الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تآكل أرباح الأدوية بالبورصة بسبب التسعيرة الجبرية وسعر الصرف

تآكل أرباح الأدوية بالبورصة بسبب التسعيرة الجبرية وسعر الصرف
تآكل أرباح الأدوية بالبورصة بسبب التسعيرة الجبرية وسعر الصرف




كتب – عبد الرحمن موسى


يعد قطاع الأدوية والخدمات الطبية فى البورصة المصرية من أكثر القطاعات جاذبية واستقرارا فى الأداء المالى للشركات فى الفترة الأخيرة بالإضافة إلى أنه يعد من القطاعات البعيدة عن عمليات المضاربة فى الأسهم لذلك فإن عادة ما يلجأ لها المستثمرون للمحافظة على استقرار المحفظة الاستثمارية وتحقيق عوائد دورية سنوية مضمونة.
بالإضافة إلى أن القطاع يعد من أكثر القطاعات جاذبية للاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر فقد استطاعت شركات القطاع فى البورصة المصرية أن تجتذب عددًا من المستثمرين للاستحواذ على حصة رئيسية فى الشركات مثل شركة مستشفى القاهرة التخصصى وشركة مينا فارم للأدوية وذلك نظرا لارتفاع ربحية القطاع فى مصر.
هذا وتراجعت معظم أرباح قطاع الأدوية فى التسعة أشهر من العام المالى 2014-2015  وذلك بالنسبة لشركات قطاع الأعمال العام فقد حققت شركة ممفيس للأدوية والصناعات الكيماوية أعلى تراجعًا فى الأرباح خلال الفترة  بنسبة  لتحقق خسائر قدرها 11.645 مليون  مقابل 1.049 مليون جنيه للعام السابق وذلك بعد تكوين عدد من المخصصات التى أثرت بشدة على أرباح الشركة  القاهرة للأدوية والصناعات الكيماوية  لتحقق صافى ربح 30.976 مليون جنيه مقابل 37.638 مليون جنيه للفترة المقابلة  وتعد ثبات أسعار المبيعات وارتفاع اسعار المدخلات والمستلزمات وارتفاع الأجور والمصروفات  هى العوامل الرئيسية التى أثر على أداء شركات الأدوية ومن جهة أخرى جاءت اكثر الارتفاعات فى أرباح الفترة لشركة الإسكندرية للأدوية والصناعات الكيماوية لتحقق الشركة صافى ربح قدره 47.258 مليون جنيه مقابل 38.582 مليون جنيه للعام المالى السابق و جاءت تلك الطفرة فى الأرباح نتيجة  للنمو الكبير فى المبيعات التى حققته الشركة خلال الفترة.
ويقول صلاح حيدر المحلل الاقتصادى إن قطاع الأدوية بشكل خاص يواجه عددا من الصعوبات فى الوقت الحالى نتيجة لارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الإنتاج بالإضافة إلى عدم قدرته على تحريك أسعار البيع بشكل يتناسب مع ارتفاع تكاليف المبيعات خاصة للشركات لقطاع الأعمال التى تنتج حوالى 1200 صنف أكثر من نصفها يباع بأقل من تكلفة إنتاجه والجدير بالذكر أن شركات الأدوية العاملة فى السوق المصرية حققت مبيعات إجمالية بقيمة 43 مليار جنيه خلال العام الماضى 2014 مقابل 24.6 مليار عام 2013وتصدرت شركة «جلاكسو سميثكلاين» قائمة الشركات الأكثر مبيعاً وحلت نوفارتس ثانية وجاءت شركات فاركو وسانوفى وايبيكو وأمون وفايزر وأيفا وسيجما و«إم اس دى» فى المراكز من الثالث للعاشر على التوالى.. لذلك نجد أن معظم المؤشرات المالية للشركات قطاع الأعمال قد تأثرت بشدة نتيجة لذلك خاصة مع عدم قدرتها على منافسة الدواء الأجنبى الذى يباع بأسعار مضاعفة.
ويضيف حيدر أن سوق الدواء محكومة بالتسعيرة الجبرية فى الوقت الذى ترتفع فيه أجور العمالة وتذبذب الجنيه أمام الدولار وارتفاع أسعار المواد الخام والماكينات المستخدمة بالإضافة لرفع الدعم عن الطاقة، ما يتسبب فى تآكل هوامش الربحية لدى الشركات.
وتعتمد شركات الأدوية على استيراد 95% من مدخلات الإنتاج، فيما يتم استيراد أدوية تامة الصنع بنسبة تتراوح مابين 7 و10% لارتفاع تكاليف إنتاجها  وان أزمة التسعير تقف حائلاً أمام قدرة القطاع على جذب استثمارات جديدة الفترة المقبلة فى الوقت الذى تستهدف الحكومة دعم الاقتصاد الوطنى.
وتستحوذ 10 شركات كبرى أغلبها متعددة الجنسية على أكثر من 57% من مبيعات الدواء، وتأتى شركة نوفارتس السويسرية فى المرتبة الأولى وجلاكسو سيمثكلاين البريطانية فى المرتبة الثانية، وسانوفى إيفينتس الفرنسية فى المرتبة الثالثة، وفاركو وايبيكو فى المركزين الرابع والخامس.