الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السرطان يتحدى الحكومة

السرطان يتحدى الحكومة
السرطان يتحدى الحكومة




السرطان مرض العصر.. يصاب به 113 ألف مريض جديد سنويا لكل 100 ألف نسمة طبقا لإحصائات معهد الأورام.. علاجه يكلف عشرات الآلاف من الجنيهات.. لا يرحم صغيراً أو كبيراً.. يحصد الأرواح سنويا.. «روزاليوسف» حاورت الأستاذة الدكتورة كريمة الشامى نائب رئيس المنظمة الإفريقية للأبحاث والتدريب فى السرطان لشئون شمال إفريقيا،  حول هذا المرض ووضعه الآن فى مصر.


■ فى البداية حدثينى عن السرطان ما هو؟

- السرطان هو مجموعة أمراض تحدث عندما تتحول أى خلية بجسم الإنسان إلى خلية غير طبيعية فتنقسم دون تحكم أو نظام، ويتكون كل عضو من جسم الإنسان إلى أنواع مختلفة من الخلايا التى تنقسم عادة بطريقة منتظمة لانتاج خلايا أكثر عند الحاجة لتعوض عن الخلايا التالفة، وتخضع لنظام دقيق فى انقسامها وإفرازها ووظائفها، ولو خرجت عن النظام وانقسمت فإنها تكون عددا من الخلايا أكثر مما هو مطلوب وسوف تتكون لدينا خلايا فائضة. ومن ثم تؤدى لظهور كتلة وهذا ما يطلق عليه (ورم).
ويمثل مرض السرطان مشكلة عالمية، ويعد ثانى الأمراض المسببة للوفاة فى العالم بعد القلب والأوعية الدموية»، وبه أنواع فيها نسبة الشفاء مرتفعة مثل سرطان الثدى والغدد الليمفاوية والقولون والدم، ومتوسط نسبة الشفاء من السرطان ٦٥% فى الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يصل متوسط نسبة الشفاء فى مصر إلى ٥٥%.


■ ما نسبة الإصابة بالسرطان فى العالم؟ وأنواعه الأكثر شيوعا؟


يشير التقرير العالمى للسرطان لعام 2014 الصادر عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان والوكالة المتخصصة فى السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وأعده 250 عالماً من 40 دولة أن عدد حالات الإصابة بمرض السرطان حول العالم فى عام 2012  بلغ 14مليون شخص، ويتوقع ارتفاع العدد فى عام  2030 ليبلغ 22 مليونا.
وفى أوروبا وأمريكا يصاب سنويا من 300 إلى 500 حالة لكل 100 ألف نسمة، أما فى الدول النامية فى إفريقيا وآسيا فتتراوح بين 100 و200 حالة لكل 100 ألف نسمة سنويا، وستنعكس هذه النسب خلال السنوات المقبلة ما يضع دول العالم النامى ومنها مصر فى أزمة، تحتاج لتضافر الجهود لمواجهة تلك المشكلة وخفض أعداد المصابين، وسرطان الرئة ثم الثدى والكبد والأمعاء هو الأكثر شيوعا.


■ ما أهم الأمراض المسببة للوفاة والناتجة عن السرطان، وأسباب الوفاة به؟


- سرطانات الرئة، والمعدة، والكبد، والقولون المستقيمي، والثدي، وعنق الرحم .. وهناك 30% من الوفيات تحدث بسبب 5 عوامل سلوكية وغذائية رئيسية هى السمنة، وعدم تناول الفواكه والخضر بشكل كاف، وقلّة النشاط البدنى، والتلوث البيئي، والتدخين، وتعاطى الكحول، والتدخين مسئول عن 22% من وفيات السرطان العالمية، و71 % من الوفيات ناتجة عن سرطان الرئة، أما سرطان الثدى فيوجد واحدة بين كل 8 سيدات تصاب به، وتصل نسب الشفاء به 97% فى حال الاكتشاف المبكر، وهو الأكثر انتشارًا بين السيدات فى 140 دولة.


