الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طالبنا ببدل صعود الدعاة للمنابر ستة آلاف جنيه

طالبنا ببدل صعود الدعاة للمنابر ستة آلاف جنيه
طالبنا ببدل صعود الدعاة للمنابر ستة آلاف جنيه




حوار - عمر حسن
الشيخ محمد البسطويسى هو نقيب الدعاة استدعته لجنة الشئون القانونية بوزارة الأوقاف للتحقيق معه بشأن التصريحات التى أطلقها فى أحد البرامج التليفزيونية حول تقاعس الوزارة ومؤسسة الأزهر عن تجديد الخطاب الديني، فضلاً عن اتهاماته المستمرة لكلتا المؤسستين بإيوائهما عناصر إخوانية تعيث فسادا داخل أكبر قطبين للدعوة الاسلامية فى مصر، وهو ما أثار حوله القلاقل التى نشب عنها خصومة متبادلة بينه وبين وزارة الأوقاف، انتهت بمثوله للتحقيق أمام لجنة الوزارة بعدما قدم فيه عددًا من الأئمة مذكرة تتهمه بالإساءة لهم ولوزير الأوقاف ومؤسسة الأزهر.
نقيب الأئمة والدعاة، الشيخ محمد البسطويسى، يكشف لنا فى حواره الخاص مع «روزاليوسف» كواليس ما حدث معه فى التحقيق، وتفاصيل خلافه مع وزير الأوقاف الذى تعمد تهميش تجديد الخطاب الدينى فى مصر والسكوت على عناصر جماعة الإخوان المسلمين التى تعج بهم الوزارة فى جميع مديرياتها وأفرعها على مستوى الجمهورية.
■  بداية أطلعنا على ما آلت إليه تحقيقات لجنة الشئون القانونية بوزارة الأوقاف بشأن المذكرة التى تتهمك بالاساءة للأئمة؟
ـــ استدعتنى وزارة الأوقاف للتحقيق معى بشأن تصريحات أصدرتها فى برنامج الإعلامى ابراهيم عيسى، قلت فيها إن  الوزارة تتقاعس عن تجديد الخطاب الدينى فى مصر، وأشرت إلى سكوت الوزارة عن عناصر الإخوان بداخلها، فاتهمنى بعض الأئمة المنتفعين بأننى أسيئ لهم وللوزارة وأنى أدعى اننى نقيب الدعاة من خلال مذكرة قدموها ضدي، فى حين أن كل تلك الاتهامات مجرد افتراءات وأنا منها براء، فالحلقة كانت تصب فى صالح الدعوة والأئمة، فاطعلت على هذه المذكرة وطلبت تحويلها للنيابة الإدارية فى المحلة لتتولى هى التحقيق معى بشأن ذلك، باعتبارها جهة محايدة لأنى فى خصومة مع وزير الأوقاف، فكيف للجنة من الوزارة تحقق معي، بالطبع لن تنصفني، لذلك طلبت التحويل للنيابة الادارية وسأقدم لها كافة المستندات الدالة على كونى نقيبًا للدعاة وأنى لم أتطاول على أحد، وهو ما أزعج المحقق الذى تركنى لخمس دقائق للحديث مع أحد المسئولين بشأن ذلك الطلب ثم عاد وطالبنى بالتوقيع على أقوالى، ثم انصرفت.
■  ولماذا تتهم وزارة الأوقاف ومؤسسة الأزهر بإيوائهما عناصر إخوانية؟ وما دليلك على ذلك؟
ــ عندما طلع علينا وكيل شيخ الأزهر «عباس شومان» وقال إن لديه قائمة بــ800 إخوانى داخل الأزهر، لم نجده يصرح بأسمائهم أو حتى يتخذ إجراء واحدًا ضدهم حتى الآن «كما يوجد رئيس قطاع الأن بالاوقاف كان يروج للإخوان فى عهد حكمهم.. بالإضافة إلى أحد أئمة المساجد الذى قال على المنبر فى خطبة الجمعة رمضان الماضى «الحمد لله الذى بلغنا رمضان بدون إخوان»، فما كان جزاؤه سوى نقله من مسجده ولذلك اقول ان مديرى الدعوة فى مديريات وزارة الاوقاف بعضهم ينتمون لتنظيم الإخوان المسلمين، وهناك قيادات داخل الوزارة إخوانية.
■  البعض يرى موقفك الناقد لسياسات وزارة الأوقاف بشأن الإخوان على أنه تملق للسلطة بهدف الحصول على منصب داخل الوزارة.. ما هو ردك على ذلك؟
ـــ أنا لا أنتظر جزاءً ولا شكورًا من أحد، ولو عُرض عليّ منصب داخل الوزارة سأرفض، لأن مكانى داخل المسجد فقط، فأنا ومن معى من الأئمة نمنا على رصيف ميدان التحرير ومنعنا وزير أوقاف الإخوان من الدخول لمكتبه وناضلنا وكافحنا من أجل حقوق الدعاة فى مصر، ولقد عرض على أحد المناصب بالوزارة ورفضت، فأنا فى مكانة أحمد الله عليها، ويكفينى حب الناس.
