الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأزهر يدعو القمة الإسلامية لسحب «المبادرة العربية» مع إسرائيل




طالب شيخ الأزهر د.أحمد الطيب القمة الإسلامية المنعقدة في جدة بسحب المبادرة العربية حول القضية الفلسطينية ونصرة مسلمي ميانمار وبورما بشكل عملي ، ووضع حلول للقضية السورية بما لا يحول الوضع في سوريا إلي حرب اهلية. وقال «الطيب» في نداء أصدره أمس لقادة العالم الإسلامي في القمة الإسلامية الطارئة بجدة :» إنَّ كلَّ مَن يتابعُ أحوالَ العالمِ الإسلاميِّ المعاصِرِ، ومشكلاتِه المتتابعةَ، وما يَموجُ به من أزماتٍ، يعلمُ علمَ اليقينِ أنَّ مَرَدَّ ذلك كلِّه، إلي قضيَّةِ القَضايا، ومنشَأِ المشكلاتِ والأزماتِ جميعًا، وهي قضيةُ فلسطينَ، التي حرصَتِ القُوَي الدوليةُ - فيما بعد الحربِ العالميةِ الثانيةِ - أن تظلَّ جُرحًا نازفًا في جسَدِ الأمةِ، يتهدَّدُها بالأخطارِ، ويضعُ مقدَّساتها في مَهَبِّ رياحِ الغدرِ والبغيِ والتآمُرِ الرخيصِ».
 
وأضاف  «شيخ الأزهر» ما يجري فوقَ الأرضِ المقدَّسةِ الآن لا يخفي علي أحد، من تصفيةٍ للوجودِ العربيِّ فيها، وتهويد لكل معالمِها، وابتلاعٍ لما بَقِيَ من أطرافِها  وتغييرٍ للمعالمِ والموازينِ الديموجرافيةِ والمعماريةِ، حتي طالَتْ أخيرًا «الحرمَ القدسيَّ نفسَه» وليسَ القدسَ العربيةَ وحدَها؛ إذ يُنادِي قادَةُ الاحتلالِ الباغي بتقسيمِه بينَ العربِ واليهودِ - كما فعَلُوا في الحرمِ الإبراهيميِّ من قبلُ.  واستطرد شيخ الأزهر قائلا:» يا قادةَ العربِ والمسلمين: إنْ لم نستَطِعْ أن نُواجِهَ هذا البغيَ الذي يُمثِّلُ جريمةً صريحةً في نظر القانونِ الدوليِّ والمواثيقِ المرعيةِ بالقوةِ المُلزِمة، فلنَسحَبِ المبادرةَ العربيَّةَ التي استُقبِلَتْ أسوأَ استقبالٍ، ونشقَّ طريقًا جديدًا يقومُ علي الشفافيةِ والمصارحةِ لمواجهةِ هذه السياساتِ الظالمةِ القائمةِ علي فرضِ الإذعانِ وقبولِ الأمرِ الواقعِ علي أمةِ العربِ والمسلمينَ، فإنَّ المشاعرَ - أيها القادةُ - مُستَفزَّةٌ، والأخطارَ مُحدِقةٌ، ولا بُدَّ من موقفٍٍ صريحٍ، يجمعُ الأمةَ من ورائِكم، ويُوحِّدُ المواقفَ والصفوفَ، وأوَّلها الصفُّ الفلسطينيُّ قبلَ أيِّ شيءٍ آخَرَ.
 
وأوضح الأزهر أنَ الأزمةَ السوريةَ الراهنةَ التي تتهدَّدُ الشعبَ السوريَّ في وجوده بالاقتتالِ المستمرِّ طوالَ عامٍ ونصفِ العامِ، وتكادُ تتحوَّلُ إلي حربٍ أهليةٍ ماحقةٍ، أو تقسيمٍ مدمِّرٍ للدولةِ، كالذي نفذهُ المعتدونَ في العراقِ؛ ليتحوَّلَ الجميعُ  إلي شعوبٍ مسلوبةِ القدرةِ والإرادةِ، حولَ دولةِ العدوانِ الصهيونيةِ، التي يُرادُ لها أنْ تسودَ المنطقةَ، وتتصرَّفَ في مصائرِها، والكلُّ يتفرَّجُ علي الدماءِ العربيةِ المُهدَرةِ دُونَ موقفٍ فعَّالٍ إلي جانبِ الشعبِ المظلومِ، يدفَعُ عنه بغيَ الطغاةِ الذين فقَدُوا شرعيَّتَهم بقتلِ شُعوبِهم وجحدِ حقِّهم في الحريةِ والديمقراطيةِ.