الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المستشار رفعت السيد رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق: «الفساد» أقوى حزب موجود بالدولة

المستشار رفعت السيد رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق: «الفساد» أقوى  حزب موجود بالدولة
المستشار رفعت السيد رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق: «الفساد» أقوى حزب موجود بالدولة




حوار - أيمن غازى
قال المستشار رفعت السيد رئيس محكمة  استئناف القاهرة ورئيس نادى قضاة اسيوط الأسبق: إن انتخابات نادى القضاة المزمع إجراؤها قريبا يجب أن تتم فى جو تسوده أعراف وتقاليد القضاء خصوصا بعد حالة التلاسن التى ظهرت مؤخرًا بين المرشحين المتنافسين على مقاعد النادى.
وأشار «السيد» فى حوار لـ«روزاليوسف»  إلى أنه لا يوجد تنظيم داخل القضاة يتبع الإخوان.. ولكن هناك من هم على «هوى».
وفيما يخص شكل البرلمان المقبل أكد السيد أن هناك أحزابًا لن تحصل على ما حصلت عليه خلال فترة حكم الإخوان ومنها على سبيل المثال حزب النور.
وشدد السيد على ضرورة توعية المواطنين  إذ إن الوعى العام فى مصر لم يصل للدرجة التى نرى فيها الاقباط يمثلون 50 مقعدًا فى البرلمان.. تفاصيل أكثر فى سياق الحوار التالى:

■ كيف ترى مستقبل القضاء خصوصا بعد ثورتين شعبيتين كان القضاء هو محور الحديث فيهما بشأن المحاكمات التى تتم تجاه رموز نظامين متعاقبين «مبارك.. الإخوان»؟
- القضاء له أعرافه وتقاليده.. والكفاءات الفنية هنا تختلف.. والقضاء طوال تاريخه يتمسك بالحيدة والنزاهة.. وتبقى فقط مسألتا الكفاءة والكفاية.. وهاتان المسألتان لا تكتملان إلا من خلال التدريب والخبرات المكتسبة أسوة بما هو معمول بالمؤسسة العسكرية.. وعلى القضاة ألا تتم ترقيتهم إلا بعد الحصول على دورات فى شكل الماجستير والدكتوراه حتى لا تلغى الأحكام  فى محكمة النقض.. إلا فى أضيق الحدود.
■ مع زيادة أعداد القضايا وأعداد المتهمين والشهود.. هل يمكن زيادة اعداد القضاة؟
- من الضرورى.. ولا بد أن يزيد عدد القضاة بما لا يقل عن خمسين ألف قاض.. ويتم فتح باب القبول فى القضاء مرة أخرى استنادا إلى قانون السلطة القضائية من اساتذة الجامعات.
■ بالنسبة لنوادى القضاة هل يمكن أن نرى فيها خروجا على المألوف كما شهدت خلال السنوات السابقة على قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير؟
- فى اعتقادى الشخصى «لا» وللعلم عندما خرجت بعض الوقفات الاحتجاجية فى هذه الفترة رفضت غالبية نوادى القضاة مثل هذه الوقفات وثبت بالدليل أن القضاة لا يمكن أن ينحازوا إلى تيار سياسى أو دينى معين وأنه ليس هناك سوى التمسك بتقاليد القضاء وأن القاضى يخلع أى رداء أو انتماء مادام كان موجودا على المنصة.
■ هل مازال هناك فى القضاء إخوان؟
- تنظيميا لا.. ولكن على هوى الإخوان «نعم».. ودعنى أقول لك إن غالبية مؤسسات الدولة بها إخوان منذ أن كانوا طلبة فى الجامعات والمدارس.
■ كيف ترى انتخابات نادى القضاة المقبلة؟
- مما لاشك فيه أن كل قاضٍ من حقه أن يرشح نفسه.. ولكننى أرى أن القضاء ابتلى بالـ«فيس بوك.. وتويتر» لأنه ترتب على هذا التواصل الاجتماعى أن يجرح ويشوه من يشاء وهذا غير مألوف بين القضاة.
ودعنى من هذا المنبر أن أدعو الحكماء من رجال القضاء إلى التدخل فيما يسود هذه الانتخابات من تلاسن.. وأن يكون هناك ميثاق شرف بين المرشحين.. ولا يجوز للمرشحين ان يكتبوا ضد بعضهم البعض.
■ المستشار احمد الزند سوف يخرج للتقاعد نهاية العام القضائى المقبل 2016.. هل يمكن أن يسبب هذا الأمر مشكلة قانونية بعد تقاعده؟
بعيداً عن هذا الأمر.. ادعو إلى اختيار المستشار احمد الزند رئيساً «شرفياً» لنادى القضاة مدى الحياة وهذا عن قناعة  بقدر ما قدم للقضاء من مواقف.
■ هل وزراء العدل يتدخلون فى انتخابات النوادى؟
- لا أعتقد ذلك.
