الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شباب مصرى يكشف مؤامرات «إخوانية» ضد الجيش و الشرطة باستخدام «الاختراق الإلكترونى»

شباب مصرى يكشف مؤامرات «إخوانية» ضد الجيش و الشرطة باستخدام «الاختراق الإلكترونى»
شباب مصرى يكشف مؤامرات «إخوانية» ضد الجيش و الشرطة باستخدام «الاختراق الإلكترونى»




تحقيق - عمر حسن وهايدى حمدى
أدركت جماعة الإخوان المسلمين حقيقة أن الحشد الجماهيرى الذى عكفت عليه لعدة أشهر كوسيلة لمقاومة انهيارها لم يعد يؤتى ثماره فى إرباك الدولة أو زعزعة الاستقرار العام أو حتى إحداث أى تأثير فى الشارع المصرى، خاصة بعد الفشل فى ضخ أعداد ضخمة للتظاهر، الأمر الذى يعنى انحدار شعبيتها التى تدعيها دائما، إلى أن وصل رصيدها فى الشارع إلى صفر تقريبا، ليكون ذلك نقطة تحوّل فى استراتيجيات الجماعة، التى وجدت من مواقع التواصل الاجتماعى مسلكاً لتحقيق أغراضها، حيث المجتمع المفتوح بلا قيود، وسرعة النشر، فبدلا من النزول فى مظاهرات عشوائية، تحول الأمر إلى تحركات محسوبة تتبع سياسة الرصد، بحيث يكون النزول مُركّزا لهدف بعينه، سواء اشعال النيران فى قسم شرطة معين يتم الاتفاق عليه من خلال تلك الصفحات التى تجمعهم على موقع «فيس بوك»، أو اغتيال ضابط شرطة وذلك من خلال نشر صورة له توضح معالمه، فتصبح المهمة أسهل، هذا بخلاف الحرب الالكترونية التى انتهجتها الجماعة فى إسقاط الصفحات الوطنية المؤيدة للجيش والشرطة والاستيلاء عليها.

لم تكن تتوقع الجماعة أن يكون رد الفعل بهذه القوة المباغتة، المتمثلة فى مجموعة من الشباب الوطنى الذى خصّص وقته وجهده لشن هجوم الكترونى كاسح على الصفحات الموالية للجماعة الارهابية واختراقها، لينكشف الغطاء عن المؤامرات التى يحيكها هؤلاء ضد الدولة المصرية، فضلاً عن انكشاف الهيكل التنظيمى لطريقة العمل وتلقى الأوامر والتعليمات من جانب اخوان تركيا، الذى تبيّن أنهم الآمر الناهى، والعقل المدبر الذى يضع الخطوط العريضة للسياسة العامة للجماعة فى الفترة الحالية، على أن يتم التنفيذ فورا من جانب اخوان مصر، الذى خرت قواهم وأحكمت عليهم السيطرة التامة بما لا يدع مجالا للتخطيط، سنكشف خلال السطور القادمة كيف يتم تلقى الأوامر بطرق سرية لا يقدر على اكتشافها سوى المحترفين فى مجال التقنية الحديثة، بعدما أصبح تلقيها مستحيلا عن طريق الهاتف المحمول.
«رحيمة الشريف»، مؤسسة فريق مقاتلات مصر و«أدمن» فى عدد من الصفحات المؤيدة للجيش والشرطة ضد جماعة الإخوان المسلمين، تخصصت هى وعدد من زملائها فى رصد صفحاتهم واختراقها من خلال استراتيجية منظمة تتضمن إسقاط أى صفحة إخوانية خلال ثلاث ساعات تقريبا إذا لم تكن هذه الصفحة مؤمنة من جانب إدارة «الفيسبوك»، ويتم ذلك من خلال الاتفاق على ارسال عدد ضخم من «الريبورتات» أو ما يسمى بالتقارير، لإدارة «الفيس بوك»، وهى اشارة تعنى أن ذلك المحتوى الذى تتناوله الصفحة غير مناسب لاخلاله بالآداب العامة، وعن طريق ذلك أمكن اسقاط عدد كبير من الصفحات الاخوانية، وتكمن عوامل النجاح فى زيادة عدد هذه «الريبورتات»، موضحة: «بنزل بوست على صفحتى اللى بيكون فيها مليون تقريبا وبنوجه طاقتنا الكاملة تجاه الصفحة المطلوب إسقاطها فى نفس الوقت».
