الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يشربون من الجراكن.. و%60 مصابون بفيروس «سى»

يشربون من الجراكن.. و%60 مصابون بفيروس «سى»
يشربون من الجراكن.. و%60 مصابون بفيروس «سى»




الفيوم - حسين فتحى


على بعد 80  كيلو مترا من الفيوم تقع قرى قارون والتى تضم 10 قرى أشهرها قرية قوتة التى تعتبر منفى لكل من تريد السلطة التنفيذية تأديبه خاصة أنها معزولة عن العالم وأبناؤها يعيشون ويمارسون عادات شعوب القرون الأولى.. ما زال الحمار والجمل هما أشهر وسائل التنقل قبل 15 عاما تفتق ذهن الدكتور يوسف والى نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة وأمين عام الحزب الوطنى لانشاء مركز إدارى «تفصيل» على مقاسه ولأقاربه من بعده، فسعى الرجل القوى فى ذلك الوقت لانشاء مركز إدارى وأسماه يوسف الصديق بعد عزل عشرات القرى عن مركز إبشواى وليكون دائرة انتخابية «ملاكى له» ولأقاربة وأتباعه من بعده.
 قرى قارون العشر والتى تضم نحو 120 ألف مواطن أغلبهم من البسطاء يعيشون تحت خط الفقر خاصة أن قرى تونس والشواشنة وأبعادية والتى تمثل لهم الفرق بين المعقول واللا معقول فلا مياه نقية ورغيف الخبز لا يصلح أن تتناوله الحيوانات وحالة الطرق عبارة عن مدقات باستثناء الطريق الذى أنشأه المحافظ السابق من أجل احتفالية تعامد الشمس على قصر قارون.. أما مياه الرى فتمثل لهم الحلم الكبير حيث تصحرت أراضيهم ولا يستطيعون زراعة القمح والذرة والفول والخضار ويعتمدون فقط على زراعة أشجار الزيتون فى أراضيهم العطشى..
رشاد أبو النور «مدير مدرسة» يرى أن المشكلة بدأت منذ شهر مايو عام 2013 عندما تم إغلاق بعض محطات التحلية واقناع المواطنين بمد خط مياه للشرب من محطة العزب وللأسف توقف الخط عند أبعادية والى ولم يعد يسمح لأبناء باقى قرى قارون بوصول المياه إليهم سوى 14 ساعة على مدار يومين أسبوعيا ويستفيد منها سكان المنازل الواقعة على الطريق الرئيسى أما بداخل القرى فلا يجدون المياه ولو لمدة ساعة أسبوعيا.
ويشير رجب على محمد «فلاح» إلى  أن حياة أبناء قرى «قوتة وقارون وأباظة وخرابة الشيمى وسيف النصر قبلى وبحرى» تحولت إلى جحيم بسبب ندرة مياه الشرب التى لا يراها أبناء هذه القرى سوى 8 أيام شهريا وهو ما ينذر بكارثة بيئية مع حلول فصل الصيف التى تنتشر فيه الأمراض الوبائية، حيث يعانى 60٪ من الإصابة بفيروس «سي».
بينما قالت قمر محمود «ربة منزل»: بنبرة حزينة مش لاقين وميه ولا أكل كويس ورغيف الخبز لا يصلح لأن نتناوله بسبب سوء حالته وتطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاهتمام بفقراء الفيوم خاصة تكالبوا على انتخابه.
وأضاف: أن سعر برميل المياه وصل إلى 5 جنيهات ومضطرون لشرائه حيث يأتى به بعض الأشخاص من مركز إبشواى على بعد 30 كيلومترا ولا تستطيع السيدات نقل المياه من هذه المناطق.
يلفت أنور عبد العاطى - فلاح - إلى أن معدل شراء الأهالى للمياه يصل إلى 10 جنيهات يوميا وهو مبلغ يصعب على أغلب البسطاء تدبيره لبند المياه فقط.
وتقول رسمية عبد التواب «ربة منزل»: نقوم بتأجير سيارة ربع نقل لتأتى لنا بالمياه من قرية الجيلانى على بعد 45 كيلومترا  وللأسف تأتى بمياه مملوءة بالديدان.  
وتضيف سهام هاشم إسماعيل «ربة منزل» أنها تحمل  ملابس أولادها وتذهب بها إلى منزل والدتها بمركز إبشواى حتى تتمكن من غسيلها بعد أن فشلت فى تدبير احتياجاتها من المياه ورغم ذلك يقوم محصلو شركة مياه الشرب بمطالبتها بقيمة فواتير المياه الغائبة بشكل دائم.
ويوضح عجيل حمدى أن مشروع ضخ المياه ليوسف الصديق بدأ منذ 7 سنوات حيث تم بناء صهريج وخطوط وحتى الآن ومحطة الرفع التى تكلفت الملايين أصبحت مهجورة خاصة أن المواسير ملقاة داخل سور إضافة إلى تلف كميات الأسمنت والتى تم إحضارها منذ سنوات.. مضيفا  أن صهريج رفع المياه الأساسى تم تأجيره لشركات تقوية شبكة  التليفون المحمول.
ويكشف جاب الله عبد السلام مقيم بقرية سيف النصر  أن 15 حمارا قد ماتوا بسبب  حمولة المياه الزائدة التى لم تستطع الحمير تحملها نتيجة طول المسافات التى تقطعها والتى تزيد على 15 كيلو وهى المسافة القصيرة لنقل المياه لقريتهم.
ويطالب إسماعيل الشريف «مزارع»  بضرورة أن تكون المياه بترعة قوتة العمومية  بعمق 45 سم وحاليا لا تزيد على 7 سم.
مؤكدا أن هذه الترعة تروى 5 آلاف فدان مما تسبب فى بوار الأرض وتلف المحاصيل.
وأشار إلى أن مشروع المصرف القاطع الذى تكلف 100 مليون جنيه لم يعمل حتى الآن بسبب العيوب الفنية التى سببتها الشركة المنفذة للمشروع.