■ هل يتم التدخل فى أعمال القضاء بأى شكل.. وأعنى هنا على مدار الستة عقود الماضية؟
- شوف.. القضاء طوال عمره مستقل.. وإذا تحدثنا عن مراحل تاريخ القضاء المصرى فى ثلاثة عهود هى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ثم السادات ثم مبارك «إضافة إلى عهد جماعة الإخوان» الذى شهد أول محاولة تدخل مباشرة وصريحة فعموما فيما يخص عهد الرئيس جمال عبد الناصر وعلاقته بالمؤسسة القضائية فيمكننى القول إنه خلال هذه الفترة كان عدد القضاة  لم يتجاوز 2000 عضو بالمؤسسة القضائية.. وكان يتميز القضاة فى هذا التوقيت أن كل قاضٍ فيهم يمثل «قيمة وقامة وقوة الشخصية».. وكل قاض منهم يساوى مائة قاض واحكامهم ما زالت تدرس حتى الآن.. ويكفى ان عدد القضايا لم يتجاوز الثلاث قضايا فى المحكمة.. أما فى عهد الرئيس الراحل انور السادات.. فقد زاد عدد القضاة وزاد أيضا عدد القضايا.. وهذا من الناحية الفنية من وجهة نظرى فالكفاءات أصبحت أقل وهذا الأمر انطبق على فترة الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. ويمكننى أن اضيف هنا إن التعليم كان له دور.. وأقول لك هنا.. إن القاضى الذى تلقى تعليماً فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لا يمكن مقارنته بنوعية التعليم التى تلت ذلك.
■ هل كان يقبل القضاء المصرى أى ضغوطات أو أن يقوم بأى مواءمات فى القضايا التى يمكن ان نطلق عليها قضايا جماهيرية؟
- هذا لم يحدث إطلاقا.. وأقول للتاريخ إن الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن يريد ان يزج بالقضاء فى أعمال تخصه هو شخصيًا بل كان يقول إن لمصر قضاء وقضاة مدعاة لفخرنا.. أما الرئيس السادات فكان ينظر بكل تقدير للقضاء خصوصا بعدما برأه القضاء من التهم التى كانت موجهة ضده قبل قيام ثورة يوليو..وكان يسمى القضاة اصحاب المقام الرفيع.. والرئيس الأسبق حسنى مبارك كان يحترم القضاة والقضاء.
■ موضوع التصالح القضائى من جانب بعض رموز النظام الأسبق.. كيف تراه؟
- أنا مع التصالح بشكل تام.. وعلينا أن ننظر إلى الواقع بعيدًا عن فكرة الانتقام.. وعلينا ان نعترف بأن المجتمع كان فاسدا «باقراننا جميعا».. لذلك قامت الثورة فى الخامس والعشرين من يناير ضد الفساد.. وبالتالى لماذا نطالب هؤلاء بأن يكونوا صالحين.. وبأى منطق.. اشخاص نشأوا ووجدوا فسادا عاشوا فيه واستغلوا لأن الجميع كان يستغل والآن يطلبون التوبة والتطهر والتصالح ورد ما حصلوا عليه.. هل يعقل ان نغلق باب التوبة أمامهم.. وعلينا ألا نغلق الباب امام من يريدون التطهر من الفساد الذى كانوا يعيشون.. وما هى الاستفادة من حبس «متهم بلغ من السن فوق السبعين عاما».. يعنى اهلاً بالمتطهرين.. وهذه وجهة نظر.
■ هل انتهى الاخوان تماما من الدولة؟
- الناس كانت تأخذ عنهم فكرة طيبة.. أما الآن فأتصور أن المواطن العادى اكتشف تضليلهم بعد عمليات القتل والإرهاب التى يقومون بها فى الشوارع وضد مؤسسات الدولة.. وأتصور أيضا أن نحو سبعين بالمائة من المنتمين لهم انسلخوا الآن بعدما شاهدوا عمليات القتل والإرهاب التى يقومون بها.
■ هناك مطلب الآن يصب بضرورة إجراء ثورة تصحيح  لبعض الأمور التى تتم وتقف حائلا ضد تقدم الدولة المصرية وصفها البعض بأنها يجب أن تكون على غرار ثوة التصحيح فى شهر مايو وقت حكم الرئيس الراحل أنور السادات؟
- الرئيس السيسى إذا جاز لى أن اتوجه إليه برسالة كمواطن بلغت من السن ما ليس لى من الطمع فى شىء.. وأتحدث بما يرضى المولى عز وجل اقول له: إن مصر تحتاج الى ادارة قوية فى كل مرافقها.. لأن مصر غنية بالكفاءات فقيرة فى الإدارات.. الفساد ينخر فى كل جزء من السلطة الإدارية فى مصر نتيجة عدة أسباب منها إم لضعف الإدارة أو فسادها ايضا .. وعلينا أن نتخير الإدارة الحازمة الحاسمة الجيدة للخروج  بالبلاد من عنق الزجاجة.. أما محاربة الفكر فهذا لا يكون إلا بالتوعية والفكر المضاد.. ونحن الآن بحاجة الإدارة.