أما عن الاختراق التقنى لتلك الصفح، أوضحت أنه يتم بشكل احترافى من جانب بعض المتخصصين، لافتة إلى أنه تم اختراق وكالة أنباء «الأناضول» من جانب أحد «الهاكرز» يُدعى «الذئب المصرى»، الذى نشر بياناً باسمه من على صفحتها على «الفيسبوك» ردا على اساءات.
«اردوغان» لمصر ورئيسها، ما أحدث ارتباك داخل الوكالة، فهرع فريقها التقنى لتدارك الأمر وإزالة ذلك البيان لكن بعدما انتشر فى جميع الصفحات، كما تمكن بعض النشطاء فى هذا المجال من اختراق صفحة «أسامة محمد مرسى» ونشر خبر وفاة والده، ما أحدث الاضطرابات داخل صفوف الإخوان، كما تم أيضا اختراق صفحات بعض القيادات الإخوانية أمثال «صفوت حجازى» و«أيمن عزام» و«محمد القدوسى» و نشر «لوجو» المؤتمر الاقتصادى عليها، مضيفة: «بندخل نسقط البوستات إلى بتستهدف ضباط الشرطة، وبنعرف أماكن التجمعات فين وبنحذف دعوات التظاهر»، و تابعت: «أنا مستهدفة من جانب بعض عناصر الجماعة وتعرضت لمحاولة اغتيال قبل كده،لأنى فى نظرهم أمنجية، وبطلب من الدولة إنها تحمينى لأنى بشتغل لصالح البلد ومش عايزة حاجة من حد».
وأشارت «الشريف» إلى أنها تعمل هى وزملاؤها بالتنسيق فيما بينهم، على أن يتم ابلاغ وزراة الداخلية بأخطر المؤامرات وأسماء الضباط المستهدفين لحمايتهم، مُصرّحة إنه فى الفترة الحالية يتم تكثيف جهودهم داخل سيناء لتتبع الجماعات الجهادية التى لا تقل خطراً عن الإخوان، مشددة على أن تلك الجماعات تم تدريب أعضائها على أعلى مستوى خارج مصر وهذا يظهر واضحا فى صعوبة اختراقهم أحيانا، أو تتبع مكان تواجدهم.
فيما نوهت إلى أنها تعمل بشكل فردى ولكن ضمن خلية كبيرة من الشباب الوطني، جميعهم يسيرون فى نفس الاتجاه، لكن هناك البعض يستغل هذه الأمور لأجل الشهرة والمال مثل «الجيش الالكترونى» الذى ينسب الانجازات لنفسه وينشر معلومات زائقة عن الاختراق، محذرة من التعامل معهم طبقا لتصريحات اللواء «محمد عبدالواحد» مدير مباحث الانترنت.
وشرح «أكرم علي»، احد مؤسسى صفحة «خير أجناد الأرض»، كيفية اختراق صفحات الإخوان عن طريق سرقتها والقيام بنشر أخبار أو صور ليس لها علاقة بسياسة أو منهج الصفحة، مؤكدًا أنه يمكن حماية الصفحة من خلال عملية تكويد، بحيث يصبح من الصعب اختراقها، فالتكويد يشبه إلى حد كبير تخصيص رقم سرى لحسابك الشخصى على بريدك الإلكترونى، فحتى إن لم تتذكره تبدأ بالإجابة عن بعض الأسئلة التى من خلالها يمكنك استرجاع هذا الحساب، وسرد زميله فى الصفحة ذاتها «أحمد كمال» بعض المواقف التى نجحت صفحة «خير أجناد الأرض» فى التصدى لها خاصة الشائعات، قائلا:»نشرت إحدى الصفحات الموالية للإخوان أن ولاية سيناء نجحت فى إسقاط طائرة بدون طيار، وبدأنا نرد لأنها اتنشرت على كل مواقعهم، بأن الطيارة حصل فيها خلل فنى، ودا مش معناه إن الطيارة وقعت خالص، وإن الطيارة دى فيها مظلة وهى فتحت ونزلت سليمة والظابط اللى فيها نزل بمظلته».
