الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وردةُ الأحجار

وردةُ الأحجار
وردةُ الأحجار




وردةٌ غائلةْ
رقَصَتْ فى فِراشيَ واحتفلتْ بدمي
نثرتْهُ على شجرٍ صاعدٍ
وزَهَتْ
حينما دخلَ الشِّعرُ ساحتَهَا
ثم فى سِرِّها أجهشَتْ
تمتمتْ : صار فى شجر البَوْحِ ..
ما لا يُطاقُ من النُّور ..
والكشف ِ ..
والنشوةِ القاتلة ْ
خلطتْ فى سريرتِهَا بين حِنَّاءِ أحراشِهَا
ورحيقِ البنفسجِ ..
وانهمرتْ من حواليَّ ريحاً ..
تقاتلُ فى شجرى نفسَهَا
فتمدَّدَ ما بيننا الشِّعرُ فى ليلتينِ ..
وفى ليلتينِ نَبَا
وتجارحَ فيه النَّدَى والصبابةُ ..
والموقدُ المتأثِّمُ ..
واللمسةُ المستريبةُ ..
والصرخاتُ التى يتكتَّمُهَا الفَمُ ..
شايُ الصباحِ ..
وشايُ المساءِ ..
طفا الشِّعْرُ فى صرختينِ ..
وفى ألفِ موتٍ كَبَا
قلتُ : هذى كهوفٌ معبَّأةٌ بالبرودةِ ..
قد تتعقبُني
فتنالُ من الأغنياتِ التى شَاءَها لى ..
من البَدْءِ ربُّ الحقيقةِ غامضةً
وصَرَخْتُ على الأرض صرختيَ الهائلةْ
كى يفرَّ من الطُّرُقِ العابرونَ ..
وينفلتوا
قبل أن يُصبِحُوا فى المدينةِ ..
بعضَ حجارتِهَا الآفلة ْ
*****
مَرَّ من هاهنا ركبُهَا المَلَكِي
لم تَرَ الوردَ هذا الذي
نَسِيَتْهُ القوافلُ فى دَرْبِهَا القُزَحِي
لم أُعِرْهَا على الأرض أيَّ اهتمامْ
ومضتْ
وهى تصرخُ دونَ كلامْ
حين لم ألتفتْ
وتجاهلتُ كيفَ أمدُّ يدى بالسلامْ
*******
أيها النورسُ المتألمُ جِئْ
بالذى لم يجِئْ
أيها المتحفزُ للرحلةِ القادمةْ
إنَّ ما نخسرُ الآن ليسَ هو الماءَ ..
ما نخسرُ الآن ليس سوى جسدٍ
رَكَمَ الليلُ فيه حَراشِفَهُ القاتمةْ
أيها النورسُ المتألمُ مُر
إنها مَرَّةٌ بعدَها تُفلِتُ الروح من كهفِهَا المُنطفِئْ
*****
من تُرَى يستطيعُ ليكسِرَ هذا الجدارْ
الجدار الذى شيَّدَتْهُ العيونُ الجميلةُ ..
تركمُ فيهِ عناكِبَهَا الميِّتَةْ
إنها تركُضُ الآن بين رُكَامِ فواجِعِهَا
وهى محبوسةٌ فى مدينتِهَا الحجريةِ ..
ليستْ تَنَالُ من الصمتِ إلا صَدَى الأعْيُنِ الشائهاتْ
لا ورودَ على شُرْفَةِ الصبح ..
لا ماءَ فى الروح ِ ..
لا شيءَ غير الصدى والفرارِ ..
الفرارِ ..
الفرارْ.