الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد أبوسعدة: مواردنا تأثرت بتراجع السياحة وترميم المسرح القومى محسوب بالورقة والقلم

محمد أبوسعدة: مواردنا تأثرت بتراجع السياحة وترميم المسرح القومى محسوب بالورقة والقلم
محمد أبوسعدة: مواردنا تأثرت بتراجع السياحة وترميم المسرح القومى محسوب بالورقة والقلم




حوار - محمد خضير
«صندوق التنمية الثقافية» منظومة ثقافية يمثل الداعم اللوجيستى لأنشطة وفعاليات وزارة الثقافة يقدم الدعم المادى والدعائى لبرامج ومشاريع ومهرجانات وملتقيات محلية وقومية ودولية.. ولكن تشوبه أقاويل وتكهنات ووقائع عديدة يمر بها تجاه عمل الصندوق والمتعاملين معه، ومدى وجود تنمية ثقافية حقيقية على الواقع.
«جريدة روزاليوسف» واجهت المهندس محمد أبوسعدة رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية بالعديد من الأسئلة والاتهامات واستعرضت معه سبل وجود تنمية ثقافية بناءة والوصول بالخدمات الثقافية لكافة ربوع مصر الثقافية فى الحوار التالى:
■ ما تقييمك لدور صندوق التنمية الثقافة التنموى لنشر الثقافة والفنون المصرية؟
- الصندوق على مدار 25 عاما يظهر فى المشهد الثقافى بداية من رفع البنية الثقافية لهيئات وقطاعات وزارة الثقافة إلى دعم المجتمع المدنى بكافة أطيافه إلى دعم المشروعات وجوائز والمنح بالمجلس الأعلى للثقافة ومنح التفرغ للمبدعين إلى إنشاء المكتبات الثقافية بالقرى المحرومة على مستوى الجمهورية، خاصة أننا أنشأنا على مدار 25 سنة أكثر من 100 مكتبة على مستوى الجمهورية وأعدنا توظيف المبانى التراثية والأثرية ولدينا 13 بيتا أعدنا توظيفها وتستخدم كأماكن متخصصة لتقديم الإبداع والأنشطة الثقافية بمنطقة مصر التاريخية والأزهر.
ولدينا العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية التى نقوم بها، منه المهرجان القومى للسينما وملتقى أسوان للنحت الدولى وسمبوزيوم الأقصر للتصوير وملتقى الخط العربى ولدينا ملتقى الرسوم المتحركة بالإضافة إلى دعم المجتمع المدنى من خلال المهرجانات مثل مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ومهرجان آفاق المسرحى والمسرح التجريبى ومهرجان سينما الأطفال والعديد من المهرجانات.
■ هل سيستمر الصندوق فى إنشاء مكتبات جديدة الفترة القادمة؟
- كان معدل إنشائنا للمكتبات من 7 إلى10 مكتبات فى العام لكن فى ظل العجز فى موازنات الصندوق ننفذ من 3 إلى 4 مكتبات، وأعتقد أن هذه فترة مؤقتة لحين تحسن موارد السياحة والآثار وبالتالى تحسن موارد الصندوق لنعود بنفس المعدلات بإنشاء مكتبات فى القرى والنجوع.
■ ما خطتك للصندوق فى المرحلة القادمة؟
- شهد الصندوق تطورا ملحوظا على مدى الأعوام الماضية، وأعمل فى إدارتى للصندوق بروح الفريق مع زملائى، وبدأنا فى إطلاق مجموعة من المبادرات الثقافية الجديدة مثل: إنشاء أول مدرسة للخط العربى ببيت السحيمى، وطرح مشروع عودة المسرح الجامعى بمركز الإبداع، وتطوير استوديو المواهب إلى مدرسة مواهب فى التمثيل والإخراج والرقص الحديث والعديد من المجالات الفنية، ومشروع مستقبلنا السينمائى لدعم شباب السينمائيين، وفتح قاعة عرض سينما الهناجر، ومشروع الورش التى يتبناها الصندوق لدعم شباب السينمائيين بالإضافة إلى إطلاق مشروع «بنك الكتاب» بهدف إنشاء أكشاك كتب لجمع الكتب، وكذلك مشروع اقرأ وهو مجموعة من منافذ البيع لبيع إصدارات هيئات وقطاعات وزارة الثقافة بتخفيض 50% بالعديد من الجامعات المصرية، ومشروع لحفظ الحرف التقليدية.
