الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«ثلاثاء الحواديت».. محاولة غير تقليدية لإنتاج الأدب وخلق لغة جديدة

«ثلاثاء الحواديت».. محاولة غير تقليدية لإنتاج الأدب وخلق لغة جديدة
«ثلاثاء الحواديت».. محاولة غير تقليدية لإنتاج الأدب وخلق لغة جديدة




كتبت - رانيا هلال
فى محاولة غير تقليدية قام القاص والشاعر مصطفى السيد سمير بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» بعنوان «مصطفى سمير يحكى» بهدف جذب عدد أكبر من المتلقين وإعادة القارئ مرة أخرى للقراءة وإحياء هذه الرغبة فى مختلف الأعمار عن طريق «ثلاثاء الحواديت» كما أسماه.
وقد بدأت الفكرة لديه منذ ما يزيد على العامين، فهو فى الأساس يكتب الشعر والقصة، وفى تلك الفترة بدأ نشر نصوص قصصية باللهجة العامية المصرية على «الفيس بوك»، وقد حققت هذه التجربة نجاحا ملحوظا وحازت إعجاب الكثيرين من المثقفين وكذلك من متلقى الأدب، إشادة هؤلاء بالتجربة ورغبتهم فى استكمالها هما اللذان دفعاه كما يقول إلى جعله مشروعا ثقافيا مستقلا.
 طوال هذه الفترة واصل نشر الحواديت يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وكان حريصا على قراءة تعليقات القراء سواء على فيس بوك أو وجها لوجه، كما ألقى بعضا من هذه النصوص فى الأمسيات الأدبية التى دعا إليها راصدا تقبل الجمهور الأدبى لهذا اللون من الفن وهذا الشكل من الإلقاء، بالإضافة إلى رؤيتهم لمستوى الحواديت فنيا ومستوى التجديد الذى تحدثه.
كما بدأ استغلال الإمكانيات الكبيرة لمواقع الوسائط المتعددة، حرصا على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين، فقام بتسجيل بعض الحواديت صوتيا، وذلك بمساعدة بعض الأصدقاء الذين يجيدون الحكى، ثم قام بتحميلها على مواقع الاستضافة المختلفة وحققت تلك التجربة نجاحا كان مفاجئا له، مما جعله يقرر استكمال هذه الفكرة فى حواديت أخرى.
عن تلك الفكرة يقول صاحب ديوان «صحيان بطىء من حلم جميل» أنها محاولة لكتابة نصوص أدبية بلغة تجمع بين الشعر والقصة، وتجمع ربما بين الأدب والرغبة فى اللعب، وتحاول التواصل مع أكبر عدد ممكن من المتلقين، سواء هؤلاء الذين ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة أو الذين يحملون خلفيات ثقافية متنوعة، فقد وجدت أن محاولات التواصل بين عملية إنتاج الأدب واستهلاكه هى محاولات شديدة القصور وتفتقر إلى محاولة التغيير الجذرى فى الصورة الذهنية التقليدية للعمل الأدبي، مما أدى إلى العزوف عن الكتابات الحقيقية والمتفوقة فنيا، وتزايد الإقبال على الأعمال الضعيفة التى لا تحاول أن تدفع القارئ نحو إنتاج المعرفة وإنما تجعله مجرد مستهلك لنفس المادة اللغوية المعتادة لديه.
يكمل: «أحاول طوال الوقت خلق لغة جديدة، لغة لا تكتفى بالحركة والحياة وإنما تمنح هذه الحركة للأشياء، أما بالنسبة للمستقبل فأنا أسعى إلى توسيع مساحة الجمهور المتابع لهذا النوع من الأدب، وذلك عن طريق محاولة الوصول إليه فى الأماكن التى يرتادها عادة بدلا من انتظاره حتى يفتش عن نصوصى وسط آلاف الأعمال والمطبوعات، وأعمل كذلك على التواصل مع الفرق الموسيقية المستقلة، لتقديم حفلات لإلقاء الحواديت ممزوجة بالموسيقى، وكذلك الفرق المسرحية، حيث أنوى إقامة عروض حكى أدائية، وأتمنى أن يتم ذلك فى أكثر من مكان داخل القاهرة وخارجها - أحمل أحلاما عديدة، أولها هو كتابة النص الذى يشكل جسرا بين الجمهور البعيد عن الأدب وبين عالم الكتابة بالغ الثراء وهائل الاتساع، الذى يحرم منه الأغلبية للأسف وهو يتوارى خلف الكتابة التقليدية الرائجة».