الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لن نتحول لـ«سودان جديد» و«داعش» يسيطر على «درنة»و«سرت» وأجزاء من «طبرق»

لن نتحول لـ«سودان جديد» و«داعش» يسيطر على «درنة»و«سرت» وأجزاء من «طبرق»
لن نتحول لـ«سودان جديد» و«داعش» يسيطر على «درنة»و«سرت» وأجزاء من «طبرق»




حوار – محمود ضاحى
قال السفير محمد فائز جبريل سفير ليبيا فى مصر، إن استثمارات بلاده فى مصر تتراوح بين 9 إلى 12 مليار دولار فى قطاعات الزراعة، والعقارات والسياحة والمصارف، فضلا عن وجود نحو مليون و600 ألف مصرى فى ليبيا.
وأضاف جبريل فى حواره لـ«روزاليوسف» إن ليبيا أكثر دولة تحتاج لخطاب دينى للقضاء على فكر القذافى وكتابه الأخضر الذى احتل العقول الليبية لأكثر من أربعين سنة، مشيرا إلى أن داعش تسيطر على درنة وسرت وبعض اجزاء من طبرق الليبية. وأكد أن ليبيا لن تنقسم لدولتين على غرار السودان، وأوضح أن ما يحدث فى بلاده ليس صراعا طائفيا أو أيديولوجيا بل صراع على النفوذ والسلطة.  
■ ما حجم الاستثمارات الليبية فى مصر؟
- فى بداية حديثى أتوجه بالتحية والشكر لجريدة «روزاليوسف» على إتاحة الفرصة للحديث معها، والاستثمارات الليبية فى مصر تتراوح بين 9 إلى 12 مليار دولار فى شركات القطاع الزراعى، والعقارى، والسياحى والمصرفى، وندرك تماماً قيمة هذه الاستثمارات، كما أنها قابلة للتطوير لكن مع تحسن أوضاع البلاد.
وهناك مشروع الصالحية فى 6 أكتوبر، وهو من المشاريع العملاقة التى تنتج نحو 60% من القمح و60% من البطاطس، وهو مشروع اقتصادى مهم جداً لمصر، لأننا نعمل على تحقيق  المنافع المشتركة بين البلدين، وعلاقتنا مبنية على منافع الشعبين الشقيقين المصرى والليبي.
■ هل هناك خطة لزيادة  هذه الاستثمارات؟
- نحن نعمل بقدر الإمكان على زيادة الاستثمارات فى مصر، لكن أزمة القتال فى ليبيا هى من عطلت هذا، وسيكون هناك منتدى اقتصادى ليبى على أرض مصر بين القيادات المصرية والليبية يفترض أن يتم خلال الفترة المقبلة.. وهذا المفترض أن نعلن عنه وعن خطة تطويره حتى تتحقق المنافع بين الشعبين الشقيقين.
■ كيف نواجه الجماعات الإرهابية التى تهدد الدول العربية؟
- ظاهرة  الجماعات الإرهابية  لم تأت من السماء، لكن هؤلاء المتطرفون خرجوا منا، كما أن الوضع الاجتماعى السيئ، والوضع التعليمى الذى لم يتطور، والخطاب الدينى أيضاً الذى يحتاج لتطوير، كل هذه  أسباب فى ظهورها، ولكى نواجه هؤلاء لا بد من معالجة هذه الأمور، فالأزمة الفكرية عند البعض خاصة من الناحية الدينية تحتاج إلى تطوير، وإلى القدرة على ربط الواقع بمعان فقهية تتوافق مع الواقع الحديث، وأن يكون الخطاب الدينى صحيحاً لا يحتوى على أى خلل، كما أيضاً لابد من عدم تضييق المفاهيم الدينية التى حتما ستجد من يخرج على الدين من المتعصبين، ولذلك نقول إن كل الدول العربية تحتاج إلى خطاب دينى، وليبيا أكثر دولة تحتاج لخطاب دينى خاصة أن معمر القذافى احتل عقول الشعب على مدار أربعين سنة، فالكتاب الأخضر كان يحل كل المشاكل الليبية وكان هو الفكر والعقل لليبيين.
