الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قل لهم يوقفوا الهدم يا سيادة الرئيس!

قل لهم يوقفوا الهدم يا سيادة الرئيس!
قل لهم يوقفوا الهدم يا سيادة الرئيس!




كتب: وليد طوغان
إليك تلك المأساة: محافظة القاهرة، التى أعلنت التخطيط لمجموعة فنادق فى ارض حكر أبو دومة، على كورنيش شبرا، بملايين الدولارات استثمارات، هى نفسها التى سلمت مبنى «الحزب الوطنى» للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة لهدمه، واستغلاله فى حدائق ومتنزهات!
حى شمال الذى تلحظ سياراته، قبل الفجر بقليل من آن لآخر فى شوارع قصر العينى، وعلى الكورنيش يقطعون الاشجار بالمناشير، ويدهنون اسفلها بـ«البلاك الأبيض» كى تتماشى الوانها مع الرصيف، هم انفسهم العمال الذين سيعملون على «تنسيق الزهور» فى «الجنينة»، بعدما تذهب لعنة مبنى «الحزب البائد» على الكورنيش؟
قبل يومين، اقامت المحافظة الافراح والليالى الملاح بعد استعادة «وضع يد» حكر ابو دومة من الاهالى. قال نائب المحافظ إنهم خططوا لمنطقة فنادق مكان «الحكر» فى القريب العاجل. نائب المحافظ، كان الشخص نفسه الذى قال انه فى غضون شهرين، ستخرج «جنينة الحزب الوطنى» مكان مبنى الحزب الذى كان.
يجرى هذا، مع أن مساحة أرض مبنى الحزب أضعاف أراضى «أبو دومة» ومع أن موقع أرض الحزب، افضل واجود مليون مرة من موقع «ابودومة». يعنى فرص استثمار، مبنى الحزب، لو باعوه، أو أجروه، فندقوه، أو استثمروه على حاله، توازى اضعاف استثمارات «ابو دومة».
لكن تقول ايه؟ وتقول لمين؟
المبنى اثرى، وتسميته بمبنى الحزب الوطنى ليست سليمة. المبنى بناه الرئيس عبدالناصر، بالتزامن مع بناء كاتدرائية العباسية، وماسبيرو. قبل الحزب الوطنى، شغل المبنى الاتحاد الاشتراكى، ولجان الاتحاد الاشتراكى، وعشرات من الهيئات القومية الحكومية، هو الآن ملك للمصريين لا للحزب الحزب الوطنى. مطلوب حسن استغلاله، والاستفادة منه. لا هدمه، والبحث له عن «تصريفة» بجنينة، او مراجيح اطفال!
لكن عقدة الحزب الوطنى ما زالت تلاحقنا. محافظة القاهرة مُصّرة على ان المبنى «تابع لمبارك»، مجلس الوزراء حالف مليون يمين، انه مبنى «النظام السابق»، اباطرة احزاب دوخينى يا لمونة، وساسة ما بعد يناير حالفين مليون يمين اخرى، يجيبوه الارض، حنقا على ما فات، وانتقاما مما كان. مثل صينى قديم يقول: «جدعوا انوفهم، نكاية فى وجوههم»، ونحن نفعل الآن. نهدم مبنى بالمليارات، بينما نسعى فى الوقت نفسه لاستثمارات بالمليارات.
غياب المعايير واضح، والتخبط مستمر. صحيح جدل مبنى الحزب الوطنى عدى وقته، وصحيح قرار هدمه، اتخذ، وسينفذ، لكن مناسبة اراضى حكر ابو دومة يصح تعيد الجدل من جديد. المسألة ليست مبنى، والقضية ليست «مكان»، لكنها اشارات لطريقة تفكير متداولة، من تحديد مصير مبنى، الى تحديد مصير حزب، حتى تداول مصير برلمان.
الهدم اسهل من البناء. ومبنى الوطنى جاهز للاستمثار او البيع، بموقعه وحاله، وبنائه، افضل مليون مرة من اراضى ابو دومة.
لو خيرت اى مستثمر، بين بناء فى ميدان التحرير، لصيق بالمتحف المصرى، وبين اراض «عشوائية» بالقرب من كوبرى امبابة، مازالت فى حاجة الى تخطيط، وحفر، وبناء وطوب وزلط، ومعماريين، وعمال، وحديد، واسمنت، لاختار الاول، وبصم وختم بالعشرة.
لم يبق الا ان يتدخل الرئيس. لم يبق إلا أن يقول لهم أن «الحزب الوطنى» مات وشبع موت، وأن الباقى ألا يفكر رجال ما بعد الثورة، باسلوب تفكير رجال الوطنى قبلها.
أعد معهم الحديث يا سيادة الرئيس، اختبرهم، بعدما تتلو عليهم قوانين الاستثمار، وفرصه، وامكانياته. اسألهم: لماذا فنادق فى «ابو دومة» و«جنينة» مكان الوطنى؟
لن تجد لديهم اى منطق يا سيادة الرئيس. ففى بلادنا قتل المنطق، امثال الدكتور ابوالغار، والمدافعين عن ابو تريكة!!