الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سمعة» سرق سمكة من فم القطة وأدخله «نصاب» الفن بـ3 جنيهات

«سمعة» سرق سمكة من فم القطة وأدخله «نصاب» الفن بـ3 جنيهات
«سمعة» سرق سمكة من فم القطة وأدخله «نصاب» الفن بـ3 جنيهات




كتبت- مروة مظلوم
العذاب فوق شفاه تبتسم  عبارة تتجسد فى شخص الضاحك الباكى ملك الكوميديا إسماعيل يس كان يخفى وراء ابتسامته الشهيرة مأساة حقيقية عاشها فى بداية حياته رافقته إلى عرش الكوميديا  ليتوفى فى 24 مايو 1972  محطمًا كسيرًا بعدما انحسرت عنه الأضواء غير آبهة بمشواره الفنى..عاش يتيما فقد توفيت والدته وهو لا يزال طفلاً صغيراً ليشق بعدها حياته فى ظل رعاية والده، وجدته لأمه التى اعتقدت أن والد الفنان الراحل كان سبباً فى وفاة ابنتها، وبالتالى عاش إسماعيل فى كنف جدته بعيداً إلى حد ما عن والده.
وبحسب رواية إسماعيل ياسين فى فيديو نادر يحمل تسجيلاً صوتيًا له فى أحد البرامج الإذاعية.
سمعة «سرق» بحسب تعبيره 6 جنيهات من جدته لأمه، وهرب  من السويس إلى  القاهرة فى سن الـ17 عامًا ليحقق حلمه فى الغناء، ولكنه عاش أيامًا شديدة الصعوبة عندما وصل للقاهرة، حيث استقبله بعض أقاربه بجفاء، ورفضوا مساعدته فى أن يكون فنانًا، فاضطر للاعتماد على نفسه فى الوقت الذى كان قد أنفق كل مليم فى جيبه.
مواقف شقية كثيرة تعرض لها إسماعيل ياسين رواها بنفسه، تدل على صبر نجم الكوميديا الراحل على صعوبة حياته، والذى أوصله فى النهاية لتحقيق هدفه، ولعل أبرزها اضطراره للنوم فى مساجد السيدة زينب لعدم قدرته على تأجير مكان يأويه، وحتى بعد اتخاذه من حجرة مكاناً للعيش فيها، لم يكن فيها أى أثاث أو مفروشات للنوم عليها، فكان يشترى جريدة الأهرام ليتغطى بأوراقها.
ومن المواقف التى رواها إسماعيل بتأثر شديد، هو عندما رأى قطة تحمل فى فمها سمكة، فجرى وراء القطة ليأخذ السمكة، ويأكلها من شدة الجوع والفقر الذى كان يعيش فيه!. وفى إحدى اللوكاندات الرخيصة بشارع محمد على تعرف إسماعيل على شخصية فنية مشهورة هو «عطية أفندى» أحد أهم صبيان الأسطى «نوسة» أشهر راقصات أفراح الدرجة الثالثة، وطلب منه عملًا بالفرقة ووعده عطية بتدبير اللازم فى الصباح.
وبالفعل اطمأن له نجم الكوميديا ونام على سرير مقابل له فى نفس الغرفة، ولكن ما إن استيقظ من نومه حتى اكتشف أن «عطية أفندي» سرق بدلته الجديدة وحافظة نقوده التى احتوت على 3 جنيهات هى تحويشة عمره.
استشاط إسماعيل غضبًا وطار يبحث عن هذا «النصاب» دون جدوى، فهداه عقله إلى الذهاب للأسطى نفسها باكيًا ومتوسلًا إعادة نقوده، فرقّ قلبها له وطلبت منه أن يعمل معها فى فرقتها ووفرت له حجرة فوق السطوح بشارع عماد الدين، بعد أن أخبرته أن عطية أفندى قد سرقها هى الأخرى وهرب.
العمل مع فرقة نوسة لم يرق لطموحات الفنان الموهوب، فالتحق بعد فترة بكازينو الراقصة بديعة مصابني، التى أكرمته وأعطته الفرصة لتقديم مونولوجاته الكوميدية، خاصةً بعد فشله الجليّ فى الغناء، وظل يقدم المونولوج حتى ذاع صيته لتحتضنه عائلة فوزى الجزايرلى الفنية عام 1939 وتقدمه للسينما بدور صغير فى فيلم «خلف الحبايب» مع عقيلة راتب.