■ هل هناك جماعات مصالح تعطل الدولة والرئيس السيسى فى مسار الجمهورية الثانية؟
- كل الفاسدين مهمتهم ان تفسد الإدارة حتى يبقى الفساد وأرى ـ من وجهة نظرى ـ أن حزب الفساد فى مصر هو أقوى الأحزاب شأناً وعدداً وقدرة وباعاً وجميعهم لا يعرفون بعضهم البعض وهذا ايضا امر غريب.. لأن هذا الحزب قادر فعليا على أن يجهض أى محاولات للإصلاح.
■ كيف ترى شكل البرلمان المقبل؟
- نحن بحاجة إلى شخصيات فاعلة فاهمة مدركة.. واقول بحق إننا ليست لدينا الآن المقدرة على استظهار هذه الكفاءات والمواهب لأن من يملك الفكر والعلم والقدرة والموهبة لا يملك الشعبية أو المال الذى يستطيع من خلاله أن يصل إلى كرسى البرلمان..  والعكس أيضا.. من يملك المال والقدرة على الحشد الشعبى لا يملك فكرا أو علما ويدخل البرلمان لتحقيق مصالح شخصية خاصة به أو لكى يكون له دور فى المجتمع «العصبى».. ولن يكون لدينا برلمان إلا من خلال أسلوب آخر لاختيار أعضاء البرلمان.
■ كيف تقدم رؤية خاصة فى هذا يمكن ان نقول من خلالها أن لدينا «برلمانا قويا»؟
- هذا يكون من خلال النقابات.. وعلى سبيل المثال مثل نقابات المحامين  والصحفيين والفلاحين والمهندسين.. حيث تقوم كل نقابة بترشيح  نحو خمسة مرشحين للبرلمان على مستوى الجمهورية تقف خلفهم لعضوية البرلمان.. أيضا الجامعات تقدم مرشحين.. أيضا الغرف التجارية يمكن ان تقوم بهذا الدور وبذلك يكون لدينا برلمان متنوع.. وهذا بالطبع لن يسقط المرشحين  المدعومين من رجال الأعمال أو المرشحين الذين يطلق عليهم رجال أعمال.. ولكن فى مثل هذه الحالات أيضا سيكون  العدد الاكبر فى البرلمان من النسبة الكبيرة لجميع شرائح المجتمع.
■ هل يطرح حزب النور نفسه الآن  بديلا للإخوان؟
- ليفعل حزب النور ما يشاء.. ومادام لا يزال حزبا سياسيا فلا «ضير» ولكن من وجهة نظرى المتواضعة «أرى أن حزب النور لن يحصل على مقاعد» يمكن مقارنتها بما حدث معه فى العام 2012 لأن وقتها كان الاتجاه العام ان هؤلاء «بتوع الدين.. اللى هاينقذوا مصر من الفساد» وغيرها من العبارات التى صدقها الشعب.. وثبت بعدها أن كل هذا لا شىء.. ولك ان تعلم أيضا أن حزب النور موجود منذ سنوات طويلة ولم نر له ممثلاً فى البرلمان.. باستثناء فترة « الإخوان».
■ هل يمكن أن يسمح للاخوان بخوض انتخابات البرلمان المقبلة؟
- على مسئوليتى الشخصية.. لن يحصلوا على أكثر من 20 المائة من الأصوات «مقعد».. وهذا أيضا له شروطه التى يأتى على رأسها عندما يتصادم اثنان من المرشحين ضد بعضهما البعض.. وفى السياق الطبيعى اعتقد أن الإخوان لو ترشحوا «فرادا».. لن ينجح منهم أحد.. وللأسف الشديد هذا ما يحدث مع الأخوة المسيحيين.. كل دائرة رشح فيها مرشح قبطى «دخل جولة إعادة» وخسر.. وذلك  نتيجة أن الوعى العام فى مصر خصوصا فى الريف لم يصل للدرجة التى نرى فيها الأقباط يمثلون نحوا  50 مقعدا على الاقل فى البرلمان.. وأعطى لك مثالا هنا «مكرم عبيد» فى دائرة قنا وهو قبطى كان يفوز على مرشح هوارة «الشيخ محمد عباس الهوارى».. لأنه كان أيضا يمثل حزب الوفد.
■ كيف ترى الفترة المقبلة؟
- أنا متفائل بالرئيس السيسى.. واعتقد أن الكاريزما التى يمتلكها لم  تتوافر إلا فى الرئيس الراحل انور السادات  من الناحية الشعبية «يعنى الشعب بيحبهم».. بعكس الرئيسين «عبد الناصر ومبارك» كان كل منهما له شخصية طاغية.. وهذا لا ينكر وطنيتهما.