الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخطاب الدينى بين التغييب والتشويه

الخطاب الدينى بين التغييب والتشويه
الخطاب الدينى بين التغييب والتشويه




كتبت- هند عزام

تجديد الخطاب الدينى من أهم أولويات الدولة حاليا إلا أنه لم تتخذ خطوات جادة فى هذا الطريق وتشير أصابع الاتهام إلى الإعلام فى مقدمة ما يحدث


محتوى بعض البرامج يساهم فى التغيب ومنها حلقات عن الجن والشعوذة و«الزار»، كما إن الإعلام لا يقوم بدوره الحقيقى فى تقديم القيم الدينية والتسامح، إلا اننا شهدنا الأيام القليلة الماضية قيام بعض البرامج بالاكتفاء بتقديم نماذج لشيوخ بحرضون على ضرب المرأة وتترجم الفيديوهات للغات أجنبية ما يساهم فى تشويه الإسلام فى الغرب لانتشار تلك الفيديوهات على الإنترنت بالإضافة لعرض تسجيل لأحد الشيوخ بالشرقية يصف نفسه بوزير الأنبياء فى الأرض واكتفى الإعلاميون بالنقد، انما يكتفون بالتعليق من خلال مداخلات تليفونية دون أخذ مبادرة حقيقية فى وضع خطط تساهم فى تجديد الخطاب الدينى.
أكد دكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة لـ«روزاليوسف» أننا نحتاج تدعيم الخبرة بكل المسارات وأنواع العبادات والمعاملات لقادة الرأى الدينية وفهمها حتى يكون لديهم تصور واضح لمقاصد الشريعة فى الإسلام وأن يحرص رجل الدين على تجنب الفتوى المباشرة السريعة فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
من جهتها قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام الأسبق فى تصريحات لـ«روزاليوسف»: إن تجديد الخطاب الدينى ينطوى على أشياء مباشرة وأخرى غير مباشرة خصوصا أن الدراما لا تقدم القيم الحقيقية للأديان بشكل عام وجميع الأديان بها قيم تسامح وتعاطف وتكافل وسلام وتوجد قيم مشتركة فى جميع الأديان مفروض أن يركز عليها لكن نرى الدراما تبرز العنف والإرهاب والانتهازية التى شوهت بنية الإنسان، أما الجزء المباشر فهو البرامج وما تحويه لذلك يجب تطوير  البرامج الدينية وإذاعة القرآن الكريم.
وانتقدت عبدالمجيد عدم قبول الأفكار الجديدة قائلة: «أى شخص يقول فكرة لا يستحملونه مع أن الدين قائم على الحرية والتفكير وهو عبارة عن اجتهاد».
وتابعت منتقدة ما يظهر على الشاشات بأنه لا تتم مراعاة ما يعرض مؤكدة أن كل قيم الدين السمح اختفت فبالتالى كيف سيقدم أى شخص فكرة جديدة دون أن يهاجم بدل مناقشته ولفتت إلى أن ثوابت الدين معروفة لكن الاجتهاد فى التفكير وطرح رؤى خارج العبادات والعقائد.
وعما تطرحه بعض البرامج من حلقات عن «الزار والجن والشعوذة» قالت : لا أصدق ما يقدم والإنسان المصرى منذ سنوات يتم شحنه بالتطرف والأفكار الغريبة علينا وكل ما نراه من عقوق والدين وزنى محارم هى انعكاس سنوات تلوث أصاب الخطاب الإعلامى.
وأضافت إننا نجنى الآن ثمرة ما تم زرعه عبر سنوات لذلك ينبغى أن نستمع إلى العقلاء والعلماء وبعض الأفكار الجديدة يمكن أن تناقش بعيدًا عن الإعلام حتى لا تحدث بلبلة للمواطن وعلى الإعلام أن يعيد تقديم طرح القيم الايجابية الموجودة فى الشخصية المصرية من القدم وعلاج السلبيات التى تظهر.
وشددت على أن المساءلة وصلت إلى مرحلة سيئة وعلى الجميع التكاتف لمواجهة الأمر وتجديد الخطاب الدينى وتتضمن كلاً من علماء الدين والمفكرين والمثقفين فالدين جزء من ثقافة سائدة فى المجتمع والمسئولية لا تقع على عاتق رجال الدين وحدهم إنما علماء النفس والاجتماع وغيرهم.
وأبدت عبدالمجيد انزعاجها الشديد من البرامج التى تقدم حلقات عن «الزار والجن والشعوذة» وقالت: إن الغرض هو تغييب الجمهور بعيدا عن التفكير العلمى والدين قائم على المنطق وأنا ضد عرض تلك الأمور لأنه تغييب وتزييف للوعى وانصراف عن الأشياء الحقيقية.
وأضافت إن الإعلام هدفه «خبيث» يقوم بذلك للإثارة وتحقيق مكسب على حساب جسد الوطن والمواطنين.
وأشارت إلى ضرورة البدء بشكل سريع بتجديد الخطاب الدينى بتكاتف الجميع، ولفتت إلى أن الأزهر يحتاج إلى تطوير لا يقتصر على تشكيل لجنة لتطوير المناهج انما يجب أيضا تطوير تفكير القائمين على العملية التعليمية للطلبة، وقالت: إن شيخ الأزهر لن يقوم بكل شىء بمفرده وأن التغيير يتطلب مشاركة الجميع.
وأنهت كلامها ان المهمة صعبة والمقاومة شديدة ولكن يجب البدء.