■ أنت تدير الصندوق ووزير الثقافة يرأسه، أين تنتهى صلاحياتك وأين تبدأ صلاحيات الوزير؟
- الصندوق له مجلس إدارة يرأسه وزير الثقافة، ومدير الصندوق يعمل على تنفيذ السياسة التى يضعها مجلس الإدارة، فصلاحياتى هى تنفيذ السياسة التى نناقشها ويضعها مجلس الإدارة الذى يرأسه الوزير.
■ ما رأيك كمهندس معمارى فيما أثير عن المبالغة فى تكلفة ترميم المسرح القومى التى وصلت لأكثر من 110 ملايين جنيه؟
- إعادة الترميم لا يمكن حصر تكلفته مثل إنشاء مبنى جديد على الأرض، فما بدا أنه خسائر فى خشبه وقبة المسرح والعديد من الجنبات بعد الحريق، تبين فيما بعد أن هناك تلفيات أخرى كثيرة، بالإضافة إلى إقامة خزانات الحريق ومبنى إضافي، وفى النهاية تم ذلك من خلال تسعير لجان متخصصة من كليات الهندسة وأكاديمية الفنون التى أكدت أن الأرقام والمواصفات التى تم التنفيذ بها مناسبة جدا، ويجب ألا ننسى أن المسرح مسجل كأثر، وكان لابد أن يراعى جيدا المواصفات والتصميمات الأثرية للمسرح وإعادتها لأصلها.
■ حدثنا عن فترة توليك الإشراف على جهاز التنسيق الحضاري؟
- وضعت خلال إشرافى على جهاز التنسيق الحضارى خطة لتطوير الحدائق التراثية مثل حديقة الأسماك وحديقة الحيوان والأورمان والأندلس والأزبكية والمنطقة المحيطة بالمسرح القومى وحديقة انطوانيوس بالإسكندرية لتعاد بالشكل الذى كانت عليه، وعملت على إيجاد موارد من خلال منظومة تحافظ على المناطق التراثية التى يتم تسجيلها فى المحافظات المختلفة، ووضع رؤية لإعادة توظيفها، وتعويض من يملك البيوت بقدر يشجعهم على تسجيل هذه المواقع كأثر ويعود عليهم بالنفع.
■ كيف يقدم الصندوق الدعم للجمعيات الثقافية العديدة التى يرعاها؟
- العديد من الجمعيات التى يدعمها الصندوق تشارك من خلال استمارة تحدد وجه الدعم ومن يتقدم وشروط هذا الدعم وتدرس وتعرض على مجلس إدارة الصندوق، وتنظر فيها فى ضوء الموازنة ومدى أهميتها ونجاحها ومدى مردودها بالنفع على الحياة الثقافية فى مصر.
■ ماذا عما يتردد عن وجود شبهات فساد ومجاملات للقائمين على تنفيذ بعض المشروعات؟
- ما يتردد من اتهامات على صفحات الفيس بوك ليست فى محلها، وما قيل عن سمبوزيوم أسوان وأن الصندوق يجعله عزبة خاصة للفنانين وغيره ليس حقيقيا، فاللجنة العليا لا تجامل أحدا، ومشاركة الفنان آدم حنين فى السمبوزيوم تعد إضافة وقيمة فنية رائعة، خاصة أنه قام بإهداء المتحف المفتوح للدولة ويدرب كوادر فنية شابة وادخل المشروع 16 شابا نحاتا ولا يجب أن نتنكر لفنانينا الكبار.
■ كيف يمكن أن يكون للثقافة دور تنموى حقيقى فى بنيان الفكر المصرى؟
- تقديم فنون وآداب ليس هدفا فى حد ذاته، وإنما يمكن أن يكون وسيلة للعمل على تغيير السلوك الإنسانى للأفضل، وهذا ما نقوم به فى مراكز الإبداع للارتقاء بالذوق العام من تقديم الشعر والأدب والموسيقى والغناء والتصوير والنحت، بالإضافة إلى الندوات الثقافية التى تناقش قبول الآخر والحفاظ على المرافق العامة، ونشر روح الانتماء والارتقاء بالمجتمع وخلق سلوك عام يطور من ثقافة المجتمع.
■ هل ترى أن هذا المفهوم موجود على أرض الواقع؟
- بالطبع ينعكس ذلك على مفاهيم وتوجهات المجتمع من خلال التوعية بما يهم المواطن المصرى فى حياته المجتمعية واختيار من يمثله فى الانتخابات البرلمانية، القدرة على أداء الخدمة للغير بالمصالح الحكومية بسلوك به احترام متبادل، والاحتكاك بالآخرين وتغير السلوك العام للأفضل يجعل تحسنا حقيقيا فى الخدمات وإدراك أهمية الوطن.