الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سقوط الرمادى بيد «داعش» يدفع بنمو النفوذ الشيعى فى معقل السُنة بالعراق

سقوط الرمادى بيد «داعش»  يدفع بنمو النفوذ الشيعى فى معقل السُنة بالعراق
سقوط الرمادى بيد «داعش» يدفع بنمو النفوذ الشيعى فى معقل السُنة بالعراق




 كتب - مى فهيم  ومصطفى أمين ووكالات الأنباء


 فى تطور خطير للأوضاع فى العراق علن تنظيم «داعش»، سيطرته بالكامل على مدينة الرمادى مركز محافظة الأنبار فى غرب العراق، فى ما يعد أكبر تقدم ميدانى له فى العراق منذ نحو عام.
 وقال التنظيم فى بيان له أمس الاول  إنه تم «تطهير الرمادى كاملة من رجس الصفويين  وأذنابهم بعد اقتحام اللواء الثامن أهم وأكبر معاقل الصفويين فيها، فسيطروا عليه وعلى كتبية الدبابات والراجمات فيه، بالإضافة الى مبنى قيادة عمليات الانبار».
ويأتى ذلك بعد انسحاب القوات العراقية من مراكزها فى المدينة وبالتحديد مركز  عملياتها فى  الأنبار وهو مادفع  محمد الكربولي، النائب فى البرلمان العراقى الى القول بأن انسحاب الجيش جاء بناء على أوامر القيادات العليا،  ولذلك يجب أن تجرى محاسبة القيادات الأمنية على ما جرى داخل مجلس النواب لأن  داعش  سوف يقوم بمجازر فى حق أهالى الرمادى.
 وفى محاولة سوف تؤجج الصراع الطائفى بالعراق، طلب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادى من ميليشيات الحشد الشعبي، المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة فى معارك محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، لا سيما مدينة الرمادى.
 وطالب قواته «بالثبات» وعدم السماح لداعش «بالتمدد» فى محافظة الأنبار و أن  الحاجة تبدو ماسة لدخول قوات الحشد الشعبى بعد ان استنفرت عشائر الانبار إخوانهم من أبناء عشائر الوسط والجنوب لصنع ملحمة جديدة تلقن الدواعش دروس الهزيمة والانكسار وعلى الجميع عدم تصديق شائعات ودعايات العدو وحربه النفسية، لأن المعركة معركة فكر وإرادة وصبر وحماسة».
ومما يؤشر على مزيد  من المخاوف من تنامى النفوذ الشيعى  والإيرانى فى محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية وصول العميد حسين دهقان وزير الدفاع الإيرانى إلى بغداد أمس لبحث آفاق التعاون المشترك وذلك بعد زيارة سابقة قام بها  رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم إلى طهران استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها الرئيس الإيرانى حسن روحانى والمرشد الأعلى الإيرانى على الخامنئى وحديث  وزير الدفاع العراقى خالد العبيدى  الشهر الماضي، عن  إن الجانب الإيرانى سلم البلاد عشرات المعدات العسكرية والعتاد منذ بداية الأزمة الأمنية  فى عام 2014م وسبق ذلك  تزويد إیران  الحكومة العراقية الشيعية  عشرات المستشارين العسكريين الإيرانيين يقدمون المشورة والتدريب للقوات العراقية فى الحرب ضد تنظيم «داعش».
وهو ما أكدت عليه  صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية بأن  الرئيس الأمريكى باراك أوباما  أصبح «الضحية» للسياسة الأمريكية فى العراق لأنه سحب القوات الأمريكية منها عام  2011 م عزز من النفوذ الإيرانى فى المنطقة وهو الأمر الذى جعل أقلية سنية منعزلة تميل لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام.
 وعلى خلاف الواقع  رحب نعيم كعود، أحد شيوخ عشائر السنة فى الأنبار، بأى جماعة بما فى ذلك الميلشيات الشيعية للمساعدة فى تحرير المدينة من المسلحين واصفا سقوط الرمادى بأنه خسارة كبيرة سببها عدم التخطيط الجيد من قبل قوات الجيش العراقي.
 وفى محاولة لحفظ ماء الوجه  وعقب فشل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية فى وقف تقدم داعش فى الرمادى أعرب جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى عن ثقته فى استرداد الرمادى من أيدى تنظيم داعش فى الأسابيع القادمة. وأضاف كيرى فى مؤتمر صحفى  له أمس فى «أنا على يقين من أن هذا الوضع سيتغير مع إعادة انتشار القوات وبمرور الأيام فى الأسابيع المقبلة... أنا واثق تماما من أن هذا سيتغير فى الأيام المقبلة».
وأشارت صحيفة الجارديان إن داعش دفعت القوات العراقية الحكومية للفرار من مدينة الرمادى عاصمة محافظة الأنبار وأن سقوط الرمادى جاء بعد ساعات فقط من دعوات رئيس الوزراء العراقى من تقديم تعزيزات للمنطقة.
وكشفت عن أن شوارع المدينة الرمادى تناثرت بها الجثث آثر عمليات القتل الجماعى التى قام بها عناصر تتنظيم الدولة الإسلامية وأن عددًا كبيرًا من رجال الميلشيات الشيعية وصلوا بالفعل لقاعدة عسكرية بالقرب من الرمادى على ما يبدو للمشاركة فى شن هجوم مضاد.
واعتبرت صحيفة واشنطن بوست عملية استيلاء تنظيم داعش على مدينة الرمادى، ضربة كبيرة للحملة العسكرية التى تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة الأراضى من داعش  وبذلك يكون قد كسب موطئ قدم يبعد أقل من 70 ميلا إلى الغرب من بغداد  مما يشكل انتكاسة خطيرة للحكومة العراقية.
  وكان مقاتلو داعش قد أعلنوا إحكام سيطرتهم على الرمادى بالكامل فى أكبر هزيمة تلحق بحكومة بغداد منذ الصيف الماضى، وبذلك يكون التنظيم قد بات مسيطراً على ثانى مركز محافظة فى العراق بعد الموصل (شمال بغداد) مركز محافظة نينوى والتى كانت أولى المناطق التى سقطت فى وجه الهجوم الكاسح الذى شنه فى شمال البلاد وغربها فى يونيو 2014.