■ ما معدلات الإصابة بالسرطان فى مصر؟


- الإصابة بمرض السرطان فى مصر 113 حالة جديدة لكل 100 ألف شخص، بما يمثل عبئا مرضيًا واقتصاديًا كبيرا، وهناك توقعات بتضاعف أعداد المصابين خلال الـ20 عامًا المقبلة، وسرطان الكبد أعلى نسبة فى الرجال بينما يحتل سرطان الثدى المرتبة الأولى فى السيدات، ويصيب فئات السن الصغيرة نسبيا، وسرطان الكبد هو العدو الأول للمصريين، فأكبادهم لم تعد قادرة على الصمود ويصاب به 39 حالة جديدة لكل 100 ألف شخص سنويا، وكلما زاد عدد السكان ارتفعت أعداد المرضى المصابين، وهناك أعداد مصابة لا حصر لها ولا يعلم عنها أحد ولا تعلم هى بأنها مصابة ويمكن لها نقل الفيروس بسهولة.


■ ما أسباب تزايد معدلات الإصابة بالسرطان فى مصر؟


- تقدم متوسط عمر المواطن المصرى وأساليب الحياة غير الصحية المختلفة من عادات غذائية سيئة، وقلة ممارسة الرياضة، والتدخين، وتلوث الماء والهواء والطعام، وتحسن طرق التشخيص التى مكنت الأطباء من اكتشاف المرض بشكل أكبر، وبعض الأمراض المعدية وعلى رأسها فيروسا الكبد C وB  والبلهارسيا، وانخفضت نسبة سرطان المثانة بين الرجال من 30% إلى 18% وذلك بفضل مكافحة البلهارسيا، والطعام المهرمن له علاقة رئيسية بالإصابة بالسرطان خاصة أورام الثدى مثل الدجاج الأبيض والخضروات.


■ ما نسب الوفاة الناتجة عن مرض السرطان فى مصر؟ وما مضاعفاته؟


- حسب تقرير منظمة الصحة العالمية 2014 فإن نسبة الوفاة الكلية فى مصر 523 ألف حالة وفاة، بنسبة 14% من الوفيات، بينهم 39 ألفا من الذكور، وبسبب الكبد 30.4% يليها المثانة بنسبة 8.6%، وفى الإناث 33 ألف حالة منها 21.6% بسبب سرطان الثدى ويليه الكبد بـ14.7%.. وله تأثيرات جانبية، وردود غير عادية تصدر عن جهاز المناعة، وقد يعود بعد شفاء المريض.


■ ما طرق العلاج والوقاية من السرطان؟


- يشمل علاج السرطان الجراحة، والكيميائى، والإشعاعى، والنخاع الشوكى، والبيولوجى، والهورمونى، والعلاج بالعقاقير، ولا توجد طريقة مؤكدة لتجنب الإصابة بمرض السرطان، لكن توجد طرق يمكن أن تساعد على خفض عوامل الخطر للإصابة بمرض السرطان بنسبة 30% من خلال الإقلاع عن أهم مسببات المرض وهى التدخين الذى يلعب دورًا مهمًا فى الإصابة بسرطان الرئة والفم والجيوب الأنفية والمعدة والحنجرة، وتطبيق نظام وقائى سليم يحد من انتقال العدوى بين المرضى والأصحاء التى تسبب السرطان، والتطعيم ضد فيروس التهاب الكبد بى، وتجنب السمنة المفرطة التى تعد من أكثر المشاكل التى تواجه المصريين، والاهتمام بالنشاط البدنى وممارسة الرياضة، والابتعاد عن مصادر التلوث خاصة بعد أن أصبحت محافظة القاهرة من أكثر مدن العالم تلوثًا.


