الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الزهد والورع

الزهد والورع
الزهد والورع




كتب: د. محمد مهنا

فى كل يوم من أيام الشهر الفضيل نعرض لقرائنا  أحد الطرق التى تصل بنا  إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن ان يستغنى  عنها فى سيره إلى الله.

الزهد والورع هما من مقامات القلوب والزهد هو الإعراض عن الدنيا للوصول إلى الآخرة باعتبارها هى الحياة الباقية، وقيل إن الزهد هو خلو القلب مما تخلو منه اليد وهى الدنيا، حيث إن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة، فالإنسان إن لم يحكم فى الطريق إلى الله الزهد فلا تصح المقامات الأخرى، فابن عطاء الله يقول إن محبة الدنيا هى رأس كل خطيئة لذلك كان الزهد هو رأس كل طاعة، فيجب ألا تكون الدنيا فى القلب،  ومن الزهد الرضا بما يهبه الله للإنسان  وألا ينظر لغيره وما معه، والإنسان عندما يعطى الفقر عليه أن يجعل منه فقرا لله تعالى وغنى فى النفس وشرف، فشعب مصر شعب فقير ولكن طوال عمره لديه كرامة ولم يبع قيمه مطلقا.
ولقد قسم الزهد إلى درجات أولاها الخروج من التملك، ثم الدرجة الأعلى وهى خلو القلب مما خلت منه اليد، ثم درجة الزهد فى الزهد لأن حقيقة الزهد يكون فى شيء،  والزهد قضية قلب وليس معناه الفقر فالقضية ألا تكون الدنيا فى قلب العبد.. أما الورع فهو أن يتورع الإنسان ويترك كل ما فيه شبهة، وكل ما يؤدى به إلى الحرام، فكل ما يحجب الإنسان عن الله تعالى هو دنس، لأن الإنسان إذا تلوث بالبعد عن الله تعالى
والورع هو أحد مقامات التقوى وهو يتطلب عدم اللف حول المحارم،  وعلى الإنسان ألا يكثر فى المباح حتى لا يقع فى المكروه ولا يقع فى المكروه حتى لا يقع فى الحرام لأن من وقع فى الحرام واستمرأه طمس  الله على قلبه لأن المعصية كالنقطة السوداء فى القلب فإن عاد العبد أزيلت وإن اعتاد الإنسان المعصية اسودّ القلب.. وللورع درجات ورع العدول وهو الورع عن الحرام، وهناك ورع الصالحين وهو الورع فيما ليس حرامًا ولكن فيه شبهة، وهناك ورع المتقين وهو الورع فى المباح حظرًا مما فيه بأس، فالقضية للمتقى ترك كل ما سوى الله وترك أمر يؤدى لشتات الوقت ويبعد عن الله.