السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مبادرات شبابية وأفكار «خارج الصندوق» لإعادة الكتاب ليد القراء

مبادرات شبابية وأفكار «خارج الصندوق» لإعادة الكتاب ليد القراء
مبادرات شبابية وأفكار «خارج الصندوق» لإعادة الكتاب ليد القراء




كتبت – مروة فتحي
فى الوقت الذى تتزايد فيه مشكلة العزوف عن القراءة فى ظل غياب تام من جانب الدولة لابتكار أفكار جديدة تشجع على القراءة وتجعلها عادة يومية.. تبنت مبادرات شبابية عديدة أفكارًا غير تقليدية تتماشى مع السرعة تلك السمة التى تميز هذا العصر للوصول فى النهاية إلى نتيجة واحدة هى «أوقات الانتظار أملئها بكتاب وأفكار» وهو الشعار الذى تبنته حملة «ثقافة للحياة» التى أطلقت عدة مبادرات من شأنها جعل الكتاب صديقًا دائمًا، أبرزها «استرجل واقرأ عشرة كتب»، و«1000 فكرة ثقافية».
يقول باسم الجنوبى مؤسس الحملة: المبادرة الأولى كانت تشجعا على قراءة عشرة كتب فى الشهر، ودعوة القارئ لكتابة ملخص لكل كتاب بأسلوبه دون تكلف، أما المبادرة الثانية فتهدف إلى مشاركة مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتعليم والعاملين فى مجال الثقافة فى المجتمع فى التشجيع على القراءة حتى لا تهدم مؤسسة ما تتبناه الأخرى.
ولإنجاز الهدف بشكل أسرع من خلال بث ألف فكرة ثقافية توزع على الأسرة ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة، والمؤسسات الدينية، ومنظمات المجتمع المدني، والمثقفين، والكتاب والحملات التطوعية المستقلة، بحيث تجذب الفرد للقراءة ويمكن تطبيقها فى الواقع، كما قامت الحملة باستخدام الموبايل للتشجيع على القراءة من خلال خدمة الرسائل القصيرة على الموبايل، وكانت هذه المبادرة تقوم فكرتها على ربط القراءة بكل شيء فى حياتنا للحث على جعلها عادة. وأضاف باسم هناك العديد من الأفكار يمكن لمؤسسات الدولة تبنيها بما يساهم فى الارتقاء بمستوى القراءة، ففى العاصمة الأردنية عمان لجأت إحدى دور النشر والتوزيع إلى جعل الفرد يقضى وقت انتظار فتح الدار فى القراءة من خلال ترك كتاب مفتوح على كرسى ويسمى هذا الكتاب بـ«كتاب الانتظار»، وهناك أيضا الكتاب المسموع يستطيع أن يسمعه الشخص فى وسائل المواصلات، بالإضافة إلى وضع الكتب فى التاكسى وهذه كانت مبادرة مصرية قديمة أطلق عليها «تاكسى المعرفة» لجأت إليها مكتبة ألف من خلال وضع بعض الكتب فى أكثر من تاكسى يوضع عليه شارة أن به كتبًا بحيث يستفيد الراكب من هذه الخدمة المجانية ويقرأ كتابًا حتى يصل إلى المكان المنشود، وللأسف لم تدم هذه المبادرة طويلا، ولكن يوجد مثل هذه المبادرة فى اليابان والعديد من الدول الأوربية.
ويشير باسم إلى أن هناك فكرة أخرى هى وضع كتب فى المستشفيات وحدث هذا فعليا فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى بمستشفى معهد ناصر حيث كانت توضع مكتبات فى العنابر ليستفيد منها المرضي، بالإضافة إلى فكرة توزيع ملخصات الكتب على ركاب المترو وهذه الفكرة قام بها مجموعة من الشباب في، أعقاب ثورة 25 يناير خاصة أن عدد ركاب المترو يصل إلى أكثر من مليون راكب يوميا، وتعد إقامة المكتبات فى مواقف السيارات فكرة جيدة تطبق فى اليابان والسعودية والإمارات والجزائر لكنها ليست منتشرة، وهناك مبادرات لوضع الكتب فى صالونات الحلاقة ، وكل هذه الأفكار وغيرها من شأنها التشجيع على القراءة ويجب على أصحاب المكتبات والدور والمبادرات الثقافية والكتاب والمثقفين والمسئولين استغلال هذه الأفكار لتوليد أفكار مشابهة وجديدة لحل أزمة العزوف عن القراءة التى تؤثر على كل مناحى الحياة الاجتماعية، وبحسب البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، تحتل مصر الترتيب 148 بين 180 دولة فى معدلات القراءة والكتابة، وبحسب إحصائية أخرى لليونسكو فإن معدل القراءة فى العالم العربى لا يتجاوز الست دقائق فى العام للفرد الواحد.
