الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قرارات مرسي تتصدر الصفحات الأولي للصحف العالمية




اهتمت الصحف العالمية بالقرارات التي اتخذها الرئيس محمد مرسي من احالة المشير محمد حسين طنطاوي وسامي عنان للتقاعد ومنحهما قلادة النيل وتعيينهما مستشارين له والغاء الاعلان الدستوري المكمل وتعيين المستشار محمود مكي نائبا له.وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في صفحتها الأولي تقريرًا بعنوان «انقلاب في مصر» قالت فيه إن الرئيس المصري محمد مرسي قام بعملية تطهير مذهلة تمثل لحظة لاستعادة القادة المدنيين الكثير من القوة السياسية التي سيطرت عليها العسكرية المصرية منذ سقوط نظام الرئيس حسني مبارك العام الماضي.
أما عن تعيين مرسي لأحد كبار القضاة، وهو محمود مكي، نائبا له فيقول التقرير ان مكي خاض في عهد مبارك، معركة من اجل استقلال القضاء وتحدث علنا ​​في كثير من الأحيان ضد تزوير الانتخابات.
وتقول الصحيفة إنه كان من المتوقع ان يتقاعد المشير طنطاوي (75 عاما)، ولكن لم يتم تحديد اي جدول زمني لهذا، علي الأقل ليس علنا.. وقد حرص المتحدث الرئاسي علي الاشادة بالمشير طنطاوي قائلا انه قدم «خدمات لا تقدر بثمن للوطن».
ويكرر مراسل النيويورك تايمز تلميحه السابق عن وجود تفاهمات بشأن القرارات الأخيرة مدللا علي ذلك بأنه لم يكن هناك أي رد فعل فوري من الجيش، الذي يري نفسه عادة حامي حمي الدولة المصرية، وهو مدافع شرس عن سلطاتها وصلاحياتها متسائلا عما إذا كانت التعديلات التي قام بها الرئيس كانت نتيجة تفاهم بين مرسي وجنرالاته الكبار أو مناورة غير متوقعة يمكن أن تؤدي لرد فعل حاد.
أما الواشنطن بوست فقالت إن المسئولين تابعوا عن كثب المواجهة بين الحكومة المدنية بقيادة السيد مرسي والقادة العسكريين، وقد رحبوا مؤخرا بالدلائل التي تشير إلي أن المفاوضات حول كيفية اقتسام السلطة تجري وراء الأبواب المغلقة وتسير بنجاح . ومع ذلك، لم يقدم البيت الأبيض أو وزارة الخارجية اي رد فعل فوري حول قرارات مرسي.
ويري التقرير ان التغييرات الاخيرة هي جزء من التداعيات المستمرة لعملية مقتل 16 جنديا المصري قبل اسبوع واحد في شبه جزيرة سيناء، والتي أحرجت بشدة الجيش وكشفت الاخفاق المروع للمخابرات.. ففي أعقاب الهجوم، انتقل الرئيس بسرعة لتأكيد سلطته بإقالة رئيس المخابرات ومحافظ شمال سيناء، فضلا عن استبدال عدد آخر من كبار المسئولين الأمنيين.
من ناحية أخري، اشارت صحيفة واشنطن بوست الي أن هذه الخطوة قد تؤدي الي رد فعل عنيف ومزيد من الاستقطاب للأمة التي يشعر فيها كثيرون بالقلق من نوايا رئيس البلاد الاسلامي الاول. وقالت زينب أبو المجد، أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في القاهرة والتي درست الجيش عن كثب «هذه لحظة تحول كبيرة في تاريخ مصر الآن، رسميا، اصبحت دولة الإخوان. الآن حان لهم رسميا السيطرة الكاملة علي مؤسسات الدولة».
كما وصفت الصحيفة هذه الخطوة «بالاستفزازية» وقالت إنه ليس واضحا الآن ما إذا كان المجلس العسكري، الذي كان أعضاؤه يتعاملون بشك مع الرئيس المنتخب، قد وافق علي خطوة إحالة الجنرالات إلي التقاعد وتعيين آخرين بدلا منهم، بالإضافة إلي إلغاء الإعلان الدستوري المكمل وتعيين نائب لرئيس الجمهورية هو المستشار محمود مكي.
وقد علق موقع «صوت أمريكا» علي قرارات الرئيس محمد مرسي قائلا إن قرار مرسي المفاجئ كان من الممكن أن يسبب أزمة دستورية حيث إن السلطات التي منحها طنطاوي والمجلس العسكري لأنفسهم كانت واسعة جدًا.
كما توقعت صحيفة الجارديان البريطانية بمواجهة وشيكة مماثلة مع أعضاء المحكمة الدستورية في حال محاولتهم التصدي لقرار مرسي خصوصا ما يتعلق بصلاحياته في اتخاذ هذه القرارات بناء علي الإعلان المكمل، وتوقعت بأن يتعرضوا للإقالة في حال أرادوا أن يتخذوا ًامضادا من قراراته.
وألمحت إلي أن منح قلادة النيل لكل من طنطاوي وعنان ربما ينبئ بوجود اتفاق مسبق لتأمين خروجهما من السلطة دون أي ملاحقات قضائية عن الجرائم التي ارتكبت في حق المتظاهرين بما في ذلك عمليات دهس المتظاهرين بمدرعات الجيش في المظاهرات المسيحية التي خرجت يوم 9 أكتوبر 2011 والمعروفة باسم أحداث ماسبيرو التي نتج عنها مقتل 27 مواطنًا.