السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التعديات علي الأراضي الزراعية غول يلتهم الثروات الطبيعية في الفيوم





 
تحولت الأراضي الزراعية بقري ومدن الفيوم إلي نجوع عشوائية أقيمت من البلوك الأبيض بجانب العمارات الشاهقة التي انشئت وسط الزراعات بالقرب من مبني ديوان عام المحافظة وعلي الطرق الرئيسية حيث وصلت حالات التعدي إلي 30 ألف حالة خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير علي مساحة 4 آلاف فدان حسب تأكيد مسئول بمديرية الزراعة بالفيوم.
ففي قرية الغرق التابعة مركز اطسا شهدت أكثر من 1500 حالة تعد علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بعد قيام بعض المواطنين بالاستيلاء علي قطعة أرض تابعة للمدرسة الثانوية مساحتها 10 قراريط وقاموا ببنائها واستولي آخر علي 7 قراريط ملك هندسة الري وقام ببنائها منزلا له وباع البعض الآخر بدون أوراق مساحات كبيرة خاصة بأملاك الدولة بملايين الجنيهات.
كما استولي بعض الأشخاص علي مساحة 10 أفدنة كانت مخصصة لمركز شباب قرية فوز وهوما ذكره محمد عبدالفتاح موظف ويصف محمود رشاد محاسب ما يحدث بأنه انتهاك لجميع القوانين المتعلقة بالحفاظ علي الأراضي الزراعية حيث استغل العديد من المواطنين الفترة الانتقالية غياب الأجهزة الحكومية وقاموا ببناء أكثر من 700 منزل بقرية شدموه وهوما أدي إلي تشوية الأراضي الزارعية والتي تحولت إلي كتل خرسانية صماء.
ويضيف خليل محمود موظف أن ما يحدث في قري منية الحيط والقاسمية وقصر الباسل وقلمشاة وقلهانة وغيرها من القري من تكالب المواطنين علي بناء المنازل داخل الأراضي الزراعية شيء مؤسف وضد المصلحة العليا للوطن حيث إن هذه الأراضي تنتج الغذاء والخضراوات وأن هذه الحالات زادت علي 5 آلاف حالة في خلال فترة انتخابات رئيس الجمهورية.
ويشير صلاح هديب مهندس إلي أن سعر ألف الطوب الأبيض وصل إلي 1200 جنيه وطن الأسمنت 680 جنيها وأجر (عامل البناء) إلي 320 جنيها للألف طوب الواحد ويدلل عباس السبب في ذلك إلي التكالب علي البناء علي الأراضي الزراعية في ظل غياب متعمد من أجهزة الدوله التي يري فيها المسئولون انهم جالسون فقط لتسيير الاعمال اليومية دون تحمل مسئولية الاصطدام مع المواطنين.
أما محمود عمر محاسب فيؤكد أن قري أبوكساه وسنهور وزيد وأبوجنشو والسليين بمركزي أبشواي وسنورس وهي المناطق التي تكثر فيها الحدائق ويصل فيها سعر الفدان من الاراضي الزراعية إلي أكثر من مليون جنيه تحولت هي الأخري إلي كتل خرسانية بفضل تعدي المواطنين عليها بالبناء وقد وصلت نسبة المخالفات في هذه المناطق لنحو1200 حالة وهوما يهدد بإنهيار محاصيل المانجو والعنب والمشمش والتفاح التي يكثر زراعتها في هذه المناطق.
ويصف جمال عبدالحميد موظف أن مركز سنورس أصبح صاحب نصيب الأسد في حالات التعدي نظرا لعدم وجود ظهير صحراوي للمركز وهوما دفع المواطنين إلي البناء علي الأراضي الزراعية الواقعة علي طريق القاهرة الفيوم بقري الكعابي والاعلام ومنشأة طنطاوي وكوم أوشيم.
وفي مركز طامية يشير أحمد فرغلي رئيس جمعية تنمية المجتمع بقرية الروضة إلي أن حالات التعدي بالبناء علي اراضي الدولة زادت في المنطقة الجبلية بقصر رشوان والمظاطلي وفرقص والجمهورية وأن هذه الحالات زادت علي 2300 حالة.
أما عادل معوض فلاح فيري أن الإزالات التي تتم حاليا وعلي فترة ماهي إلا خدعة كبري للمواطنين حيث يتم إزالة الأسوار والمباني الضعيفة الخاصة بالمواطنين البسطاء أمام أصحاب النفوز فلا يجرؤ أحد من الاقتراب من بناياتهم التي تتحدي المحافظ وأجهزته التنفيذية.
ويحذر الدكتور سمير سيف اليزل الاستاذ بكلية الزراعة بجامعة الفيوم من ضياع الثروات الطبيعية في الفيوم من جراء حالات تعد علي الأراضي الزراعية مؤكدا أن هذه الثروات مثل الماء والهواء وأن الإنسان يتعايش عليها لمدة من الزمن وأن ما يحدث حاليا مهزلة وتصرفات لا أخلاقية من قبل المواطنين مطالبا أجهزة الدولة الجديدة بالتصدي لهؤلاء المتعدين وإزلة هذة الانتهاكات بكل قوة للحفاظ علي هيبة الدولة.
وأضاف سيف اليزل أن جملة الخسائر الماديه تزيد علي المليار جنيه نتيجة ضياع نحو 440 مليون جنيه من محصول القمح و390 مليون جنيه من الذرة و300 جنيه من القطن بخلاف الفاقد من اقتصاديات الخضراوات والفاكهة.
واشار إلي أن أراضي الفيوم رسوبية تكونت مع طمي النيل من منبعه في الحبشة خاصة أن أراضي الفيوم كانت رملية وان فاقد الأراضي الزراعية لا يمكن تعويضها.
ويؤكد نبيل أبوالقمصان مدير عام جهاز تحسين الأراضي أن ماحدث في الفيوم لا يمكن وصفه إلا بالكارثة حيث تم التعدي بالبناء علي أكثر من 3 آلاف فدان.