«اقرأ لى» مشروع جديد من نوعه لجأ إليه مجموعة من الشباب للاستفادة من الوقت الذى نقضيه يوميا فى المواصلات خاصة إذا علمنا أن متوسط ما يقضيه المصريون فى وسائل المواصلات 3 ساعات يوميا أى بما يوازى 1100 ساعة فى السنة، وهذا الوقت الضائع يكافئ حضور سنة دراسية كاملة فى الجامعة، وهو الأمر الذى سعى موقع «اقرأ لي» لاستغلاله بإطلاق مشروع يهدف إلى نشر الثقافة والمعرفة من خلال تقديم مقالات الرأى وعناوين الأخبار من مختلف الصحف المصرية عبر وسيط جديد بتوفير المقالات والكتب بشكل مسموع، بحيث يستمع إليها من يريد فى المواصلات أو فى أوقات الفراغ من خلال شبكة الإنترنت والموبايل أبليكيشن.
ومن جانبه أكد عبد الرحمن وهبة، أحد مؤسسى موقع «اقرأ لي»، أن الكتب التى يتم تسجيلها متنوعة بين الأدبى والدينى والفلسفى والاقتصاد وغيرها، وتصل نسب التحميل إلى 300 ألف من أجمالى 2 مليون دقيقة فى الشهر، لافتا إلى أن اختيار الكتب المسجلة كل شهر يخضع لتصويت المتابعين على صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».
ويؤكد وهبة أن الناس تحتاج إلى من يدلها على المعرفة بطريقة سلسة فى ظل ضيق الوقت، مضيفا أنه إذا كان هناك عدد من الكتب تبدو صعبة للقراءة، فالمبادرة تقوم بتسهيل بعض الكتب بجانب قراءتها دون الإخلال بالمعنى.
فيما دشن مجموعة من شباب مدينة السويس مبادرة تحت عنوان «الكتاب الزاجل» على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، بهدف تبادل الكتب التى تمت قراءتها من قبل بين الشباب، وتأتى المبادرة انطلاقا من أهمية ومتعة القراءة من خلال الكتاب الورقى وليس عبر تحميل الكتب عبر الإنترنت، وتسعى المبادرة إلى إقامة عدة حلقات نقاشية حول الكتب القديمة، ومن أجل مواجهة مشكلة ارتفاع أسعار النشر والطباعة والتى تواجه الكُتاب خاصة الذين يخطون أولى خطواتهم الأدبية، قرر محمد جمال، الذى واجه هذه المشكلة عندما حاول أن ينشر كتابًا مع إحدى دور النشر لكنه واجه العديد من العقبات، التغلب على هذه المشكلة بمشروعه «كتبنا»، الذى يعد بمثابة منصة للنشر الإلكترونى فى مصر والعالم العربي، لافتا إلى أنه استوحى الفكرة من موقع أمريكى يدعى «لولو» يتولى نشر أى كتب أو محتوى بلا قيود.
وأشار جمال إلى أن الكتاب ينشر على الموقع «ببلاش» وبعد تحميله 25 مرة يصل سعره إلى 5 جنيهات، ويقفز السعر 10 جنيهات عندما تصل عدد مرات التحميل إلى 100 مرة، مؤكدا أن 20% من الكتاب الذين ينشرون كتبهم على الورق ينشرونه عبر الإنترنت، وفاز المشروع بجائزة MIT Competitio لهذا العام فى الكويت.
هذا بالإضافة إلى بعض الصفحات والمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعى التى تتيح لأعضائها مناقشة الكتب وتبادل وجهات النظر حولها ومنها جروب «ماذا تقرأ هذه الأيام»، الذى وصل عدد أعضائه إلى نصف مليون عضو يناقشون الكتب التى تمت قراءتها ويتبادلون وجهات النظر حوله أو يرشدون من يسأل إلى مكان بيع أحد الكتب ويبدون آراءهم فى كتب وينصحون بشرائه وقراءته أم لا.