الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمود ياسين: تقنينها ضرورى لتكون واجهة مشرفة أمام العالم

محمود ياسين: تقنينها ضرورى لتكون واجهة مشرفة أمام العالم
محمود ياسين: تقنينها ضرورى لتكون واجهة مشرفة أمام العالم




تحقيق - مريم الشريف
مع زيادة أعداد المهرجانات الفنية غير المعروف مصدرها ومؤسسيها، الفترة الماضية بالاضافة إلى توزيع جوائز وألقاب بشكل همجى وغير مبنى على اسس منطقية أثارت انتقاد الكثيرين ومع انتشار مظاهر هذه المهرجانات يدور هذا التحقيق.
حيث قال الفنان محمود ياسين إن المهرجانات الفنية من المفترض ان تقوم بتدعيم الفن، وتحقيق انتعاشة له، خاصة اذا تمت اقامتها بالشكل الصحيح الا انه لم يسمع بهذه المهرجانات التى انتشرت مؤخرا ولم يعلم بوجودها.
واضاف انه لابد من الاهتمام بعمل مهرجانات جيدة خاصة ان مصر هوليوود الشرق، وأى احتفالية فنية تكون محط انظار العالم العربى، لذلك لابد ان تكون شيئا مشرفا يليق بمصر حتى لو كانت مهرجانات صغيرة ومقتصرة على المحافظات.
وأكد الفنان سامى العدل أنه تفاجأ لدى تكريمه فى مهرجان المسرح العربى فى دورته الـ13 مؤخرا بعدم وجود اى دعاية او اعلانات عن هذا المهرجان الذى يعتبر مهما نظرا لانه ضم العديد من العروض المسرحية ليست فقط مصرية وانما من جميع الدول العربية ما بين الجزائر والمغرب والكويت وغيره.
واضاف قائلا: اثناء دخولى مسرح ميامى للتكريم لم أشعر بأن هناك مهرجانا، فضلا عن غياب الصحافة والاعلام بعكس المهرجانات الكبرى مثل مهرجان القاهرة السينمائى الذى تتلهف على تغطيته الصحف.
وطالب العدل بضرورة تدخل وزارة الثقافة فى وضع معايير معينة بالنسبة لاقامة هذه المهرجانات التى انتشرت مؤخرا، من حيث تنظيمها وتجهيزها بشكل جيد، مؤكدا بأن المهرجانات التى تقام بشكل فوضوى لا يشعر الفنان بمذاقها حتى لو تم تكريمه بها.
أكد الموسيقار الكبير محمد سلطان أن هذه المهرجانات لم تحقق أى نجاح وتعد مسألة فاشلة، والدليل هو عدم معرفة الجمهور بها، أو تسليط الضوء عليها من قبل الاعلام.
وقال سلطان انها لا تؤدى الى صعود الفن الى الامام ابدا، حيث إنها ليس لها اى تاثير عليه سواء بالسلب او الايجاب
ومن جانبه قال الناقد الفنى محمود قاسم أن هذه المهرجانات تعد اسرع وسيلة لتبديد اموال الدولة تحت دعاية الاحتفال بالفن.
واضاف قاسم انه ليس المهم اقامة هذه المهرجانات بقدر ان الاهم ان تقدم دعما حقيقيا للفن، معبرا عن مدى إعجابه بقرار دولة الامارات بالغاء مهرجان ابوظبى السينمائى، مبررين موقفهم ذلك بأن الاموال التى سيتم انفاقها على هذا المهرجان من الافضل ان توجه الى تقديم افلام سينمائية ذات جودة عالية، على الرغم من ان دولة الامارات ثرية لكنهم فضلوا توجيهها فى الطريق الصحيح.
وتابع قائلا: إذا قمنا بتجميع الاموال التى يتم انفاقها على كمية المهرجانات والاحتفالات الهائلة فى مصر، نستطيع ان نقدم سينما وفنا راقيا، خاصة فى ظل عدم وجود سينما ذات مستوى جيد.
