الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التونسى وليد الدغسانى: عرض «الماكينة» تتويج لثلاثية «انفلات» و«التفاف».. والمسرحية الرديئة تسىء للقضية الشريفة

التونسى وليد الدغسانى: عرض «الماكينة» تتويج لثلاثية «انفلات» و«التفاف».. والمسرحية الرديئة تسىء للقضية الشريفة
التونسى وليد الدغسانى: عرض «الماكينة» تتويج لثلاثية «انفلات» و«التفاف».. والمسرحية الرديئة تسىء للقضية الشريفة




شارك ضمن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الإسكندرية الدولى للمسرح المعاصر، العرض المسرحى التونسى «الماكينة»، وكان من الأعمال المتميزة التى استضافتها مكتبة الإسكندرية، ضمن فعاليات المهرجان، تناول العمل فكرة الماكينة التى تفرز انظمة جديدة مماثلة لكل الأنظمة السابقة، التى عانت منها الدول العربية، فبالرغم من ثورات الربيع العربي، إلا أن صناع العمل يرون أنه ليس هناك فائدة من التغيير، وعن العرض كان لنا هذا الحوار مع مخرجه وليد الدغسانى الذى قال فى تصريحات خاصة:
نحن فرقة خاصة مستقلة، لكننا فى تونس لدينا نظام مختلف، وهو أن كل الفرق الخاصة تستطيع الحصول، على دعم من الدولة، وكنا قد بدأنا الفريق عام 2010، وبعد الثورة مباشرة، قدمنا عرض «انفلات» عام 2011، وشاركنا به فى أكثر من مهرجان، وحصلنا على الجائزة الأولى بمهرجان المسرح الحر فى الأردن، وقدمناه أيضا فى مدينة صور بلبنان، وفى قطر وبمهرجان الهيئة العربية للمسرح، ثم عرضناه بالإسكندرية بالمركز الثقافى الفرنسي، عام 2013، بعدها فكرنا فى أن نطور مشروع فكرة «الانفلات»، فقدمنا عرض «التفاف»، لأن مشروع فرقتنا قائم بالأساس على المسرح السياسى المعاصر.
■ وماذا عن الماكينة؟
- عرض «الماكينة» هو تتويج لثلاثية «الانفلات»، ثم «الالتفاف» وأخيرا دخولنا فى الماكينة، التى كنا نصف بها ماكينة الإعلام والسياسة، وهى تفرز نفس الأصوات والأنظمة، التى لا تتغير رغم تغير الأسماء والوجوه، إلا أننا نعيش نفس الظروف من جديد، و«الماكينة» اعتبره شغلا متطورا فى مسألة الفكرة، لأنه مشروع مبنى على كل ما يهم تونس ومحيطها العربى.
■ هل حدث وتعرضت لضغوط رقابية على أعمالك بتوس؟
- بالطبع حاولنا فى عرض «التفاف» ألا يكون العمل مباشرا، بقدر ما نستطيع، عن طريق استخدام رموز وأشكال بصرية مختلفة، إلى جانب الإيقاع السريع، ففى «انفلات» كان هناك تقبل كبير للعمل لأنه كان ذكيا فى تناوله لأحداث الثورة، بشكل غير مباشر وعميقا، لكن فى عرض «التفاف»، حدثت مشكلة لأنه كان يهاجم الإخوان بشكل مباشر، وبالتالى منعنا من المشاركة بأيام قرطاج المسرحية، وكانت هناك أمور سياسية خفية لكننا كنا متأكدين ان هناك أيادى لاتريد ان يعرض عملنا دوليا، ثم قمنا بعمل مسرحية «الماكينة» فى 2014، ونال العرض إعجابا كبيرا، لكننا لم نتعرض لأزمات المنع مثلما حدث مع الإخوان لأن العلمانين، أقل حدة فى التعامل مع الأعمال الفنية السياسية، حتى ولو كانت تهاجمهم، و«الماكينة» يتناول فكرة إعادة صنع الديكتاتور.
■ الم تخش من العمل على تيمة المسرح السياسى؟
- قوة المسرح هى تحويل الأفكار العادية، إلى أفكار غير عادية لأن المسرحية الرديئة تسيء للقضية الشريفة، لذلك لابد أن تكون فى مستوى عال فنيا وفكريا، ونحن كفرقة، لدينا مشروع واضح سواء فى مستوى جمالية العمل من إضاءة وسينوغرافيا وممثل وعندما نعمل على الإنتاج، نركز فى الأساس على الإبداع، ويكفى أن أقول بأن حضورنا لمهرجان الإسكندرية كان أشبه بمعجرة، لأننا ليس لدينا تمويلات للسفر خارج تونس من وزارة الثقافة، فالوزارة تقوم بدراسة ملف طلب السفر والفريق فترة طويلة، ولم نحصل على الرد بالموافقة، سوى قبل بدء فعاليات المهرجان بيومين.
■ هذا العام منعت العراق وسوريا من المشاركة بسبب الموافقات الأمنية هل ترى أن الظروف السياسية أصبحت عائقا أمام التبادل الفنى والثقافى بين الدول؟
 - بالتأكيد الفنان يقتات من الاستقرار، فإذا لم يكن هناك استقرار كيف سنقدم مسرح، فمن الممكن أن تتعرض حياتنا للخطر، ونحن كنا مهددين فى تونس عام 2012، فى اليوم العالمى للمسرح، حيث تم الاعتداء على المسرح البلدي، بشكل وحشي، ولولا تدخل البوليس لصارت مجزرة، والمسرح عادة يعيش من الأزمات، وفى رأيى أن المسرح بالدول الأوربية، قد يكون أقل كثيرا فنيا من مسرح الشعوب العربية، فهم يواجهون أزمة كبيرة، لأنه ليس هناك حافز أومنبع للإبداع، وبالتالى ليس هناك تشويق، ففى الغرب لا يملكون سوى العروض القائمة على الإبهار والكلاسيكيات الصخمة، خاصة فى فرنسا وانجلترا وألمانيا، أما فى المجتمعات العربية، المسرح يتغذى من الأزمات، والمشاكل تؤثر بشكل مباشر على الفنان، لدرجة أنه من الممكن أن يضحى بحياته من أجل الفن، ففى الجزائر وأثناء أحداث الإرهاب هناك ممثلون ماتوا، وتم اغتيال عبد القادر علولة، أمام المسرح الوطنى عام 1994.
■ كيف ترى مصر وتونس اليوم؟
- أرى أنه يجب أن تهتم الدولة بالثقافة بعد الأزمات التى تعرضنا لها، لأن الثقافة هى الرهان الأقوى، فنحن جربنا القمع، وكل شىء، وليس أمامنا حل سوى تثقيف المجتمع لأن الثقافة، هى من ستنقذ البلدان من كبوتها، وهذا ما حدث فى أوروبا عندما تجاوزوا الفكر الكنسي، بالفلسفة والفنون والعلم وخرجوا على سلطة الحكم بالحق الإلهي، أصبحوا من أقوى شعوب العالم، فنحن نريد صنع عصر العلم والفن والإنسان المتحرر الذى يقوم بطقوسه بشكل حر، وسيتحقق ذلك عن طريق الاهتمام بتدريس المسرح والموسيقى والرقص والسينما والفن التشكيلى بالمدارس والجامعات، وفى تونس بدأت الدولة بالفعل فى التفكير بوضع استراتيجية كبرى لهذا المشروع.