الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تليفونات «بلوكات» سكك حديد مصر بـ«المنافلة»

تليفونات «بلوكات» سكك حديد مصر بـ«المنافلة»
تليفونات «بلوكات» سكك حديد مصر بـ«المنافلة»




بنى سويف - مصطفى عرفة
صدق أولا تصدق.. فى زمن النت والفيس بوك والهواتف المحمولة الذكية أن سكك حديد مصر ثانى أقدم سكة حديدية فى العالم لا تزال تستخدم تليفونات «المنافلة» التى انتهى عمرها الافتراضى منذ عشرات السنين فى تسيير حركة القطارات والتواصل بين البلوكات وقائدى القطارات وتبقى بلوكات بنى سويف التى لم تطلها يد التطوير على مدار 80 عاما وتعطل الاشارات فضلا على استهداف ارهابى جماعة الاخوان لها نذير بحدوث كوارث مروعة.
يقول محمد.ح مراقب بأحد بلوكات السكة الحديد ببنى سويف إن اغلب البلوكات تم بناؤها منذ 80 عاما بتصميم انجليزى والغالبية العظمى منها لم تطالها يد التطوير وهى تستخدم لتنظيم حركة القطارات والحفاظ على المسافة بينها وبين بعضها عن طريق «السيمافورات» وتسجيل مواعيد مرور القطارات والتحكم فى التحاويل والمخازن والجسور والكبارى المتحركة وغلق وفتح المزلقانات وعادة ما يكون متوسط مدى حجرة البلوك 3 كيلو متر بينها وبين الحجرة الاخرى ويديرها شخصان ويسميان (ملاحظ البلوك - ومساعد).
وأشار إلى أن وسيلة الاتصال بين النقاط هى تليفونات المنافلة وتم تركيبها فى ستينيات القرن الماضى ولم يتم تغييرها حتى الآن.
ويضيف أحمد ياسين أحد ملاحظى بلوكات بنى سويف أنهم يعانون كثيرا فى استخدام هذه التليفونات لانها متهالكة ومر عليها أكثر من 50 عاما ولكنها تتميز بميزة غير متوفرة فى الانواع والعدد الجديدة من حيث انها مربوطة على الخطوط الارضية عكس الحديثة المربوطة هوائيا مما يتسبب فى تعطلها.
يحذر احمد حسن مساعد ملاحظ بلوك الواسطى من أن خطوط التحويلات الخاصة بقطارات ورش «أبوراضى» متهالكة والمعدات التى يعمل بها العمال منذ ستينيات القرن الماضى مطالبا بسرعة تطوير المزلقانات وغرف البلوك التى يجلسون فيها لممارسة عملهم والتى وصفوها بغير الآدمية.
يلفت عبد العظيم حسين محمد مساعد ملاحظ بلوك بمركز الواسطى إلى أن سيمافورات وبلوكات السكة الحديد اصبحت هدفا لهجوم أعضاء جماعة الاخوان الارهابية فقد تم اشعال وحرق دواليت الإشارات الخاصة بتحويلات القطارات بين قرى المركز اكثر من مرة وتسببت الحرائق فى تعطيل حركة القطارات فى الاتجاهين وتأخر وصولها فى موعدها.. مشيرا الى الاستعاضة عن الإشارات باستخدام اللاسلكى للتواصل مع سائقى كل قطار لافتا الى انه يخشى أن يتمكن اخوانى من صعود اى بلوك والتلاعب فى حركة القطارات عندها سوف تشهد البلد كارثة لا يعلمها الا الله.
بأسى يشتكى رمزى حسانين مراقب بلوكات حال المراقبين والمساعدين قائلا محدش دارى بأحوالنا كل العاملين فى الهيئة حسنوا أوضاعهم المالية بالتفاوض والاضراب الا المراقبين ممنوع عليهم الاضراب أو حتى يفتحوا «بقهم» وطالب رمزى بنظرة عطف للمراقبين والمساعدين متسائلا اين الأرباح التى تدخل لقطاع السكة الحديد ولا يعرف العاملون لمن تذهب وأين تنفق؟!
وقال: لو وضعت هذه الأموال فى أعمال التجديد والتطوير لتبوأت هيئة سكك حديد مصر المرتبة الاولى فى العالم.. مؤكدا انه ما زالت المزلقانات تشهد العديد من جلوس الباعة الجائلين على القضبان لبيع بضائعهم ويقوم الملاحظون بالصراخ فيهم ولا يتركون أماكنهم إلا قبل وصول القطار بثوان قليلة.
ويتعجب منصور عبد الله من مسألة تحميل الملاحظين مسئولية أى حادث يتعرض له قطارحيث يتهم دائما فيه عامل التحويلة الضعيف متذكرا حادث انقلاب 4 عربات قطار بضائع بمحطة سكة حديد بنى سويف كان فى طريقه من القاهرة الى أسوان ويضم 23 صهريجا يحتوى كل واحدة منها على 40 طن سولار وتم اتهام مراقب البلوك ومساعده وبعد 3 أشهر من التحقيقات تبين أن القطار تجاوز منطقة التخزين بمحطة بنى سويف لعدم وجود فرامل وتسبب ذلك فى دخول القطار على الرصيف واصطدامه برصيف محطة بنى سويف.
ويضحك « أ. س» مساعد بلوك مزلقان المديرية (محطة قطارات بنى سويف) قائلا إن الشتائم تتوالى عليه وعلى المراقب بمجرد اغلاق المحطة استعدادا لوصول أو مرور القطار مطالبا بسرعة اقامة كوبرى علوى على مزلقان المديرية مؤكدا أن محطة القطارات تستقبل 109 قطارات يوميا فى الاتجاهين ويتوقف كل قطار نحو 10 دقائق بما يوازى نحو 17 ساعة يتم خلالها غلق المزلقان مما يتسبب فى شلل مرورى كامل تصل فيه طوابير السيارات لاكثر من 3 كيلو مترات على الجانبين فضلا على تكدس مئات المواطنين وبعد فتح المزلقان تتحول المنطقة الى مرتع للفوضى والتلوث السمعى واطلاق البذاءات نتيجة تسابق الجميع على العبور والغريب ان جميع محافظى بنى سويف الذين تعاقبوا على المحافظة طوال العشرين سنة الماضية كان مطلبهم الاول من وزارة النقل اقامة كوبرى علوى على المحطة وبعضهم عرض المساهمة فى تكلفته المالية.
وأكد أن القطار عندما يتوقف بمحطة بنى سويف تمتد أكثر من ‏5‏ عربات خارج رصيف المحطة نظرا لعدم اتساع الرصيف لأكثر من نصف القطار‏‏ الأمر الذى يؤدى لغلق مزلقان المديرية المتاخم لمحطة القطار فى بعض الأحيان لأكثر من ساعة فكثير من الأوقات تتوالى القطارات من الشمال للجنوب والعكس وتصاب بعدها المدينة بالاختناق والشلل‏ ولا حل سوى اقامة كوبرى علوى على المزلقان.