الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مثقفون: حرية الإبداع.. خط أحمر




مخاوف عديدة لدى جموع المثقفين والإعلاميين من قمع لحرية الإبداع والنشر بعد وصول الإخوان المسلمين للحكم، يغذيها عدد من الشواهد، التظاهر أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، منع نشر مقال لكاتب فى إحدى الصحف، وهو ما عبّر عن رفضه عدد من المثقفين لـ"روزاليوسف "، مؤكدين أن حرية الإبداع خط أحمر، وأنه من الصعب قمع كلمة، وأن زمن الإرهاب الفكرى قد انتهى.
 

 
الناقد الدكتور حسام عقل، قال: لا شك أن مصر مرت وتمر بفترات حرجة وصعبة، تعانى ما تعانيه غيرها من الدول التى قام فيها ثورات الربيع من أجل الحرية والديمقراطية. ومصر بتراثها الليبرالى القديم احدى ركائزها حرية التعبير والفكر، ولكن حرية التعبير فى مصر ليست مكتملة ومازال هناك من يقوم بالضغوط ووضع المعوقات والعراقيل التى تحول بين الوطن وبين الحرية الكاملة واطلاق سراح الكلمة دون قيود او رقابة، وجزء من هذه المعوقات هو السلطة التى بدأت تفرض شكلا رقابيا ربما يكون غير معلن بشكل مباشر، لكنه يتضح فى العلاقة الحرجة بين الصحفين والاعلاميين وبين "الجماعة" التى يمثلها رئيس الدولة، نحن نريد الحرية الكاملة وهى المطلب الأول من مطالب الثورة" حرية – عيش – عدالة اجتماعية "،ورغم كل ذلك الهجوم إلا اننى متفائل لأنى اثق كل الثقة فى أنه من الصعب قمع اى صحفى او مثقف او اعلامى،فأحد انجازات ثورة يناير كسر حاجز الخوف، فالحرية مكفولة للجميع وارفض الاعتداء الجسدى والبلطجة فى التعامل مع معارضى الجماعة، ولابد من اطلاق حرية كل التيارات دون تخويف او تهديد أو تخوين لان سيطرة أى فصيل سياسى بأفكاره ومعتقداته على الساحة الاعلامية أو الصحفية يسبب حالة من الصراع الدائم، واشاعة مصطلح "أخونة الصحافة" اعتبر انتشاره فى الفترة الآخيرة شكل من اشكال الطغط على المبدعين ولا اتصور ان المثقفين يمكن أن يسمحوا بذلك لان بعض الاعلاميين والصحفيين من الكتاب والنقاد والشعراء لن يخضعوا لاى ضغوط.
 

 
الشاعر شعبان يوسف، قال : هل معقول ان الفوضى والبلطجة تصل الى الإعلام والصحافة؟، تكسير عربيات وهجوم وقمع ومنع نشر، لم يثبت التاريخ فى اى مرحلة ان احداً استطاع تكميم الافواه وضرب الصحفيين أو الاعلاميين باستثناء قلة قليلة لاتذكر، فحرية الابداع والرأى والفكر حق لا خلاف عليه ولا يحتاج أن نطالب به لانه امر طبيعى فى الدولة المصرية المدنية، ومن يظن انه يهدد اعلامى او مبدع ويعيدنا الى العصور القديمة فهو شخص واهم عقيم الفكر، فنحن المصريون لا نرجع للخلف مهما حدث، ومن يمارسون هذا القهر والقمع لابد ان يدركوا انها رجعية فكرية محكوم عليها بالفشل المؤكد، وما حدث فى مدينة الانتاج الاعلامى ليس إلا لعبة قديمة مكشوفة من قبل بلطجية لم تحدث حتى فى النظام السابق، نحن نريد صحافة وصحفا لكل المصريين بكل الطوائف والتيارات دون التمييز لتيار عن آخر، وما حدث ايضا مع الكاتبة الدكتورة عبلة الروينى رئيس تحرير اخبار الأدب السابقة فقد منع لها الاخبار نشر مقالة كانت بعنوان " أخونة الصحافة" وهذا يؤكد ان الاخوان يتدخلون فى النشر ومن حقهم اعطاء اومر بمنع النشر، ومع هذا المنع نشرت المقالة فى جريدة التحرير، وبهذا تعود الصحف القومية لخدمة السلطة كما كانت أيام الحزب الوطنى المنحل، واستغرب من رموز النخبة الثقافية الذين يدركون المشهد الدرامى، ولكنهم يكتبون كلمات ومفردات يمكن ان تتدرج تحت مصطلح اخوانة المقال لصالح السلطة والجماعة، كما اتضح انهم يستخدمون اسلوب "الاشعال والتهدئة" بمعنى ان يشعل الموقف ثم يأتى بتصريحات تهدئ من حدة الاشعال، ومن كثرة تكرار هذا اصبح متوقعا الفعل ورد الفعل .
 

