الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهالى دير النحاس لـ«روزاليوسف»: منازلنا هدمت وننتظر تدخل المحافظ

أهالى دير النحاس لـ«روزاليوسف»: منازلنا هدمت وننتظر تدخل المحافظ
أهالى دير النحاس لـ«روزاليوسف»: منازلنا هدمت وننتظر تدخل المحافظ




تحقيق - بشير عبدالرءوف
فى قلب مصر القديمة أو مصر العتيقة التى كانت النبتة التى تكونت منها القاهرة بوضعها الحالى، وبالقرب من ميدان الملك الصالح وعلى الجانب الآخر من سكان منيل الروضة التى تغرى الناظرين إليها من الوهلة الأولى، تختبئ دير النحاس التى اشتهرت من خلال فيلم حياة أو موت للراحل عماد حمدى التى لا تزال تحتفظ بملامح خط الترام الذى ظهر فى الفيلم، عبر سلالم أسمنتية تنقل الحركة بين الاتجاهين،
يكون الدخول له إما فى الميدان مباشرة أو الدوران حول محطة مترو أنفاق الملك الصالح للمرور على حافة نفق الملك الصالح الذى يربط مصر القديمة بالجيزة. وأول ما يقابلك فى دير النحاس تلك اللافتة الكبيرة ذات اللون الأزرق التى حملت اسمه لتعيدك لزمن جميل، يصدمك فجأة تلك التهتكات فى الأرض ولاناتجة عن أعمال صيانة لخطوط المياه بالمنطقة التى يقوم بها حى مصر القديمة، كما تصطدم عيناك بعمارة شاهقة فخمة تقف بانحدار إلا أنها غريبة عن هذا المكان وليست من نسيجه كما يصفها صالح ربيع من أبناء المكان الذى ولد به ويبلغ من العمر 58 عامًا ويعمل استورجى.
فى البداية يتميز المكان بأنه مازال يحتفظ بطباع أهله القدامى والذين رسمت ملامح حياتهم الأفلام القديمة وأنهم «ولاد بلد»، وأن المحافظة قامت مؤخرًا بتجديد شبكة المياه وتغيير الخطوط التى نساها الزمن.
رغم تلك الصفات التى لا تزال تتلاحم بين أهالى دير النحاس، إلا أن بعض المشكلات التى تعترى حياتهم تقف عثرة أمام تحقيق أحلامهم أو أن يشعروا بالحياة مثلهم مثل أقرانهم الذين يعيشون على الجانب الآخر من ميدان الملك الصالح وينعمون ببعض من نسيم الحياة التى لا يعرفونها، على حد تعبيرهم.
نادية عبدالنبى ــ موظفة ــ تعبر الطريق يوميًا ذهابًا وإيابًا عبر مترو الأنفاق لتصل لعملها ولا ترى غير أكوام القمامة التى تتجمع بطريق المترو وهناك أطفال يترددون على المكان، بالإضافة إلى الخطر الذى يحاصرهم من التلوث الذى تبثه هذه المخلفات.
«روزاليوسف» تجولت داخل دير النحاس والتقت الأهالى لتحمل مأساتهم للمسئولين بحثًا عن حلول استغاثات الأهالى من انهيار أحد العقارات منذ سنوات ليتحول لمقلب قمامة كبير وليس فقط ذلك، كما قال الأهالى والتقطته العدسات حيث قام أحد المقاولين بتركيب أعمدة حديدية بعد أن أوشكت حوائطه على الانهيار، مما يهدد حياة الأطفال الذين يلعبون أسفلها، وكذلك المارة، كما أن الشارع من الشوارع الرئيسية المكتظة بالسكان.
من المشكلات التى تواجه الأهالى هناك أيضًا كما تقول أنصاف إبراهيم، الترهل العمرانى لبعض العقارات التى يقطنونها، فالعقار رقم 9 تقطنه الذى يمثل خطورة داهمة ويحتاج لإحلال كامل، وتضيف أن العقار رقم 12 سقط سقفه داخله وأنقذت قوات الحماية المدنية السكان أسفل السقف، وقد سبق وتم تنكيسه وصدر له قرار بإزالة طابق ولا ينفذه الحى.
وتواصل أنصاف مأساتها بأن العقار التابع للعقار رقم 9 الذى يحمل نفس رقمه بالعطفة التى تفصل بينهما مدخل لطاحونة قديمة منذ أربعينيات القرن الماضى، أصبحت جدرانه مؤهلة للانهيار بعد أن اخترقت جدرانه مياه الصرف الصحى، وأنها اضطرت لترك شقتها التى كانت تأويها وأقامت لدى الجيران فى شقة أخرى بطلب من جيرانها لحين حل أزمتها، خاصة أنه على حسب قولها لديها ابنة مطلقة ومصابة بالغدة تعيش معها أيضًا.
ولا تتوقف مطاردات الحرمان للأهالى فى دير النحاس، فكما يقول على عثمان أن هناك حرمانا من الرياضة بجميع أنواعها لكل الأعمار فى ظل توافر عدد كبير من «الخرابات» تحولت إلى مقالب للقمامة دون رفعها أو تحويلها لملاعب صغيرة، ويقترح أن تقوم المحافظة بتوفير أرض لمركز شباب بالمنطقة ليقوم بإمداده بجميع الاحتياجات من الأدوات الرياضية.
أما حال الأطفال هناك فترصده العدسات، حيث إنه لا يجد الأطفال هناك سوى «المرجيحة» التى يجمع الأطفال الأقمشة لصنعها ويتم ربطها بإحدى الشرفات للهو بها، فيما يتعارك الأطفال من أجل الفوز باللهو بها، وسط تواجد لبالوعات الصرف الصحى التى تفتقد إلى الأمان نظرًا لتهالك الأغطية الخاصة بها التى تهدد حياتهم دون وعى بخطورتها. وليست هى تلك المشاكل الوحيدة التى تنفس بها الأهالى مع «روزاليوسف» فالغاز الطبيعى يؤرقهم عدم توصيله حتل الآن، إذا إن شركة الغاز القائمة على تنفيذ المشروع هناك طلبت توصيل الغاز على نفقتهم الخاصة، وكذلك البلاط «الإنترلوك» الذى أصبح السمة المميزة لجميع شوارع وحارات وعطفات الأحياء المتناثرة فى أحياء القاهرة، إلا أن دير النحاس لم يصلها الإنترلوك بعد.
أما الشباب فى دير النحاس فمثلهم مثل باقى الشباب فأحلامهم ترافق آلامهم، حيث تجمع عدد كبير من شباب الجامعات وخريجيها متحدثين عن مخاوفهم فى المجتمع والتى تمثلت فى البحث عن الضمان فى الوظائف التى يرغبون فى الحصول عليها، وكذلك ما هو معروض من طلب للوظائف، مشددين على أن ميزة التسجيل بمكاتب التأمينات ليست وحدها المطمع للحصول على الوظائف فى القطاع الخاص، إلا أن الضمانات على حد تعبيرهم تغيب عن الوظائف بالقطاع الخاص.