الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الميادين تبوح بأسرارأعظم ثورة من قلب المحافظات

الميادين تبوح بأسرارأعظم ثورة من قلب المحافظات
الميادين تبوح بأسرارأعظم ثورة من قلب المحافظات




كتب - إبراهيم المنشاوى - والمحافظات - إلهام رفعت - وعلا الحينى - وشهيرة ونيس - ومنال حسين
ومحمود هيكل - ومحمد محروس

خمس سنوات على انطلاق ثورة 30 يونيو، شهدت من الأحداث والكواليس ما لا يعد ولا يحصى، بل وهناك من بينها ما يصعب على العقل نسيانه، حيث التف الشعب المصرى فى ملحمة وطنية للإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية «الإخوان المسلمين سابقا»، وأذرعها فى جميع المحافظات، ليؤكد الفراعنة أنهم على قدر من المسئولية، ولن يسمحوا لخائن أن يتولى دفة البلاد.

أهالى محافظة المنوفية، تحديدا، تصدروا المشهد وكانوا أول من أطلقوا شرارة الثورة، التى انطلقت من قلب محافظة الرؤساء شبين الكوم لتعلن تمردها وانفصالها عن دولة الإخوان المستبدة، حيث كان قرار المعزول محمد مرسى، بتعيين القيادى الإخوانى أحمد شعراوى، محافظًا للمنوفية، أشعل فتيل الثورة داخل الإقليم، وما أن تم الإعلان الرسمى فى 15 يونيو 2013 حتى قامت القوى الثورية والشعبية بالمحافظة بإغلاق الديوان العام بالجنازير، وتناوب الشباب والنساء على حراسته، حاملين معهم الشوم، مستعدين للحرب حال هجوم أى عنصر إخوانى.

حاولت الجماعات الإرهابية التحرش بالمعتصمين أمام ديوان عام محافظة المنوفية عن طريق تنظيم عدة مظاهرات نسائية، إلا أنها باءت جميعها بالفشل أمام استبسال أهالى المنوفية الشرفاء، وتدخل السكرتير العام للمحافظة آنذاك لإقناع المعتصمين بفك الحصار وتمكين شعراوى من أداء مهام محافظ المنوفية، علاوة على إصدار تهديدات مختلفة بسوء المصير للمعتصمين فى حالة عدم الانصياع للأوامر إلا أنهم فشلوا أيضا.
لم يختلف الوضع كثيرا فى كفر الشيخ، حيث خروج الآلاف إلى الشوارع والميادين العامة فى مختلف المراكز والمدن، مطالبين المعزول بضرورة التنحى والرحيل، مؤكدين سقوط حكم مرشد الجماعة «محمد بديع»، فضلا عن استمرار المتظاهرين فى الميادين 4 أيام على التوالى.
وفى الإسماعيلية تعتبر ثورة 30 يونيو «فتحة خير» على باريس الصغرى مثلها مثل باقى المحافظات، فلم تقم الثورة للتخلص من حكم جماعة إرهابية، بل كانت نواة لبدء مرحلة جديدة تعيد بناء الدولة من جديد بمشروعات قومية تضع مصر فى مصاف الدول الاقتصادية فى العالم.
وشهدت الإسماعيلية خلال الـ5 سنوات الماضية عقب ثورة 30 من يونيو طفرة اقتصادية كبيرة استطاعت أن تضع المحافظة على رأس العواصم الاقتصادية فى العالم، وذلك بفضل مشروع حفر قناة السويس الجديدة، هدية مصر لدول العالم كما وصفها الرئيس السيسى، قبيل البدء فى الحفر الذى لم يستغرق من الوقت سوى عام واحد فقط فى الوقت الذى كان مخصصا لها 3 سنوات.
وكانت مدينة الإسكندرية، ومازالت دينمو تغيير مجريات الأحداث المؤثرة فى مصر، ولا أحد ينسى دورها المؤثر خلال ثورة يوليو ورحيل الملك فاروق بالباخرة المحروسة من مينائها عام 1952، واستمرارا لذلك سطر الإسكندرانية اسمهم بحروف من ذهب خلال أحداث 30 يونيو.
وقبل 10 أيام من انطلاق مظاهرات 30 يونيو، وقع مليون و200 ألف مواطن إسكندرانى على استمارة تمرد، فضلا عن توقيع عدد كبير من الشخصيات السياسية فى الإسكندرية على رأسهم السياسى الراحل أبوالعز الحريرى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية.
ومع تصاعد الأحداث اقتحم المتظاهرون مقر حزب الحرية والعدالة بمنطقة الحضرة الجديدة وسط الإسكندرية فى الساعات الأولى من صباح 30 يونيو، وقاموا بإتلاف محتوياته، تعبيرا عن رفضهم لتواجد جماعة الإخوان الإرهابية فى الحكم، واستمرت أجواء التصعيد الثورى حتى عصر 30 يونيو لحظة الانطلاق الرسمية، حيث خرج مئات الآلاف من المواطنين فى مسيرات من جميع أنحاء الإسكندرية.
وواصل السكندريون تدفقهم إلى الميادين، من جميع الأحياء والقرى والنجوع من مناطق سيدى بشر والجزيرة الخضراء ودربالة والرأس السوداء والفلكى والسيوف والعوايد وباكوس، ليكتسى ميدان سيدى جابر والكورنيش بألوان علم مصر، كما استحوذت ساحة مسجد القائد إبراهيم على نصيب الأسد من الرمزية الثورية لخروج التظاهرات منذ أحداث ثورة 25 يناير.
وفى المنيا تدور الأيام وتأتى ذكرى ثورة 30 يونيو ليسترجع أهالى المنيا كيف واجهوا حكم الإخوان فى محافظة لقبت بأنها أحد معاقل الجماعة، ليكون ميدان بالأس سابقا «ميدان الشهداء حاليا» أيقونة ثورة 30 يونية.
تبدأ ذكريات الميدان عندما دعت «تمرد» الأهالى للتجمع والتمركز بميدان «بالاس» لتنطلق شرارة الثورة بالمحافظة، حيث حمل المتظاهرون علم مصر فقط والكروت الحمراء، ورددوا العديد من الهتافات منها «ارحل ارحل»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«النهارده العصر الشعب هيحكم مصر».
وكان ميدان بالاس البداية وانطلق المواطنون منه إلى ميادين أخرى بجانب كورنيش النيل، منها ميدان النصر بمدينة المنيا، الذى شارك فيه الشباب من خلال مليونيات حفظ مكتسبات ثورة يونيو منها مليونية الشرعية للشعب وذلك للبعد عن ميدان بالاس الذى حاول أنصار المعزول اختطافه ومنعا للصدام معهم.
وانطلقت 30 يونيو فى الوادى الجديد من ميدان البساتين بمدينة الخارجة، الذى تحول اسمه فيما بعد إلى ميدان الشهداء، حيث خرجت مظاهرة صغيرة نظمها مجموعة من الشباب تهتف ضد الإخوان وقامت بإزالة شعار حزب الحرية والعدالة من الميدان لتقوم بعدها الجماعة الإرهابية بمحاصرتهم، ثم تشتعل الأحداث بعد ذلك لتقوم القوى السياسية والأحزاب بالانتفاض ضد هذه الجماعة والتصدى لها فى صورة ائتلاف وجبهة ثوار الوادى الجديد.