الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

نجله: الدولة أهملت ذكراه منذ وفاته

نجله: الدولة أهملت ذكراه منذ وفاته
نجله: الدولة أهملت ذكراه منذ وفاته




كتبت- آية رفعت
حلت منذ أيام ذكرى مئوية ميلاد المخرج الراحل صلاح أبو سيف، الذى يعتبر أحد رواد الأفلام الواقعية بالسينما المصرية، حيث استطاع أن يقدم طوال تاريخه الفنى أكثر من 43 فيلما من أهم أفلام السينما المصرية، وعلى رأسها فيلم «الزوجة الثانية» و«سلامة فى خير» و«الوسادة الخالية»، و«شباب امرأة» و«بين السما والأرض» وغيرها. وبعد مرور 19 عامًا على وفاة الفنان الراحل يتحدث نجله المخرج محمد أبو سيف عن طباع والده وذكرياته معه.. بدأ أبو سيف حديثه واصفًا الوضع السينمائى بعد وفاة أبيه قائلا: «السينما افتقدت الكثير من الخبرة والواقعية والاهتمام بالتنوع فى الموضوعات، حتى الشباب من المخرجين الذين يحملون أفكارًا جيدة لا يجدون لهم مكانًا كبيرًا، وقد تغير شكل الواقعية التى قدمها أبو سيف، والتى كان يراها واقعية للمكان والحدث والأشخاص.. فللأسف يعتقد الكثير من المخرجين الآن مثل خالد يوسف وغيره أن ما يقدمونه من أحداث مثيرة فى المجتمع هو الواقعية ولا يعرفون أن الواقعية ليست نقل الواقع كما هو وإنما نقله بشكل جيد.. ويوجد القليل من المخرجين القادرين على نقل الواقع مثلما فعل محمد خان فى «فتاة المصنع» وداود عبدالسيد وهالة خليل.. ويجب على المخرج أن يتعامل مع الواقعية بمنطق الجدية وليس المتاجرة بآلام الناس مثلما يفعل خالد يوسف وأمثاله».
وعن شخصية أبو سيف التى لا يعرفها الكثيرون قال محمد: «كان والدى من النوع الهادئ قليل الكلام ولكنه كان صارما وليس عصبيا وعصاميًا وأكثر ما يرفضه فى حياته هو الفشل والواسطة، وكان ذلك من أكثر ما عانيت منه معه.. كان يعامل أفلامه كأنها أولاده فأحسست أننى لى 45 أخًا آخرين يهتم بهم، ورغم أنه لم يجعلنى أشعر بغيابه كأب إلا أن خلافنا على فكرة العمل بالسينما كانت كبيرة، فبعد أن انهيت دراستى ذهبت وطلبت منه أن يترك لى فرصة الالتحاق بمعهد السينما وكان من أهم أساتذته آنذاك.. فرفض بشدة وقال لى أنه يشفق علىَّ من صعوبة المجال ولن يسمح لأحد باتهامه بإدخال نجله للمجال بالواسطة.. وعندما ذهبت لتقديم ورقى تم رفضى وفوجئت أنه هو من طلب من زملائه عدم قبولى.
وأضاف محمد أنه قرر خوض التحدى وإثبات أنه مخرج شاطر بدون مساعدة أبيه وتعمد نقل أوراقه من مجموعة أبو سيف فى المعهد ليتتلمذ على يد المخرج محمد محسن، وعندما تخرج فى المعهد وافق أبوه على الاستمرار بتدريبه، وأكمل: عملت معه كمساعد فى فيلم «حمام الملاطيلى» وكان يعاملنى بشدة أكثر من تلامذته والعقاب بالنسبة لى يكون مضاعفا عن أى أحد آخر.. ولم يقتنع بأول أعمالى «التفاحة والجمجمة» فقد أعجبته الفكرة ولكنه لم يكن راضيا مئة بالمائة، ولكنه اقتنع بقدرتى كمخرج عندما شاهد فيلمى «نهر الخوف» ولكن بشكل عام هو كمعلم كان لا يريد توجيهى ولكنه يرشدنى للكتاب الذى أجد فيه المعلومة وبالتالى قدم للوسط جيلاً من المثقفين القارئين.
كان من أهم ما يميز الراحل صلاح أبوسيف تقديمه للرواية السينمائية والتى اختفت بشكل كبير وعن أسباب اختفائها قال محمد إن المشكلة فى الكتاب أنفسهم ففى عهد والدى كانت توجد أسماء كبيرة مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين وغيرهم ولكن الآن لا توجد روايات تصلح للسينما، والجزء الأكبر أن كتابة السيناريو أصبحت مهنة من ليس له مهنة وهذا ما حذر منه أبو سيف قديما حيث وصل اهتمامه بالسيناريو إلى إنشائه لقسم خاص بالسيناريو بمعهد السينما.
وعن اهتمام الدولة به قال أبو سيف إن والده أكثر من حصل على التكريم من بين أبناء جيله من المخرجين ولكنه فوجئ بعد وفاته أن الدول العربية والمؤسسات المستقلة تقيم احتفاءات بذكراه بينما الدولة المصرية لا تقدم شيئًا.. مضيفًا إنه اعتقد أن الاحتفال بالذكرى المئوية كان يجب أن تبدأ به وزارة الثقافة المصرية ولكنه فوجئ بالفضائيات العربية والمؤسسات المدنية وتخصص أسبوعًا لأفلامه كأقل تقدير.
وعبر محمد عن ترحيبه بإعادة تقديم أعمال الراحل فى شكل جديد بشرط أن يكون من يقدم عملا من كلاسيكيات السينما أن يكونوا على دراية لأهمية العمل مثلما حدث مع «الثلاثية» ولكن المشكلة أن النموذج الخاص بمسلسل «الزوجة الثانية» كان غير مشرف وتم تقديمه بشكل سيئ للغاية.