 
الناقد الفنى محمد كمال: كل ما يحدث كان متوقعا، وبما أن أغلب رموز الثقافة والمثقفين موجودين فى قلب الاعلام والصحف، فقد اختاروا مدخل الارهاب الفكرى والهجوم بالبلطجية على اصحاب الرأى المؤثر من باب الصحافة والاعلام . واتوقع الهجوم القادم على وزارة الثقافة وبشكل ابشع مما حدث . واوجه لهم تساؤلاً هل الرئيس مرسى لديه مشروع قومى ونهضة حقيقية ؟ هل هو محمد على صاحب الانجازات ؟ وإذا كان يملك لماذا تتم ممارسات البلطجة ومنع النشر والهجوم على المعارضين أين الديمقراطية؟، هل الهجوم والسب من حقكم انتم فقط،نحن ايضا نعترض على مقولة مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق مهدى عاكف فى حواره مع الصحفى سعيد شعيب " طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر "، أليس هذا سب لمصر فى الاعلام ومن حقنا رفع قضية على اى شخص يتطاول على الشعب. وايضا عندما يصرح السلفيون طالبين من الرئيس مرسى تطبيق "حد الحرابة" والتصدى للاعلاميين لانهم ينتقدون رمزا اسلاميا ورغم ما حدث نحن سوف نواجه الهجوم والتعدى على المبدعين من الفنانين التشكيليين والكتاب والشعراء ولانسمح بقصف أى من اقلام الاحرار
 

 
الناقد الدكتور ياسر منجى، قال: اجد اشخاصا كانوا محسوبين على اليسار او اللبيرالين يمكن ان نطلق عليهم انهم استجابوا لما نطلق عليه " اخونة الصحافة " وهذا امر طبيعى حدث من قبل فى عهد عبد الناصر وكانت شخصيات مؤثرة وتغير رايها وربما مبادئها لتحقيق مصالح، وحادثة الاعتداء والهجوم على الاعلاميين لمجرد اختلافهم فى الرأى مؤشر يستلزم علينا مراقبة المشهد لاننا لن نقبل ان تسحب منا حريتنا الفكرية فى جميع المجالات الفنية والابداعية، ومهما كانت اختلافاتنا يجب ألا تصل الى حد الضرب والسب، وحين يصل الخلاف الى القضاء ليحكم بين الاعلامى والصحفى وبين آرائه المعارضة للسلطة هنا يجب ان يكون لدينا قانون متوازن يحمى حق المبدع مثلما تحمى السلطة مصالحها وهيبتها واستقرارها. وإنما ثقافة المنع التى تبث وتزرع اليوم لا تؤدى إلا لمزيد من الاحتقان بين التيارات، ولن نقبل ان تكون مصر تحت شعار "اللى مش عجبنى رأيه اضربه"، فالثورات قامت من اجل الحريات، وهذه الحريات لا يمنحها الرئيس للشعب هى بالفعل من حق كل فرد فى المجتمع، والاتهامات مرفوضة، والقمع ومنع المقالات اعتبره مجرد فرض شكل للمجتمع المصرى فى وجود جماعات لها تنظيم وفكر مختلف عن مدنية الدولة.