وذكر أيضاً أن المواجهة تكون أحيانا بـ«الهاشتاج»، قائلا: «سمعنا عن هاشتاج اخلع يا دفعة الذى أطلقه الإخوان بشكل موسع، فى إشارة منهم إلى استهداف العساكر فى جميع المواقع التى تم استهدافها وتدميرها بالتالى اللعب على الناحية العاطفية لدى الشعب المصرى»، متابعا: «عملنا حملة مضادة اسمها كلنا الجيش المصرى وحصدت شهرة كاسحة، والهاشتاج اللى بيعلموه بنرد عليه بعشرة».
وسلط الضوء على الأساليب التى يتبعها الإخوان فى السيطرة على الصفحات الوطنية قائلا: «يعملوا صفحة ممولة ب50$، 60$ أو 200$ مثلا باسم مصر ضد الارهاب طبعا عنوان محدش هيختلف عليه، وتبدأ الصفحة تكبر بنشر حاجات وطنية، وتكبر الصفحة لحد 200 ألف مثلا فى شهر على أقصى حد، وطبعا لأن الناس كتير فالصفحة ومتابعيها يبدأون بعمل نوع من الإحباط بصور الجنود اللى بتتقتل مثلا صور لداعش، ويبدأون من التصدير للناس إن دى معركة وكسبناكم وقدرنا نهكر صفحاتكم».
فى سياق متصل، أوضح «ايهاب»؛ وهو شاب يبلغ من العمر 16 عاماً يعمل فى هذا المجال منذ خمس سنوات؛ الحيلة التى يتبعها هو وزملاءه فى الاستيلاء على صفحات الإخوان، شارحا: «بنبدأ بالهندسة الاجتماعية عن طريق عمل اكونت جديد ونحط صورة رابعة وندخل صفحاتهم كاخوان، بنعرف معلومات كتير عنهم وبنعرف الشخص الاكثر نفوذاً منهم وبنثبتله اننا جديرون أن تكون ادمنز للصفحة معاه فيثق فينا ويدخلنا ادمن لحد ما بنبعتله لينك ملغم اول ميفتحه بيحصل اتصال عكسى ويتم الاختراق فورا .. نقدر نغير الباسوورد ونستولى على الاكونت الشخصى بتاعه، وبنسيطر سيطرة كاملة على الصفحة»، وتابع: «دايما بنلاقى تحريض ضد الجيش داخل الصفحات دى، وبيألفوا كلام ملوش أى أساس من الصحة، وأخطر حاجة بيتداولوها بيكون فى الشات مش على الصفحة، تحديد لأماكن الضباط وطريقة اقتحام الأقسام وإشعال النار ومين اللى هيستهدفوه»، لافتا إلى أنها تلقى تدريب على يد محترفين فى هذا المجال لخدمة بلده.
وكشف الدكتور «إسلام غانم» المتخصص فى علوم البرمجيات والمعلومات عن خدعة خطيرة يستغلها أعضاء الجماعات الارهابية فى تناقل التعليمات فيما بينهم، وهى قيام أحد المستخدمين «الإخوان» بارسال ملف صوتى عادى لشخص يريد أن يبلغه بتعلميات جديدة وردت إليه على شكل رسالة فى «الدردشة»، وداخل هذا الملف يوجد ملف آخر مخفى «وورد» يستحيل العثور عليه يتضمن جميع المعلومات المراد نقلها، بما يصعب على أى شخص مُخترق لهذا الحساب أن يكشف هذه الحيلة، لافتا إلى أنه تم استخدام هذه الحيلة من جانب «بن لادن» قائد تنظيم القاعدة عند استهدافه لبرج التجارة العالمى فى احداث سبتمبر، حيث تم تحدّيه بعدم قدرته على ارسال تفاصيل العملية لأعوانه داخل الولايات المتحدة، وهو ما نجح فيه عن طريق اتباع الطريقة السابقة وإخفاء المعلومات داخل ملف صوتى فى شكل سورة للقرآن الكريم.
واختتم مؤكدا أن الحرب الالكترونية هى حرب الجيل الحالى، وعليه طالب الدولة بسرعة مواكبة التطور فى مجال الانترنت أسوة بدول العالم الأول الذى أدمجته فى جميع مجالات الحياة.