الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«مشاريع التخرج» الطريق إلى الحياة العملية

«مشاريع التخرج» الطريق إلى الحياة العملية
«مشاريع التخرج» الطريق إلى الحياة العملية




تحقيق – هاجر كمال
يظل الطلاب طوال مدة دراستهم الجامعية فى حالة استعداد للحظات الفارقة، التى يتحدد عليها مدى استيعابهم لما درسوه خلال سنوات الدراسة، «مشروع التخرج» هى واحدة من أصعب اللحظات التى يمر بها الطالب الجامعى خاصة أنها تحدد مصيره ومستقبله وعليه أن يختار فكرة مشروع تمكنه من اجتياز تلك المرحلة، كما يحرص الطلاب على الإبداع فى أفكارهم ويأتون بأفكار لم تتناول من قبل فى المجتمع، ويلتزمون بأن تكون فكرتهم مفيدة وفعالة بالنسبة للمجتمع.
وفى نفس الوقت يجب أن يكون الفكر تطبيقا عمليا لما درسوه فى المناهج، وهنا تكمن المشكلة لانهم يقعون فى فخ الحياة العملية والمواد النظرية، لكن مع التطور التكنولوجى الذى لحق بالمجتمع فى الفترة الأخيرة أصبح من السهل الاستفادة من هذه الوسائل فى إيجاد نقاط مشتركة بين العملى والنظرى، كما أن وجود أساتذة متخصصين ضمن مشروع التخرج يساعد الطلاب على الابتكار بشكل سليم دون الخروج عن القواعد العلمية السليمة، حيث يشمل مشروع التخرج مجموعة من الطلاب يقومون بعمل مشروع واحد تحت رعاية مشرف أو أستاذ الجامعة ومن ثم يتم تكوين الفكرة النهائية وهى الوصول لحل مثالى لإحدى المشكلات أو الحصول على فكرة جديدة مبتكرة، ومن ثم يتم الخروج بمشروع متميز شكلاً ومضموناً.
فى البداية يقول «محمد ناصر» فكرة مشروع التخرج يتم ابتكارها من وحى المشكلات التى نعانى منها فى المجتمع ونبحث لها عن حل أو وضع يساعدنا على التكيف معها بشكل مؤقت حتى يتم التخلص منها وفكرة مشروع التخرج تختلف من كلية لأخرى لأن الكليات النظرية والأدبية تتركز مشروعاتها على الخدمات المجتمعية على عكس الكليات العملية التى قد تقدم دواء لمرض معين أو أبحاث علمية فى مجال معين، ويتم تسجيلها بمراكز البحث العلمى للحفاظ على حقوق الأفكار والاختراعات الجديدة، وفى النهاية يكون مشروع التخرج علامة مميزة فى ذهن الطلاب المشاركين فيه وفى نفس الوقت قد يكون مشروع التخرج فرصة جيدة للالتحاق بوظيفة الأحلام التى يسعى لها كل الخريجين، وهناك معايير معينة لاختيار مشاريع تخرج ناجحة ومتميزة وتبدأ الخطوات بالإيمان والثقة بالنفس والقدرة على إنجاز المشروع بشكل مميز، وانتقاء مشاريع ذات أفكار إبداعية بالإضافة إلى الاستعانة بمن هم أكثر خبرة وتجربة فى المجالات المختلفة حسب مشروع التخرج .
كما أن هناك عددا من الورش التى تحفز التفكير الابداعى للطلاب والتى تساعدهم على خلق أفكار مميزة وجديدة داخل مشاريعهم وتساعدهم أيضا على تلافى أخطاء يمكن الوقوع فيها أثناء التنفيذ فى المراحل النهائية.
فيما تقول «نور عصام»: مواقع التواصل الاجتماعى سهلت فكرة البحث عن مشروع التخرج المميز والجديد من خلال طرحها للموضوعات المختلفة فى العالم كله فهناك صفحات متخصصة تطرح عناوين للأبحاث العالمية ويعتبر هذا أمرا مهما للطلاب لتعليمهم الاستفادة من مشروعهم المختار بعناية ضمن سوق العمل وكيفية تحقيق المشروع على أرض الواقع بشكل كامل وسد الفجوات لدى الطلاب التى لا يغطيها التعليم الأكاديمى، ومشاريع التخرج تتباين بين الطلاب فهناك عدد من الطلاب يفكرون خارج الصندوق، ويأتون بأفكار جديدة لم يتم التطرق لها من قبل ويعتبر هذا النوع من المشاريع مميزا جدا وينال إعجاب أساتذة الجامعة المختصين ويجعل صاحبه فى موضع ثقة أثناء تقدمه للحصول على وظيفة بعد إنهاء الحياة الدراسية، وهناك نوع آخر من الطلاب يركزون على إيجاد مشاريع تقضى على مشكلة موجودة فى المجتمع غير مبتكرة وتقليدية وهذا لا يستطيع أن يحجز مكانا له فى الحياة العملية وتكون فرصته أقل فى إيجاد فرصة عمل مميزة فور التخرج، وللأسف هناك ظروف أخرى تحكم مشروع التخرج غير الأفكار وتنفيذها وهى الأمور المادية والمتعلقة بتكاليف المشروع خاصة إذا كنت تقوم بمشروع التخرج بمفردك فتكون التكاليف المادية هى أكبر عائق فى المشروع ولكن إذا كان فريق المشروع مكونا من عدد كبير من الطلبة ففى هذه الحالة تكوين فريق للعمل على مشروع التخرج يكون هو الحل الأمثل حتى يتم توزيع المصاريف بالتساوى على باقى الفريق .
وتختتم «سمر صبرى»: لا بد من التحلى بالتعاون داخل مشاريع التخرج حتى ينعكس ذلك على المشروع وعلى فكرته النهائية وأن يستغل كل فرد فى المشروع مواهبه التى يتحلى بها ويعمل على إفادة باقى الأعضاء من خلال هذه المواهب لأنه فى النهاية يكون المشروع باسم الفريق كله وليس باسم شخص بعينه ولا بد أن يدرك القائمون على مشروع التخرج أن هناك العديد من النقاط التى قد تواجههم والعقبات فى المشروع والتى تعد من أكثر المشكلات قد تواجههم وعليهم التعامل معها بدقة وبعقلية مميزة حتى لا تؤثر على المنتج النهائى للمشروع وعلى شكله الجذاب والمميز.
ولابد أن يستغل الطلاب التقنيات الحديثة لانها ستسهل عليهم بناء مشروع التخرج بشكل مميز يزيد من أهميته الضمنية وقد يكون مشروع التخرج فرصة العمر التى توفر لهم الشغل والدخل الذى يتمنون الحصول عليه فور التخرج والاندماج فى الحياة العملية بشكل سهل دون المرور بالصعوبات التى قد يمر بها الطلاب الذين أهملوا فى اختيار فكرة مميزة لمشروع التخرج من البداية.