الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفن والفرص الضائعة

الفن والفرص الضائعة
الفن والفرص الضائعة




كتب: حسام عطا

الوعى الشعبى العام فى مصر هو إرادة نافذة، ولذلك يتصارع على تشكيله والتأثير فيه كل القوى الفاعلة، والفن وصناعة الصور المرئية اللانهائية التكرار وسيلة رئيسية للتأثير فى الرأى العام، ولكن ما يحدث فى مصر الآن من تفتيت وتشظى للصور المرئية، وإساءة استخدامها، أمر خطر يمهد لحالة مستهدفة من الاضطراب الوجدانى الإدراكى، وهو البيئة الرئيسية المسببة لمشاعر اكتئابية لاشعورية، لان ما يحدث فى مصر من صراع دوائر المصالح المجتمعية التى لازالت تحاول تفسير ما حدث فى الثورتين من وجهة نظرها، هو ما يشكل تلك المشاعر السلبية.
ولذلك فمسألة افتتاح قناة السويس الجديدة فى 6 أغسطس القادم، تحتاج إرادة فنية تفهم، ضرورة تجاوزها لفكرة المشروع الاقتصادى الجغرافى المتصل بحركة التجارة الدولية إلى كونها تعبيرا عن إرادة الأمل وإرادة امتلاك المستقبل.
ولذلك، فالربط بينها وبين كفاح مصر منذ 25 يناير وحتى الآن وأملها فى المستقبل، ضرورة لاستدراك ما فات من دور الفن فى التاريخ العميق الإنسانى لتلك المرحلة ودعم إصرارها على امتلاك المستقبل.
إن دور الفن هنا التركيز على محور الإرادة الإنسانية، وتجربة الفن القريبة مع مشروع السد العالى تمنحنا دروسا لا تنسى، فأشهر ما بقى منها لعبد الحليم حافظ «قولنا هانبنى وادينا بنينا السد العالي» تتجاوز فكرة السد المادية وتربطه بالكفاح ضد الاستعمار، أما أغنية السيدة شادية «لما كنا زمان كتاكيت»، وهى أغنية موجهة للأطفال والكبار، تحكى الصراع حول بناء السد وتمجد ثورة المصريين فى 1952.. ولذلك يجب الحذر من ضياع الفرصة، لأن الفرص الضائعة فى الفن منذ 25 يناير كثيرة، فالتعامل مع الحدث فنيًا يجب أن يتجاوز الطريقة القديمة فى الاحتفالات القومية، وهو ما حاوله يوسف شاهين مع مشروع السد، لكنه اصطدم بالأفكار التقليدية، فقد بدأ فيلما لموسى صبرى باسم «غدا تبدأ الحياة» وانتهى بنسختين الأولى بعنوان «الناس والنيل» والثانية «النيل والحياة».. هل يوجد مخرج يؤرخ ليوميات العمل بقناة السويس على غرار ما فعل المخرج صلاح التهامى فى فيلم «مذكرات مهندس» وهو الفيلم المكون من اثنين وأربعين جزءا.. إنها أسئلة قريبة سيجيب عنها أغسطس القادم، أما السؤال الهام عن غياب الفن عن 25 يناير و30 يونيو فلازال قائمًا، وأخطر ما يمكن أن يحدثه هذا الغياب هو الاضطراب الوجدانى الإدراكى بشأن الأحداث الكبرى المعاشة التى غيرت وتغير وجه مصر الآن.