■  ولماذا تُصر على أن وزارة الأوقاف ومؤسسة الأزهر تتقاعسان عن تجديد الخطاب الديني؟
ــ وزير الأوقاف وشيخ الأزهر جلسا مع رئيس الجمهورية بشأن تجديد الخطاب الدينى لأنه طالب بذلك عدة مرات فى خطاباته، ومع ذلك لم يحدث شىء حتى الآن، وأتحدى أن يكون قد تم استدعاء إمام واحد للوزارة للتناقش حول ذلك الأمر بشكل جِدى، أنظر إلى خطة الدعوة فى وزارة الأوقاف الذى تقضى بتوحيد خطبة الجمعة على مستوى الجمهورية، ففى يوم عيد العمال طالبت الوزارة الأئمة بالتحدث عن ظاهرة الانتحار، فكيف لنا أن نتحدث عن ذلك فى يوم عيد العمال الذى من المفترض أن نشير فيه إلى العمل وأهميته، فكل منطقة فى مصر لها بيئتها المستقلة وأحداثها الخاصة وعلى ذلك يتم تحديد موضوع خطبة الجمعة، كما أننا تقدمنا كنقابة للدعاة لوزير الأوقاف بمشروع تجديد للخطاب الدينى بعد لقاء رئيس الجمهورية مباشرة فى ليلة القدر ولكن لم تُعر الوزارة أى اهتمام بشأن ذلك، فتوجهنا لشيخ الأزهر لكن بوابات المشيخة الالكترونية حالت بيننا وبينه ولم ندخل.
■ وكيف ستتواصل مع الدولة فى الفترة المقبلة بشأن تجديد الخطاب الدينى؟
ــ التفعيل سيكون باجتماع دائم للمجلس التنفيذى للنقابة، وإذا لم نجد صدى من خلال تلك المؤسسات، سنرفع الأمر لرئيس الدولة ونحن بصدد ذلك، وسوف نرسل لمؤسسة الرئاسة مشروعنا لتجديد الخطاب الدينى من خلال عمل ورش تدريبية للأئمة بالمحافظات، ونحن نريد أن يتساهل معنا مسئولو الدولة فى ذلك، لأن أحد المسئولين السابقين فى جامعة الأزهر أخبرنى أنه قد أرسل لوزير الداخلية السابق طلبه بتأمين نزول الدعاة والأئمة فى الشوارع وعمل سرادق للندوات من أجل تجديد الخطاب الدينى لكنه لم يرد عليه.
■  و هل مهمة تجديد الخطاب الدينى تقع فقط على عاتق رجال الأزهر والأوقاف؟
ــ الدولة وضعت قناة شرعية لذلك وهما الأزهر والأوقاف، وأنا بقول للسفليين اذا أردتم اعتلاء المنابر اتركوا الأحزاب، واذا فضلتم السياسية فليس لكم علاقة بالدعوة من قريب او من بعيد، إنما الخلط بين هذا وذك يجعل خطبة الجمعة تعج بالفوضى بسبب التحدث فى السياسة.
■  ولماذا تتعدد الانقسامات حولك داخل نقابة الدعاة؟
ـــ أولاً نقابة الدعاة نقابة مستقلة ليست ملكا لى أو لغيري، ولكن الخلافات بدأت من جانب بعض الائمة غير المقيدين بالنقابة الذين استغلوا فرصة سفرى لأداء فريضة الحج وذهبوا لوزارة القوى العاملة المنوط بها كافة اجراءات العمل داخل النقابة وطلبوا منها اعطاءهم تصريحًا لتشكيل مجلس جديد للنقابة، فعن طريق التزوير وتضليل الوزارة، تم إعطاءهم تصريح إنشاء مجلس لمعاونة النقيب فى أداء مهامه، فاعتبروا بذلك أنهم عزلوا النقيب، فبعد عودتى من الحج ذهبت إلى وزارة القوى العاملة وطلبت منهم الكشف على أسماء من قاموا بذلك ليعلموا أنهم غير مقيدين بالنقابة، وعليه أصدرت الوزارة بيان ببطلان هذا المجلس والابقاء عليّ كنقيب للأئمة حتى عمل انتخابات، فضلاً عن اجتماع الجمعية العمومية الذى جدد الثقة فى المجلس التنفيذى لمدة خمس سنوات بدل ثلاثة.
■  وماذا عن كادر الأئمة؟ وما مجمل الدخل الشهرى للإمام؟
ـــ مرتب الإمام الأساسى 200 جنيه وبيوصل بالحوافز والبدلات إلى 1200 جنيه، ومرتب الامام الكبير لا يتعدى 2000 جنيه، ففى ظل الأسعار الجنوينة التى نعيش فيها كيف يطعم الامام أطفاله، فالمرتبات متدنية جدا، أما عن كادر الأئمة فقد توجهنا إلى وزارة المالية لنطالب برفع بدل صعود المنبر إلى ستة آلاف جنيه والمسئولين هناك تعاطفوا معنا ووعدونا برفع المذكرة للوزير والرد علينا خلال عشرة أيام.
■  ألا ترى أن هذا المبلغ أكبر من أن تتحمله طاقة الدولة فى الوقت الحالى؟
ـــ انظر إلى المرتبات فى الدولة، انظر إلى مرتب العاملين فى مصر للطيارين، انظر إلى رواتب القضاة الذين يطالبون ببدل صعود منصة، احنا مش أقل من الأطباء والمعلمين الذين يصرف لهم علاوات 600%، كما أن عدد الأئمة فى مصر ستين ألف أمام وهو عدد قليل بالنسبة لطاقة الدولة، فجيب على المسئولين أن ينظروا بعين الاحترام للإمام وأن يقدروا وظيفته.
■  وما رأيك فى الدعاة الشباب على الفضائيات؟
ـــ فين الناس دى من الشارع، الناس دى قاعدة فى البرامج بتتكلم وبس، أعطى للإمام المادة العلمية ووسائل المعاونة وشوف هيعمل ايه، اتحدى أحدهم أن يصعد على منبر ويخطب الجمعة فى الناس مثل شيخ الأزهر، أذكر أن أحد هؤلاء كان قد أعطى ستة ملايين جنيه لسبعة مستشارين من الأزهر كلفهم باعداد حلقات برنامجه.