الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عمال النظافة: استقالة الوزير ردت لنا الاعتبار.. والقضاء مش وراثة!

عمال النظافة: استقالة الوزير ردت لنا الاعتبار.. والقضاء مش وراثة!
عمال النظافة: استقالة الوزير ردت لنا الاعتبار.. والقضاء مش وراثة!




كتب - أحمد الرومى
غير مبال بحرارة الشمس، أو بمرور السيارات بجواره التى تعرض سرعتها حياته للخطر، يقف «خالد» عامل النظافة بدأب يمارس مهمته الوطنية فى تنظيف الشوارع من مخلفات البشر، لم يكن يعرف خالد أمين، 38 سنة، أى شىء عن تصريحات وزير العدل التى رأها الرأى العام اضطهادا وتمييزا، والتى تقول «أن ابن عامل النظافة لا يمكن ان يكون قاضيا».
«خالد» قال: «لا اعرف شىء عن تلك التصريحات، ولكن إن يقول وزير هذا الكلام هو ظلم، انا أعمل فى هذه المهنة بدلا من (مدّ يدى) بالسرقة أو بالتسول، وأريد ان يكون أبنائى أفضل منى وينفعون البلد وانفسهم».
«خالد» لديه ولد فى الصف الثانى من الثانوى العامة، يحلم ان يتخرج ويصبح له شأن كبير قائلا: «نفسى أشوفه حاجة كبيرة علشان يستريح وميشوفش المعاناة اللى عايشها» وأضاف: «استقالة الوزير شىء يفرح».
 «مينفعش الكلام اللى الوزير قاله دا خالص، القصة مش وراثة!» قالها عامل نظافة تعقيبا على ما قاله الوزير. هذا العامل الذى رفض أن يذكر اسمه لنا، لكنه سمح لنا بتصويره، قطب جبينه عندما أخبرناه بما قاله وزير العدل، لم يكن يعرف الازمة لعدم متابعته وسائل الأعلام لانكفائه على العمل لفترات طويلة وأنشغاله برعاية ولديه الكبير عمره سنة والآخر شهران.
عندما أخبرناه باستقالة الوزير طرح سؤاله: «هو استقال ولا أقالوه؟» ولم يجد اجابة منا فاستطرد «عموما يستاهل».
ثم تابع عامل النظافة بعد أن وضع يده على مقبض المقشة متخذا وضع عمدة القرية: «أنا مواطن ومصرى وأخاف على بلدى زى أى حد، والوزير قال الكلام ده لأنه بيبص لنا نظرة قليلة ومايعرفش إننا إحنا اللى خلناه فى منصب الوزير».
عامل النظافة الذى أخفى اسمه لانه يرى أن نشره «لا هيودى ولا هيجيب» قال إنه يتمنى أن يكون ابنه قاضيًا مضيفا: «أنا بعلم أولادى مش علشان يطلعوا عمال نظافة زيى، أنا نفسى أشوفه راجل ميه ميه ويحكم بالعدل زى ما اى حد يحكم بالعدل من القضاة».
سامح متولى، 33 عامًا، يعمل فى مهنة النظافة من وقت مبكر من عمره، لم يكن هو الاخر يعلم بتصريحات الوزير وابعاد الازمة إلا من خلالنا، ابدى استياءه من تصريحات الوزير «اللى قاله دا شىء يزعل، إحنا بنتعب وبنشقى علشان لقمة العيش، وشغالين فى المهنة دى غصب عننا علشان نعرف نعيش».
فرحة «سامح» باستقالة الوزير كان سببها «استقالته ردت الاعتبار لينا» وقال وهو ممسكا بمقبض مقشته بعد ان اتخذ وضع المحارب الممسك بسلاحه: إحنا مظلومين فى البلد والكل بيلطش فينا، أنا عندى 3 أولاد منهم ابن معاق تاعبنى جدا فى علاجه لكن الدولة مابتساعدنيش، وبشتغل بـ850 فى الشهر 8 ساعات يومياً وعايزين يزودوهم لـ 12 ساعة بنفس الراتب».. «سامح» أكد أن المواطنين يشعرون بمعاناته وبأهمية الدور الذى يقومون به فى المجتمع، وأضاف: «المشكلة مش فى الناس البسيطة، الناس البسيطة حاسة بينا، الازمة فى المسئولين والناس الكبيرة اللى عايزة تخلص مننا علشان متراعيناش».