظل القوة الإقليمية العالمية والمهيمنة فى المستقبل المنظور، لكن روسيا تمثل ثقلا موازيا مفيدا فى نظر البعض، مضيفا أن الوضع اختلف عن ستينيات الدقرن الماضي، فى أوقات المنافسة الأيديولوجية بين الولايات المتحدة وروسيا فى منطقة الشرق الأوسط، فلم تعد موسكو قادرة على الاعتماد على وجود منصة من الأنظمة الاشتراكية والقومية والبعثية كما كان، مشيرا إلى أن المنافسة بين القوتين أقل على المستوى الأيديولوجى، وأكثر على مستوى القوة.
وتابع المحلل البريطانى أن دعم روسيا لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، على الرغم من كونه غير أخلاقى، إلا أنه أثار شعورا بالإعجاب لدى بعض الأوساط، نظرا لوقوف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى جانب حلفائه بغض النظر عن تصرفاتهم.
وأكد جينكنز أن رسالة بوتين الأساسية من خلال زيارته لمصر هى « يمكنك الاعتماد على موسكو دون أن أفرض عليك حزمة المواعظ والأفكار والمبادئ التى تحملها واشنطن ولندن معا»، معتبرا أن هذه الرسالة «إغراء مضلل».
فى نفس السياق، شككت صحيفة «الجارديان» البريطانية  أن يكون تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الهدف الأساسى من الزيارة، لكنها رسائل مختلفة يرغب الزعيمان فى توصيلها للولايات المتحدة على وجه الخصوص.
فمن جانب بوتين، يريد الرئيس الروسى إظهار أنه ما زال لديه حلفاء، ولديه القدرة على تقويض أمريكا، فيما ينصب اهتمام مصر الرئيسى على  إبراز أنها ليست مدينة بالفضل للسياسة الخارجية الأمريكية، حسبما ذكرت «الجارديان».
وتابعت الصحيفة، أنه بالرغم من وقوف الولايات المتحدة بجانب الحكومة المصرية، إلا أنها أثارت غضبها بتعليق تسليمها طائرات الأباتشي، مشيرة إلى أن القاهرة تأمل فى إمكانية ملء روسيا هذا الفراغ فى المستقبل.
ونشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريراً لمراسلها فى الشرق الأوسط  روبرت فيسك شبهت فيه لقاء السيسى وبوتين بـ«لقاء تشابه العقول»، مضيفا أن الرئيس الروسى لديه الكثير من المواضيع ليناقشها مع نظيره المصرى.
وتابع فيسك أن كلا الرئيسين يواجه انتقادات غربية بسبب تعاملهما مع القضايا المحلية والإقليمية والدولية، مضيفا أن بوتين سيجرى محادثات حول صفقات تجارية وبيع اسلحة ودبابات بمليارات الدولارات ولبحث إمكانية انضمام حليف جديد فى «ملف مكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى أن بوتين  سيكون مسرورا للغاية إذا نجح فى تأليف حلف روسى - سورى - مصرى ضد الإرهاب.
من جانبه أكد أفى يسخرف الخبير الإسرائيلى المختص فى الشأن الفلسطينى والصراع الفلسطينى الإسرائيلى أن بوتين أكد فى حديثه للإعلام المصرى قبيل زيارته لمصر قلق بلاده لاستمرار الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة وقال إنه على اتصال مع القيادة الإسرائيلية والفلسطينية للتوصل إلى تسوية دائمة، مشيرا إلى أهمية التدخل الدولى فى الصراع عبر تعاون الرباعية الدولية مع مصر ودول عربية أخرى.
وأوضح أن مصر لديها اليوم مفاعل صغير لأغراض الأبحاث بالقرب من أنشاص شمال القاهرة، وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن النشاطات هناك بدائية وغير معدة لتصنيع قنابل ذرية، لافتا إلى التقارير التى أكدت حصول مصر من روسيا على أنظمة صواريخ أرض - جو إس300  نهاية الشهر الجارى.
وبحسب الخبير الإسرائيلى  فإن تكلفة الصفقة تصل إلى نحو نصف مليار دولار، وأن الحديث يدور عن صواريخ طراز s-300 vm يصل مداها إلى 200 كيلومتر. كما دار الحديث عن قرب وصول مندوبين مصريين إلى روسيا لبدء مباحثات فنية للحصول على طائرات مقاتلة من طراز ميج 35.