الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشباب يطردون «البطالة» و«الاحباط»

الشباب يطردون «البطالة» و«الاحباط»
الشباب يطردون «البطالة» و«الاحباط»




تحقيق - دنيا نصر


استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتلبية مطالب الشباب ودعمهم عن طريق إقامة مشروعات يستطيعون خلالها التغلب على مشكلة البطالة،  استغل العديد من الشباب هذه الدعوة للبدء فى إقامة العديد من المشروعات الصغيرة والتى تعد فرصة عمل لهم، وذلك فى إطار الدور الوظيفى الذى يحتاجه كل شاب من خلال برنامج يطلق مشروع توظيف قومى عملاق ليضخ سنويا ثلاثة مليارات دولار سنويا لتشغيل مليون شاب فى مشاريع كثيفة العمالة تملكها الدولة والذى سيكون الشرط الوحيد بها هى تشغيل الشباب وتدريبهم ما يساعدهم على بناء مستقبلهم، خاصة فى ظل ظروف تاهت فيها الخطى وتفرقت فيها السبل.. فى البداية يقول عبد الفتاح على 24 عاما، انه عقب تخرجه مباشرة لم يجد الوظيفة المناسبة لطموحاته والتى تجعله يبنى  مستقبلاً، مضيفا انه بعد تخرجه فهى كلية الآداب قسم آثار لم يجد وظيفة تناسب شهادته، رغم اقتناعه بانه ليس هناك من يعمل بشهادته فى هذا الزمن.
وتابع أن البطالة أصبحت ضيف شرف فى بيوت المصريين فكم من اشخاص أنهوا تعليمهم وجلسوا بجوار ذويهم لا يفعلون شيئا، لكن بعد دعوة السيسى لنا كشباب، أصبح لنا هدف جماعى يتيح لنا الفرصة فى إنشاء مشروع صغير يدعمنا فى المستقبل القريب ويساعدنا فى اتخاذ قراراتنا المصيرية، فكانت ضربة البداية لأول رئيس جمهورية يشجع الاجيال الصغيرة على اقامة المشروعات الصغيرة ودعمه أيضا ومساعدته والوقوف بجانبه حتى نكون من أفضل شباب العالم العربى، مشيرا إلى إنه عمل فى البداية فى صيدلية ليعيش من خلالها ويساعد فى نفقته الخاصة ونفقة والديه ومنزله أيضا، ولكن أصبح الوضع الآن مختلفًا فأصبحت هناك أفكار عديدة للمشروعات الصغيرة التى من الممكن أن تساعد وتدعم كل شاب يعانى من البطالة فى مصر.
ويقول كريم السيد 23 عاما خريج كلية الطب قسم أسنان أن قرار الرئيس بدعم الشباب من خلال المشروعات  الصغيرة جاء لتحسين مناخ الاستثمار الاقتصادى وذلك من خلال إيجاد أفكار عديدة لمشاريع صغيرة وناجحة بأقل رأس مال للشباب وتنمية الأفكار الاستثمارية المتاحة والتحديات التى من الممكن ان تواجهه فى عالم سادت فيه البطالة وأصبح فيه الحصول على وظيفة متميزة لتصبح حلمًا قريب المنال، مشيرا إلى أن تفعيل الحوار القائم بين الشباب والرئاسة يجب أن يكون متواصلاً بين الحين والآخر، لأن الشباب يرغب أن يكون جزءًا من هذا النظام ويريد ان يبنى هذا الوطن.. مضيفا أن العمال من الشباب فى المصانع والشركات والبنوك لا يتوقفون عن العمل كل خلف ماكينة وخلف باب أمنى وخلف خزنة بنوك، فالشاب المصرى من اكفأ الشباب فهو يعرف جيدا كيف وماذا ومتى يريد؟.. مشيرا إلى أنه فى البداية وجد صعوبة شديدة فى إيجاد فرصة عمل حتى يعمل بشهادته ولكنه اجتهد جيدًا حتى قرر أن يقوم بفتح عيادة خاصة له يعالج من خلالها المرضى وفى نفس الوقت يكون له اسمه الذى سوف يصبح مشهورًا فى المستقبل.
ويضيف محمد هشام 25 عاما خريج كلية بحرية أنه إذا عدنا بالذاكرة فسنجد أن البطالة قد حدثت فى عصر ما قبل الثورة الصناعية، وإن الثورة الصناعية أتاحت وظائف ذات طبيعة مختلفة، وتأتى الثورة الإلكترونية الآن لتقلص فى ظاهرها عدد الوظائف خاصة مع تزايد التجارة الإلكترونية.. أضف الى ذلك زيادة عدد السكان ولو نظرت الى حالنا فى العالم العربى، لعرفت ان الجامعات تخرج سنويا ملايين الشباب فى حين تقاس حاجة السوق النمطية للعمل بالآلاف.. ورغم هذه المعطيات فإن كل شاب وفتاة من حقه أن يحلم بغد أفضل أكثر إشراقا وابتساما وأن يصبح يوما ما أحد رجال الأعمال.. لكن كيف، ومتى، وأين، ولماذا؟ كلها أسئلة تدور فى اذهاننا خاصة الشباب الباحث عن فرصة عمل فى ظل ظروف تاهت فيها الخطى وتفرقت فيها السبل.. ولكن على الشباب أن يروضوا أحلامهم، حيث كنا فى الماضى نفترض أن شابا تخرج اليوم فى الجامعة وعمره لا يزيد على ثلاثة وعشرين عاما، وأنه فى ريعان الشباب والقوة، فما الذى يمنعه من أن يقتحم الصعاب ويتعلم كيف يبدأ من حيث انتهى الآخرون.
وتقول روان عادل 24 عاما خريجة كلية الحقوق إنها كانت تتمنى أن تعمل فى مجال المحاماة ولكن لم تجد الفرصة، لكنها رأت أن هناك العديد من الفرص لاستغلال المشروعات الصغيرة والتى تبنى عليها مستقبل مصر.. ففى عالمنا العربى الكل يجمع على أن هناك فجوة حقيقية بين مهارات الخريجين ومتطلبات سوق العمل، وكثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن المشروعات الصغيرة واهميتها فى إيجاد فرص عمل للشباب خاصة مع وجود ملايين الخريجين الباحثين عن فرصة عمل فى ظل اقتصاد السوق الحر. ويكاد يجمع الكل على أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل قاطرة التنمية خاصة فى البلدان ذات العمالة الكثيفة، فقد نجحت التجربة فى دول جنوب شرق آسيا وحققت المعادلة الصعبة رغم زيادة اعداد السكان وقلة الموارد.. وأصبح لدينا رئيس جمهورية يفكر للحظة بشباب بلده ووطنه الذى هو أيضا من دمه ولحمه ويعرف كيف يستغله فى أهم المشروعات الحقيقية الصغيرة والتعاونية من أجل مواجهة حالة الإحباط وبناء مستقبل مشرق.