واشار الى ان التركيز حاليا على المهرجانات وتبديد الميزانيات والدولة لا تستطيع ان تتكلم تحت ادعاء بان ما يحدث فى مصلحة الفن وجذب السياحة ونقل شعور بأن مصر دولة آمنة.
موضحا أن هذه المهرجانات أصبحت بمثابة «سبوبة» للكثير، حيث نجد شخصا مغمورا يطلق على نفسه لقب رئيس مهرجان، فضلا عن تبديد التمويلات التى تضخ لهذه المهرجانات، مؤكدا  أن فكرة اقامة هذه المهرجانات لا يتعدى انه حفل يقام على النيل ويأكل فيه الحاضرون ولا يقدم للفن اى شىء.
واستكمل حديثه قائلا: «لقد اصبحت مسألة التكريمات للفنانين فى تلك المهرجانات مهزلة بكل المقاييس، ولا يمكن أحد يصدق أن فنانا كبيرا مثل يوسف شعبان يعمل منذ عام 1959لم يتم تكريمه حتى الآن، وكذلك المخرج الكبير محمد عبدالعزيز».
وتابع أن بعض التكريمات تكون مجاملات، ولو فى نجم كبير وليس لديه وقت لن يذهب الى مهرجان مثل الذى اقيم فى المنصورة.
وتساءل قائلا: منذ فترة اقيم مهرجان للمسرح لكن اين هذا المسرح الذى نقيم له مهرجانا، للاسف كلها «سبوبات»، وفرصة جيدة لوجود المحافظ وسكرتيره وبعض الاشخاص المقيمين خارج العاصمة لاقامة هذا المهرجانات ووضع صور لهم على مواقع التواصل الاجتماعى كالفيس بوك وغيره.
واكدت الناقدة ماجدة موريس أن تكريم فنانين بعينهم حتى لو لم يكن لديهم تاريخ فنى فى هذه المهرجانات، ليس عيبا فيهم لكن نظام الفن فى مصر انتشرت به «الشللية» بشكل كبير، وهناك ممثلون كبار مستقرون فى منازلهم منذ سنوات طويلة جدا، لان لديهم كرامة، وليست لديهم علاقات عامة، وهذا ليس عيب فيهم بأن فنانا قدم عطاء لعمله لكن لا يعمل حاليا وانما عيب بعض القائمين على صناعة الفن حاليا الذين يقومون بتشغيل بعضهم، وهناك مخرجون محددون يختاروا نفس فريق عمل الفنانين كل عام، لكن السؤال هنا هل الفنان الذى يتم تكريمه أعطى بشكل حقيقى للفن ويستحق التكريم ام لا بغض النظر بانه لا يعمل حاليا.
وطالبت «موريس» بوضع شروط للمهرجانات الفنية، هذه الشروط لابد ان يضعها المركز القومى للسينما بالتعاون مع وزارة الثقافة، وان تكون شروطا جادة مع وجود لائحة بنشاط هذا المهرجان، وشروط المسابقة، اما التكريمات للفنانين لابد ان يكون لهذا الفنان تاريخ سواء يعمل حاليا ام لا، اى لابد ان تكون كل العناصر متكاملة به، بحيث إنه تمت اقامته ليس لعمل «شو اعلامى» حول تكريم هذا الفنان وانما لانه بالفعل مهرجان حقيقى.
واضافت أن هناك بعض المجاملات تتم فى اختيار الفنانين، بأن شخصا تاريخه الفنى عامان فقط واعطى المال ليتم تكريمه باعتباره نجما كبيرا، او تكريم مونولوجيست او فنان شعبى باعتباره فنانا كبيرا فى مهرجان سينما، والسبب فى حدوث ذلك هو عدم معرفتنا بهؤلاء الاشخاص المسئولين عن هذه المهرجانات والمقاييس التى بناء عليها يقومون باختيار وتكريم بعض الفنانين.
واكدت قائلة: لا يجوز ان يصبح الفن واقامة هذه المهرجانات بمثابة لعبة او «شغلانة من ليس له شغلانة» بان يقرر أى شخص عمل مهرجان ويقوم بالسعى وراء جلب دعم مالى له، لكى تكتب عنه الصحافة ويحقق الشهرة.