■ كيف ترى دور الأزهر والمؤسسات الدينية فى مواجهة الجماعات المتطرفة؟
- الأزهر نعمة من نعم الله، وواجه كثيراً من الموجات المتطرفة عبر التاريخ ويحافظ على صحيح الدين، ورأينا دعاة كثر مثل الشعراوى وغيره، والحقيقة يقع على الأزهر دور كبير بكونه المؤسسة العلمية التى تحافظ على تراث الأمة، وعليه نشر المعارف الإسلامية، كما أن الأزهر لديه خزينة ممتلئة بالعلوم لو أعاد طباعتها وسلط الإعلام الضوء عليها وكثف الأزهر آليات الدعوة سيكون هناك شأن عظيم فى القضاء على التعصب الفكرى.
■ من وراء ظهور جماعات الإسلام السياسى؟
- لا يوجد شيء اسمه إسلام سياسى ولا يوجد دولة إسلامية فى الدين، لكن الدولة ذكرت فى قوله تعالى «وتلك الأيام نداولها بين الناس»، لابد من ضبط المصطلحات لأن هناك مصطلحات مشاعة خلقت ثقافة غير صحيحة وصدرت مشاكل كثيرة، لكن الدولة تنسب للقوى الاجتماعية الموجودة، ولا توجد مسمى «دولة إسلامية»، لكن أغلب الدول تطبق تعاليم الدين الإسلامى، الدولة معناه الشيء المتداول، وكل دولة لها نمط حكم معين، فى تطبيق الشريعة الإسلامية، وليس كل من وضع عمّه على رأسه أصبح شيخاً لكن هناك متخصصون، كما أن خليفة النبوة  سيدنا أبو بكر الصديق عين بالاختيار، ولا يوجد دولة خلافة، لأن الأمة مصدر السلطات، مادامت الدولة دينها الإسلام دون الدخول فى التفاصيل.
■ حدثنى عن العمالة المصرية فى ليبيا؟
ليس كل الموجودين فى ليبيا نطلق عليهم كلمة «عمالة»،لأنه ليس كل الموجودين فى ليبيا عمال، لأن هناك من يعيش فى ليبيا من المصريين عقود طويلة من الزمن، وهناك نسبة كبيرة  من المصريين ولدوا فى ليبيا، ونحن لا نعتبر هذه الشريحة العريضة عمالاً، ونحن معنيون بهم كحكومة مصرية وحكومة ليبية، كما أن هناك أيضاً أولادنا ليبيين ولدوا وتعلموا فى مصر، تربوا وعاشوا واكتسبوا الثقافة المصرية، فالإنسان يرتبط بالمكان الذى يعيش فيه، ويصعب عليه تركه فليس كل من فى ليبيا عمال مصريين.. العمالة تخرج وتدخل بعقود معينة لكن التأشيرات الآن متوقفة، وهناك مليون و600 ألف مصرى، ممكن أن  نطلق كلمة عمال على 10% منهم.
■ هل هناك خطة للقضاء على الأسلحة المهربة بين مصر وليبيا؟
- هناك جهود عظيمة للقوات المسلحة المصرية  للقضاء على تهريب السلاح على الحدود، لكن المشكلة تكمن فى انتقال البشر من خلال الهجرة غير الشرعية التى من خلالها يمكن تهريب السلاح، وما دام هناك هجرة غير شرعية فهذا يعنى وجود انتعاش تجارة السلاح.
■ ما المناطق التى يسيطر عليها الدواعش فى ليبيا؟
- الكثير من الأماكن الليبية تحت السيطرة، لكن هم يسيطرون على أماكن معينة فى درنة وسرت وبعض أجزاء من طبرق، وهم فى بؤر معينة، والصراع  فى ليبيا ليس ايديولوجياً، أو بين شرق وغرب أو بين عرب وغير عرب، وليست حربنا مذهبية أو طائفية ولكنها سياسية، وتورطنا سببه صراعات سياسية على النفوذ والسلطة.
■ هل يكون مصير ليبيا مثل السودان الذى انقسم لدولتين؟
- مشكلة السودان مشكلة  قديمة فى الثقافة والتفكير والأيديولوجيات، وهذا السؤال مهم جدا، وليبيا وطن واحد فى الأديان والأعراق ولن تتحول لسودان.. لكن جماعات الإسلام السياسى وضعت الدولة فى مأزق.