وزير ثقافة سابق يتذكر «أسبق» شاكر عبد الحميد: نحتاج هذه الأيام إلى ثروت عكاشة

يرى الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة السابق أننا كنا بحاجة إلى شخصية مثل الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة فى العصر الناصري، فهو احد البناءين العظام للثقافة المصرية والعربية ودوره فى مسيرة الثقافة المصرية والعربية أشبه بدور مختار فى النحت ومحمود سعيد فى الرسم وسيد درويش فى الموسيقى وسليم حسن فى البصريات ، فقد أسس مدرسة مصرية وفريدة فى الكتابة والتأريخ فى الفن يندر ونعجز ان نجد نموذجا يماثل هذا الانجاز المتميز فى مشروعات عكاشة، وهو رمز من رموز النهضة التى يمزج بين الفعل والقول والرؤية والانجاز ، كان متميزا فى التأليف والترجمة والمشروعات الثقافية التى أنجزها وغزير الإنتاج من حيث الكم الكثير، وعن الكيف لديه التنوع فى الأفكار، بداية من الكتابة عن الفن الإغريقى فى العمارة والرسم والكتابة عن فنون الرومان وعصور النهضة وصولا إلى الفن الحديث ، كان لديه القدرة على الجمع بين الكم والكيف والحداثة والأصالة.
 

ثروت عكاشة
 
وهو لم يبدأ مع ثورة 1952 ولكن قبلها . كتب بذور كتاباته فى علم النفس وعلاقته بالفن فهى علاقة ممتدة قائلا : عندما ندرس الفن ندرسه للإنسان وعن الإنسان .
 
من انجازاته الثقافية إنشاء وتأسيس الثقافة الجماهيرية ، فرقة الموسيقى العربية ، والفرقة القومية للفنون الشعبية وفرقة باليه القاهرة والسيرك القومى ، وعروض الصوت والضوء فى الهرم ، وقطاع التفرغ الخاص بالأدباء ومتحف مختار وإنقاذ آثار النوبة وتطوير أكاديمية الفنون وإنشاء قانونها .
 
ألف أكثر من ستة وعشرين كتابا تعرض لعصور الفن المختلفة ووصولا إلى كتاباته عن الجماليات ومذكراته عن السياسة والفن وترجم كتابات جبران خليل جبران، ومتيرلنك، وأوفيد وبرناردشو، وكانت اقرب إلى النقد الثقافى ، قدم ما يشبه الرؤية البانورامية الواسع والمكثفة ويحيط بالعصر وما يحدث فيه وأهم الأحداث التاريخية فى ذلك العصر وطبيعة المكان والفنانين الذين برزوا فى هذا العصر ثم يتحدث عن الملامح الفنية كناقد فى الفن وعالم اجتماعى يقدمه فى لغة متدفقة تؤثر على القارئ والمتلقى وتجعله بعد أن يقرأ الكتاب شخصا آخر.