الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«تولوز».. رواية ترصد نظرة الغرب إلى أهل المشرق العربى

«تولوز».. رواية ترصد نظرة الغرب إلى أهل المشرق العربى
«تولوز».. رواية ترصد نظرة الغرب إلى أهل المشرق العربى




تقريرـ محمد خضير


استضافت دار دون  للنشر مؤخرا حفل توقيع رواية «تولوز... أغنية أخيرة لأكورديون وحيد» لمؤلفها المصرى الكندى الجنسية الدكتور أسامة علام، حيث تناولت خلال الندوة مناقشة أدق التفاصيل التى تناولها فى روايته والتى تستعرض النظرة الدونية التى ينظر بها أبناء الغرب لأهل الشرق والتى لم يتمكن حتى الحب من إزالتها.
وتكشف الرواية بنظرة واقعية تحطم أمواج الحب على شواطئ الأبراج العاجية التى ينظر من خلالها أهل الغرب للشرقيين، واختلاف الثقافات والتى لم يستطع حتى الحب التغلب عليها، فضلا عن الازدواجية التى يتعمد الشرقيون إخفاءها فى تعامله مع المواقف والأشخاص حوله بسبب الطبقة التى ينتمى إليها أو مستوى التعليم  فى إطار درامى فريد، يخلق معه نهاية غير متوقعة شأنها فى ذلك شأن الحياة بمفاجآتها التى تأت
تستعرض الرواية قصة الحب التى تنشأ بين الطبيب الشاب المقبل من إحدى حوارى مدينة  المنصورة المصرية وسيدة بمدينة تولوز الفرنسية تكبره بعدة أعوام لتنشأ بينهما قصة حب تنتهى بالفشل الذريع لظهور علاقة قرابة صادمة بينهما تمنعهما من الاستمرار فضلا عن نظرة التعالى التى تمنع الفرنسية من التزاوج مع ابن الحارة المصرية.
تتصاعد الأحداث بإصابة بطل الرواية بفقدان فى الذاكرة يجعله ينسى محبوبته الفرنسية، ليعود إلى الحارة ليكتشف عالمه الآخر الذى ربما لم يكن يتوقعه عن نفسه بعد فقدانه للذاكرة، ليكتشف قيامه بمجموعة من التصرفات لم تكن تخرج من شخص فى مستواه التعليمى أو الطبقى ، والتى تحمل معها العديد من معانى الازدواجية الصادمة، والتى يخرج بنا المؤلف من خلالها عن التابوهات التقليدية والمعروفة لشخصية الطبيب، لتعيد الرواية تشكيل عالم كامل من الإبداع البسيط و المدهش للحياة التى يصعب دوما التكهن بمفاجأتها. كما تطرح الرواية  العلاقة المبهمة بين العبث وبين ما يخططه لحياتك الآخرون بالصدفة.. لكنها فى كل الأحوال تنصر الحياة على الموت والاستمرار على التوقف رغم فداحة الثمن الذى قد ندفعه مقابل ذلك. يقول الأديب السورى بشار عقيل عن مؤلف الرواية أن أسامة علام له خلطته الخاصة فى الكتابة فحريّة الخيال لديه هى التى تتحكم بترتيب أفكار النص ومساره، لكن الغموض والتشويق وخصوبة الخيال وغنى الأحداث والمشاهد والمحاور الأخرى كلها حاضرة بقوة كافية لتشد القارئ لاستكشاف عوالم الرواية حتى آخرها.
كما أن الرواية توضح ذلك المخزون الهائل من الصور والمشاهد والتفاصيل لدى الكاتب وكيفية توظيفه لها بمهارة مكنته من أن ينسج منها حكايته بما فيها من أحداث مركبة وربما معقدة أحياناً. جدير بالذكر أن الدكتور أسامة علام، هو كاتب مصرى - كندى، وصدر له مجموعة من الروايات أبرزها رواية «واحة الزهور السوداء» عن دار مدبولى للنشر، رواية «الاختفاء العجيب لرجل مدهش» عن دار نشر دون بالقاهرة، مجموعة قصصية بعنوان «قهوة صباحية فى مقهى باريسى» الفائزة بجائزة غسان كنفانى عن الصالون الأندلسى بمونتريال-كندا.