السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

.. وسياسيون: الصراعات الداخلية بالأحزاب المدنية تصب فى صالح «الدينية»

.. وسياسيون: الصراعات الداخلية بالأحزاب المدنية تصب فى صالح «الدينية»
.. وسياسيون: الصراعات الداخلية بالأحزاب المدنية تصب فى صالح «الدينية»




كتب ـ أحمد عبدالهادى


حذر عدد من الخبراء والسياسيين من تنامى الصراعات الداخلية بين قيادات الأحزاب المدنية، مؤكدين أن لذلك آثارًا سلبية على قدرات تلك الاحزاب التنافسية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة وهو ما تستغله الاحزاب ذات المرجعية الدينية لصالحها لتحقيق مكاسب انتخابية.
وقال نبيل زكى المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع اليسارى، أن الخلافات التى تنشب بين الأحزاب يجب حلها بأسلوب ديمقراطى لأن مصر الآن فى أشد الحاجة إلى جبهة وطنية تضم كل الأحزاب المدنية تكون متحدة ومتماسكة للدفاع عن الدولة وإلحاق الهزيمة بفلول الإرهاب على حد وصفه، كما دعا قيادات الأحزاب السياسية لمناقشة هادئة واتباع الأساليب الديمقراطية فى حل الخلافات.
وأضاف زكى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه النصح لقيادات حزب الوفد خلال اجتماعه بهم أول أمس بتوحيد صفوفهم وبأن يلجأوا إلى التوافق الوطنى لأن المصلحة الوطنية تقتضى هذا، لافتًا إلى أنه يجب وضع لائحة داخل كل حزب يلتزم بها قياداته وذلك لخدمة حزبهم وليس مصالحهم الشخصية، وعلى القوى السياسية تشكيل أوسع تحالف وطنى من الأحزاب المناصرة والمؤيدة للدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والمعارضة والمناهضة للمتاجرين بالدين وتشكيل جبهة وطنية من الأحزاب تواجه التطرف والارهاب.
فيما يرى د. وحيد عبدالمجيد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية: أن الصراعات التى تنشب فى الأحزاب السياسية هى نتيجة للتهميش والقيود المفروضة عليها وغلق المجال الانتخابى أمامها عن طريق التأجيل المستمر ووضع نظام اانتخابى بالغ الصعوبة يسيطر عليه أصحاب المال والنفوذ مما يؤثر على طاقة هذه الأحزاب بالسلب وينشئ الكثير من الصراعات الداخلية والتى نتج عنها انفجار حزب الوفد وانشقاق حزب المؤتمر وانقسام حزب الدستور كما أن حزب المصريين الأحرار يعانى الآن من أزمة مكتومة من المتوقع انفجارها خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف عبدالمجيد أن المستفيد الأول من هذه الصراعات هى القوى الدينية الحالية سواء كانت الموجودة على الساحة الآن أو المدفونة تحت الأرض، لافتًا إلى أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك أتبع هذه السياسة من قبل مع الأحزاب مما أدى إلى تمدد جماعة الإخوان «الإرهابية» وأنتشارها حتى وصلت إلى الحكم، مؤكدا أن ذلك سوف يتكرر فى الفترة المقبلة.
فيما رفض خالد هيكل نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية وصف ما حدث بالوفد وعدد آخر من الأحزاب بـ«الصراعات» مضيفاً هى مجرد حالة من الاختلافات الداخلية، موضحًا أن هذا الكيان كبير جدًا فهو زعيم الأحزاب المدنية والليبرالية فى مصر ونتيجة لضخامته تنشب اختلافات فى وجهات النظر وليس صراعاً ولكن الحكم فى النهاية للائحة والهيئه العليا والجمعية العمومية للحزب وليس للأهواء الشخصية.
كما أعرب هيكل عن سعادته من مبادرة رئيس الجمهورية فى حل مشكلات الأحزاب قائلاً: أن هذه المبادرة محمودة من جانب الرئيس للحفاظ على الكيانات الحزبية القوية خاصةً أن الوفد من أكبر الأحزاب من ناحية الاستقرار والقوة فهو جزء لايتجزأ من الحياة السياسية المصرية مع أن السيسى لا توجد له مصلحة من تلك المبادرات ولكن إعلاء  مصلحة الوطن هو ما دفعه إلى ذلك.
ودعا هيكل القوى السياسية بالاهتمام بالإعداد الجيد للانتخابات البرلمانية المقبلة وأن ينحو خلافاتهم جانبًا ويسعوا لبناء سلطة تشريعية قوية بتشكيل مجلس شعب قادر على تحقيق آمال وطموحات المصريين.
وقال جمال أسعد الكاتب والمفكر القبطى ونائب مجلس الشعب السابق: إن الإنقسامات التى تحدث داخل الأحزاب ما هو إلا مرض قديم أصابها منذ نشأت الأحزاب المصرية فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر والذى يعتمد على نظام القائد الموحد وليس على الحوارات، موضحًا أن الأحزاب الآن ليس لها وجود واضح ولا برامج حقيقية وأن ما يفعلوه شعارات لم يكن لها علاقة بأرض الواقع والشارع السياسى أو الجماهير، واصفًا الأحزاب قبل وبعد ثورة 25 يناير بأنها أحزاب كارتونية ورقية على حد تعبيره.
وشدد  اسعد  على أن الصراعات الداخلية بالاحزاب المدنية تصب فى صالح الإسلام السياسى الذى يسعى دائمًا إلى العزف على الأوتار الدينية للشعب المصرى المتدين بطبعه، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين فالناس دائمًا يذهبون وراء هذه التيارات دون وعى ، وعلى الاحزاب المدنية العمل لمنع تكرار التجارب السابقة.