الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بحث يكشف حقائق مثيرة عن اندثار حضارات عربية

بحث يكشف حقائق مثيرة عن اندثار حضارات عربية
بحث يكشف حقائق مثيرة عن اندثار حضارات عربية




كتب - علاء الدين ظاهر
كشفت الدكتورة مهندسة ميرفت ثابت صليب مدير عام مكتب رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار فى بحث أجرته بعنوان «الثقافة والحضارة وتأثيرهما على التراث الثقافى المعمارى» العديد من الحقائق المثيرة والمهمة عن العصور التى مرت على مصر خاصة فى التاريخ الإسلامى ونوعية الحياة فى تلك العصور وشكل العمارة والعمران الذى أفرزته والآثار التى أنتجتها، ومنها الدولة الطولونية التى استقر بها الحال ونقل أحمد بن طولون حضارة سامراء وفنها المعمارى إلى مصر، ولذلك جاء تصميم مسجده يشبه جامع بغداد وزخارفه تشبه جامع سامراء وكذا فى المئذنة»الملوية»، وتأثرت كذلك العمارة بالفن العربى الفارسى وظهر المدخل المنكسر بوضوح فى البيت الطولونى.
وكشف البحث عن حقيقة مثيرة حول الدولة الإخشيدية التى عمت فيها الفوضى  والاضطراب نتيجة ضعف خلفاء تلك الدولة وقوة كلمة الجيش،  ولذلك لم تظهر عمارة ذات قيمة فى مصر من تلك الدولة،  واندثرت جميعها ولم يتبق منها سوى أثر وحيد من ذلك العصر وهو «مشهد أل طباطبا» الذى يقع فى عين الصيرة على بعد (500متر) غرب مسجد الإمام الشافعى و230 مترا شمال عين الصيرة، وينسب هذا المشهد إلى إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب رضى الله عنه.
وفى الدولة الفاطمية كان الوضع مختلفا حيث كان عصر الفتوح والحروب، ومع وجود جنود من المغرب كانوا يروجون للمذهب الشيعى انعكس ذلك على مظاهر الاحتفالات والمواكب والتسامح الدينى والاعتماد على أهل الذمة فى عدة وظائف مهمة، ويعد العصر الذهبى للعمارة الإسلامية حيث ترك الفاطميون كثيرًا من المساجد والتحف الفنية النادرة خاصة أنه كان عصر رخاء، وقد أدخلت فيه الزخارف العربية المصرية المتعددة الأشكال والكتابة الكوفية المزخرفة والنجمة العربية متعددة الفروع، وتأثرت العمارة بالفن البيزنطى السورى وتمت الاستفادة من الزخارف العراقية الفارسية وظهرت الأبراج الحربية مربعة الشكل، والأحياء التى ظهر فى كل منها على شكل شبكة متدرجة من الشوارع تبدأ بالشريان الرئيسى «الدرب» ثم العطفة والزقاق.
أما فى الدولة الأيوبية التى تعد مدرسة الصالح نجم الدين أيوب وقبة الإمام الشافعى من أشهر أثارها، فقد كثرت الفتن والحروب الداخلية والانقلابات،  وكللت حياة الأيوبيين بالانتصار على الصليبيين وانتهاء الحروب، ووفد الأكراد والعراقيين وأعيد إحياء المذاهب السنية، وظهرت فى ذلك العصر العمارة الحربية والقلاع والحصون والأبراج ذات القطاع نصف الدائرى، وتم تعديل مداخل المدينة لتصبح محدبة الشكل وأضيفت لها المزاغل، كما ظهرت المدارس الدينية بالمبانى المعمارية والمبانى الحجرية، كما ظهرت القباب ذات المقرنصات وأدخلت حشوات الرخام وأعمال الفسيفساء بالمحراب والشبابيك الجصية المحلاة بالزجاج الملون.