الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بيزنس الفن التشكيلى فى رمضان






حالة من الانحسار الملحوظ والركود شهدتها الحركة التشكيلية خلال عامين على التوالى خاصة فى شهر رمضان، على الرغم أنه كانت فيما قبل عند إقامة الأنشطة الثقافية يصاحبها حالة من الازدهار والنشاط فى إقامة المعارض الفنية و حركة بيع وتجارة الأعمال الفنية، وهو ما أرجعه معظم الفنانين والنقاد إلى الحالة السياسية والاقتصادية السائدة فى البلد، وأن ذلك النشاط الفنى كان يقدمه طرفي صناعة الحركة التشكيلية المصرية من خلال أنشطة وفعاليات المؤسسة الرسمية الممثلة فى هيئات وقطاعات وزارة الثقافة من طرف  و القاعات الخاصة من طرف أخر.. توجهنا فى «روزاليوسف» بسؤالنا حول أسباب الركود إلى عدد من أصحاب القاعات الخاصة والمهتمين بالفن التشكيلى.
 
الفنان والناقد عادل ثابت صاحب إحدى قاعات العرض، قال: أقمنا لدينا معرض جماعيا فى رمضان، لكن الزيارات الفنية وحركة بيع اللوحات فى رمضان أقل من الشهور العادية، كما أن زيارات الجمهور تقريبا صباحية فقط، ومن المناطق المجاورة للقاعة، وعموما الحركة هذا العام أقل من العام الماضي، والعام الماضى أقل من السنين السابقة بسبب الثورة.
 
إبراهيم عبد الرحمن صاحب إحدى القاعات، قال: لابد من الاعتراف أن مصر  ثقافيا منذ 25 يناير تتجه لهاوية ثقافية، خاصة فى مجال  الفن التشكيلى  لا يعلمها إلا الله، ونحن نحاول جميعا أن نقوم بعمل أنشطة ومعارض فنية متنوعة تتناول الهم المصري، لكن للأسف المشاهد «مالهوش نفس»، هو مهموم بحال البلد ولا يعلم إلى أين تتجه مصر، رغم أننا كمهتمين بالثقافة والفن التشكيلى كنا ننادى ونلفت نظر الناس دائما إلى أن اقتناء الأعمال الفنية هو نوع من الاستثمار الذى لا يعوض، لكن للأسف بعد الثورة بدأ البعض يستغنى عما لديه من أعمال مقتناة، والبعض الآخر لا يستطيع الاستثمار فى الفن وينتظر حتى يعرف ماذا يمكن أن يحدث غدا، والرعب الذى حدث أن هناك ظناً لدى البعض أننا فى اتجاه «باب مسدود»، وذلك يجعلنا ندور فى دائرة مغلقة، على الرغم من جودة ما نقدمه، لكن الأمور فى العامين الماضيين تحديدا جعلتنا نغير ما كنا نضعه بأجنداتنا، والضعف الحادث حاليا فى الحركة التشكيلية ليس بسبب ضعف ما يقدم ولكن فى ضعف قبول المتلقى ذاته، فالجمهور اليوم لا يتحرك إلا بصعوبة.
 
الفنان السكندرى عصمت داوستاشي، قال: حركة البيع والمعارض متوقفة ليس الإسكندرية فقط ولكن على مستوى مصر عموما سواء فى رمضان الحالى أو الماضي، وذلك بسبب متغيرات ثورة يناير عموما وبسبب المتغيرات السياسية فى رمضان هذا العام، وبالتالى فحركة بيع وشراء الأعمال الفنية ليس فقط فى رمضان هذا العام بل خلال العام ونصف  العام الماضيين متوقفة تقريبا قياسا بالأعوام الماضية، ونجد أن ما تقدمه هيئات وقطاعات وزارة الثقافة من أنشطة  ينحصر فى الخيام الرمضانية  أو إقامة معارض للحرف التقليدية، لكن حقيقة لا يوجد نشاط تشكيلى جاد فى رمضان، وهذا يحدث أيضا فى حالة إقامة الفنانين لمعارض خاصة، فإقامة الفنان لمعرض خاص فى رمضان مغامرة، وهذا حدث معى أثناء إقامة أحد معارضى الخاصة، وأرى أن الفن التشكيلى حاليا نشيط  على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، يقدم من خلاله الفنانين أعمالا شديدة الالتصاق برمضان، ولا بد من تبنى وزارة الثقافة لمعارض نوعية واقترح أن تكون فى منطقتى الحسين و الأزهر.
 
 
أما فنان الكاريكاتير جورج البهجورى فيقول: للأسف لا يوجد قارئ جيد للأعمال الفنية، ولا يوجد من «عنده بال» لذلك، والفنون عموما «ضاعت فى الرجلين» ونمر بمرحلة «نكسة» للإبداع، على الرغم من وجود العديد من القاعات الخاصة التى تقدم مجهودا فنيا مميزا، وأيضا على الرغم من أن نجاح ثورة يناير نفسها وثورات الربيع العربى ارتبطت بالملصقات والرسوم التى صنعها الفن التشكيلي، فى حين أن لو نظرنا لدول لأوروبا والغرب عموما نجد أن الوضع مختف تماما يكفيها أنها مليئة بالمتاحف ويهتمون بها سنويا بشكل متجدد ويحدثون مجموعاتها الفنية باستمرار، ونجدهم مثلا فى مدينة أورسيه الفرنسية قاموا بتحويل محطة قطار كاملة إلى متحف فأين نحن من ذلك؟
 
 
السفير يسرى القويضى أحد التشكيليين وممارسى الكتابة النقدية، قال: حركة البيع ضعيفة للغاية نظرا للظروف الاقتصادية وعدم الاستقرار الداخلى فلا توجد مبيعات تقريبا، على الرغم من أن أحداث الثورة أحدثت إعلاء للحس الوطنى لدى الشعب عموما ولدى الفن التشكيلى خصوصا، فالفن والإبداع لا يتوقفان عند حد، والفنان يتفاعل مع المحيط الذى يعيشه، لكن الشيء الملحوظ عزوف الجمهور عن حضور المعارض الفنية على الرغم من نشاط الفنان التشكيلي، فالجمهور كان منشغلا بغير الفن.
 
 
 
جورج البهجورى
 

يسرى القويضى
 

عادل ثابت