■ ما كيفية الوقاية من سرطان الثدى؟


- بالكشف المبكر من خلال الفحص الذاتى للسيدة مرة شهريا، وفحص الطبيب المختص مرة سنويا، وإجراء أشعة «الماموجرام» بعد سن الأربعين مرة كل عام، ويمكن عمل تحليل الجين الاستباقى لسيدات ذوى التاريخ المرضى.
وفى حالة سرطان الثدى ثلاثى السلبية والذى يعتبر من أشرس أنواع السرطان فإن نسب الشفاء فى المراحل الأولى تصل إلى 100% فى حين أنها تنخفض إلى 30% فى المرحلة الرابعة، ولذلك يجب على السيدة أن تتفحص الثديين على أربع خطوات أولها بعد الحمام اليومى خصوصا بعد انتهاء الدورة الشهرية بـ5 أيام، وأمام المرآة حتى يتثنى لها رؤية الثدى ومعرفة أى تغيرات تظهر علية ثم تستلقى على ظهرها وتتفحص الثدى اليمنى بأصابع اليد اليسرى والثدى الأيسر بأصابع اليد اليمنى، كما تلاحظ أى إفرازات مدممة تخرج من الحلمة.


 وفى حالة وجود تاريخ مرضى فى السيدة حيث يتم عمل فحص الثدى فى هذه الحالة 10 سنوات قبل إصابة أقارب الدرجة الأولى.


■ ما المطلوب لرفع مستوى علاج السرطان فى مصر؟


- بالنسبة للرعاية الصحية يجب وضع سياسات موحدة وأدلة عمل إكلينيكية مبنية على البراهين، ونشر الوعى الصحى حول مرض السرطان خصوصاً سرطان الثدي– والتعامل مع مرض السرطان كغيره من الأمراض، والكشف المبكر عن السرطان، والتشخيص والعلاج الكامل والمبكر والمتابعة ما يؤدى الى تقليل معدلات الإصابة والوفاة، وتعديل  ثقافة المجتمع لمواجهة المرض ومساعدته فى التخلص من الخجل الاجتماعى والنفسى المرتبط بسرطان الثدي، وزيادة أعداد الفريق الصحى لكى يتناسب مع مئات الآلاف من المصابين وتدريبهم حسب برنامج تدريبى معتمد، وزيادة الموارد المادية لكى تتناسب مع زيادة المتطلبات المختلفة من أدوية ومستلزمات طبية وكذلك العلاج الإشعاعى.


■ ما تقييمك لدور الدولة فى رعاية مرضى السرطان؟


- ميزانية وزارة الصحة المصرية نحو 5 مليارات دولار، ولا شك أن الإمكانيات المالية والأجهزة الطبية تجعل من علاج مرضى السرطان أمرًا صعبًا، وتجتهد لتوفير أدوية وأجهزة لم تكن متوافرة من قبل لارتفاع تكلفتها، وبلغت ميزانية علاج سرطان الثدى فى أمريكا عام 2013 الماضى نحو 11 مليار دولار أى ضعف ميزانية وزارة الصحة المصرية.


■ ما الجديد فى علاج السرطان داخل مصر؟


- العلاج فى مصر لا يختلف كثيرًا عن الخارج فأى عقار جديد لمرض السرطان يظهر بأى دولة يدخل مصر بعدها مباشرة، ولكن المشكلة تكمن فى ارتفاع تكلفة العلاج، فتزايد أعداد المرضى ومعاناتهم تدمى القلوب قبل العيون، فهناك قوائم طويلة للانتظار سواء لدخول المستشفيات أو إجراء العمليات الجراحية أو للعلاج الإشعاعى والكيماوي، مع الأخذ فى الاعتبار ارتفاع تكاليفه الباهظة التى لا يقدر عليها أحد خاصة العلاج الحديث فكل يوم جديد يظهر عقار أفضل بمضاعفات أقل ووقاية من الانتشار تكلفة المريض الواحد لا تقل عن 35 ألف جنيه شهريا حسب نوع الورم وتطور الحالة، وقد تصل إلي50 ألف جنيه، فزرع النخاع يكلف المريض الواحد بعد الدعم 75 ألف جنيه ولهذا يجب على رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص دور تكافلى وتعاونى لمساعدة الحكومة والوزارات فى تحمل خدمات المريض المصرى.