الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محطة كهرباء «المختلطة» بالفيوم.. توربيناتها ومعداتها تحولت إلى «خردة»

محطة كهرباء «المختلطة» بالفيوم.. توربيناتها ومعداتها تحولت إلى «خردة»
محطة كهرباء «المختلطة» بالفيوم.. توربيناتها ومعداتها تحولت إلى «خردة»




الفيوم - حسين فتحى
وسط منطقة زراعية متدرجة ما بين منخفضات ومرتفعات غرب الفيوم بحوالى 40 كيلومترا وعلى مساحة 45 فدانا أقيمت سنة 1936 محطة كهرباء «الغرق السلطانى» بقرية المختلطة التابعة لمركز إطسا.
هذه المحطة تتوسطها استراحات للعاملين بمشروع الميكانيكا والكهرباء إلى جانب مسرح كبير يقع أعلى تبة جبلية وإلى جواره كان يقيم جنود القوات المسلحة لحراسة المحطة التاريخية.
وبدأت المحطة ضخ الكهرباء سنة 1940 أى قبل إنشاء مشروع السد العالى وكانت تغزى قرى مركز إطسا وجزءاً كبيرا من محافظة الفيوم إلى جانب رفع المياه لحوالى 5 آلاف فدان خاصة بأسرة محمد على بمنطقة «الغرقات»، وتعتمد المحطة فى توليد الكهرباء بقدرة « 33 الف وات» من خلال 7 شلالات مائية رائعة الجمال أروع من الشلالات المعروفة بمنطقة وادى الريان.
يقول سامح عبد العال زيدان «محاسب»: إن المحطة متوقفة منذ أكثر من عام 43 عاما بسبب الإهمال واللأمبالاة الذى سيطر على مصر.
وقال: فى حالة تشغيل المحطة من الممكن أن تسد احتياجات محافظتى الفيوم وبنى سويف والتى تتجه للاسف لإنتاج الكهرباء بوسائل غير آمنة وتتكلف مليارات الجنيهات وتترك محطة جاهزة بهذا الشكل تقوم بتوليد الكهرباء عن طريق سرعة وضغط المياه والذى لا يكلف شيئا خاصة أن المياه تأتى من أعلى لأسفل بارتفاع.
ويضيف محمد فرج «مزارع» أن هذه المحطة ظلت تعمل حتى عام 1971 وكانت تنقل الكهرباء إلى 3 محطات توزيع بمنطقة الغرق السلطانى وفجأة توقفت عن العمل منذ إنشاء مشروع وادى الريان والذى سحب كميات كبيرة من المياه الواردة من مصرف الوادى لافتا الى أنه منذ توقف محطة كهرباء المختلطة ويعانى مركز إطسا من إنقطاع الكهرباء.
ويلفت شريف عادل، إلى أن «مشروع «المختلطة» لتوليد الكهرباء أنشأ سنة 1936 وتم تشغيله عام 1940 وكان يولد الكهرباء إلى محطات الغرق السلطاني، عبر المساقط المائية باستخدام توربينات، وهذه المحطة متكاملة فهى تضم 3 مبان إدارية إلى جانب مجموعة من الورش الخاصة بصيانة المعدات، ومساحتها تقدر بحوالى 45 فدانا وسط الطبيعة الخلابا ويرجع سبب توقفها إلى أنها كانت تنتج 33 ألف كيلووات قدرة الكهرباء القادمة من السد العالى فى عام 1973 كان 66 الف وات مما دفع المسئولين فى ذلك الوقت إلى إيقاف تشغيلها بدلا من تطويرها.
وأشار إلى أن المشروع متوقف لحين إحضار توربينات حديثة ليتم الاستفادة منه فى ظل ما نعانيه من الانقطاع المستمر للتيار الكهربى، كما أن شلالات المياه «المساقط المائية» أقوى وأكثر من الموجودة بمحمية وادى الريان، ومن الممكن الاستفادة منها سياحيا، مطالبا وزير الكهرباء والمحافظ ببحث مشكلة توقف المحطة عن العمل.
ويشير رجب سعيد «موظف» إلى أن الدكتور عبدالرحيم شحاتة محافظ الفيوم الأسبق هو من باع «توربينات المحطة» مضيفا أن المحطة كانت تنتج 75% من كهرباء محافظة الفيوم.
ويكمل محمد عبد الله سلطان «موظف» أن محطة توليد الكهرباء بالمختلطة هى الوحيدة على مستوى شمال الصعيد الأولى لتوليد الطاقة الكهربائية، لكن يد الاهمال طالتها وأصابتها بالعطب ودمرت معدات تاريخية أقامتها شركات ألمانية وإنجليزية.
وطالب سلطان بتشكيل لجنة من وزارات السياحة والرى والكهرباء والطاقة، لوضع تصور جاد للاستفادة من هذه المحطة، حيث إن تخفيف الأحمال الكهربية يصل أحيانا إلى 18 ساعة خلال اليوم كما أن المياه الزائدة تتسبب فى انهيار بعض منازل القرية وهناك قرى أخرى لا تصلها المياه من الأساس، مما أدى إلى بوار آلاف الأفدنة الزراعية.
ويقول محمد الخبيرى «موظف» إن المحطة تضم مخازن وورشا وغرفا للمحولات لتوليد الطاقة الكهربية كما كانت تولدها من قبل، لكن فقط ينقصها التوربينات الحديثة ليتم تشغيلها من جديد، خاصة أن مساحة المشروع حوالى 45 فدانا تكفى لأى توسعات خاصة بالمشروع.
وأكد أن المحطة مجهزة بـ4 توربينات تستقبل المياه من 4 مواسير من أصل ماسورتين كبيرتين تنتقل المياه من خلالهما إلى المواسير الأربعة لخنق المياه حتى تخرج بقوة دفع أكبر بالشكل لكى يساعد فى تشغيل التوربينات، كما أن المحطة مزودة بغرفة بطاريات DC لاستخدامها فى  إنارة المحطة فى حالة القيام بأى أعمال صيانة أوحدوث عطل.
ولفت الخبيرى إلى أن توقف المحطة يرجع لسببين أولهما إنشاء شركة الملاحات ببحيرة قارون خاصة أن مصب هذه المحطة ببحيرة قارون فكان منسوب المياه فى ذلك الوقت مرتفع مما يؤثر على عمل شركة أميسال لاستخراج الأملاح بالقيام بمهام عملها، فصدر قرار بوقف المحطة وبعدها بسنوات قليلة تم تحديث الجهد المستخدم فى مصر بالكامل فكان لابد للمحطة أن يتم تحديثها فتوقف المشروع تماما لهذين السببين.
من جانبه يؤكد جابر عويس مدير إدارة شئون العاملين السابق بمصلحة الميكانيكا والكهرباء أن الحكومة دفعت بوفد صينى لإعادة تشغيل المحطة، تساءل عن سبب الاستعانة بالخبراء الصينيين بالرغم من أن من قام بتشييده الإنجليز.
وأبدى مخاوفه من قيام الصينيين بالسطو على الفكرة وتنفيذها فى بلادهما مثلما فعلوا مع كافة المشروعات المصرية القديمة.
كما طالب من الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل لإعادة تشغيل واحدة من أهم وأقدم محطات توليد الكهرباء فى مصر، خاصة أن معداتها تحولت إلى خردة أكلها الصدأ لكن مازالت الإنشاءات قائمة وضغط المياه كما هو.. مؤكدا أن شلالات المياه تدفع بالمياه من أعلى نقطة تصل إلى 25 مترا وهى قوة دفع لا تتوافر إلا فى السد العالى.