الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مفكر فرنسى: الإخوان لا يدافعون عن الدين. وسيد قطب خالف السنة واقتدى بالخوارج والشيعة

مفكر فرنسى: الإخوان لا يدافعون عن الدين. وسيد قطب خالف السنة واقتدى بالخوارج والشيعة
مفكر فرنسى: الإخوان لا يدافعون عن الدين. وسيد قطب خالف السنة واقتدى بالخوارج والشيعة




كتب- محمد شعبان

فى كتابه المثير للجدل «حركة الإصلاح فى التراث الإسلامى» دافع المفكر الفرنسى شارل سان برو عن السلفية قائلا إنها لا تعنى تجميد المفاهيم الإسلامية الأولى فى  ثلاجة الموتى لكن يكمن فى السلفية مصدر الحياة والتقدم وهى أصل حيوى يتم تنشيطه باستمرار ولذلك فإن السلفية والإصلاح لا يتفقان.


بدأ المفكر الفرنسى كتابه بالحديث التفصيلى عن رموز التيار السلفى وهو أبوحنيفة النعمان الذى وصفه بأنه: «حمل راية الدفاع عن السلفية من خلال كتاب الفقة الأكبر الذى أدان فيه التشيع إلى طرق مثل القدرية والجهمية والخوارج «ويمضى»: «يعتبر أبوحنيفة أول مفكر سنى كبير لأنه نأى بنفسه عن التشيع إلى طوائف ومعتقدات تعتبر من قبل الخروج والهرطقة ولا تستند إلى القرآن والسنة» ويمضى أستاذ القانون الدولى ممتدحا الإمام مالك كمعبر عن الروح التقدمية للسلفية مشيدا ويا للعجب ثانية - برفضه لمفهوم «الاستحسان» الذى أخذ به أبوحنيفة وتطويره لمفهوم «المصلحة» واعتبارها أحد مصادر التشريع.
وعن الشافعى قال المؤلف «يعتبر كبير مهندسى فكر فقه الإسلام بفضل الجمع بين العقل والنقل وتحقيق توازن الأفكار الموجودة سلفا والعمل على توفير دفعة كبيرة فى مجال المنهج.. لا يعتبر الشافعى أحد رواد العلم المنهجى للحديث بل عمل أيضا فى كتابة الرسالة على التمييز المنهجى بين أصول مصادر المعرفة الإسلامية.
أحمد بن حنبل
يحتل أحمد ابن حنبل - برأى المؤلف - أعلى درجات الفكر السنى بل يرى المدرسة الحنبلية هى المدرسة الدينية الحقة للإسلام السنى والوحيدة التى ترتبط ارتباطا تاما بسنة النبى - صلى الله عليه وسلم- فى كل المجالات.
ويهاجم المؤلف كل من وصف الإمام أحمد بالجمود والتشدد مؤكدا أن ابن حنبل يشجع على الاجتهاد فى سياق المصلحة العامة فى كل ما يتعلق بالمعاملات مظهرا فى هذا الجانب قدرا كبيرا من البرجماتية.
الأفغانى وعبده
يصل المؤلف للقرن التاسع عشر ويقف وقفة طويلة عند جهود جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ورشيد رضا كممثلين للسلفية التجديدية فى هذه الحقبة مشيدًا بدورهم فى التقريب بين السنة والشيعة والدعوة إلى مواجهة الاستعمار الغربى.
البنا وقطب
لم يك ممكنًا غياب «الإخوان المسلمين» عن هذا الكتاب المثير للجدل... ويمكن إيجاز موقف المؤلف من الإخوان فى النقاط التالية أولا: يرى بر فكر الإخوان مجرد أيديولوجيا ثورية لم يعد هدفها الدفاع عن العقيدة أو الدعوة إلى التجديد - كما هو الحال عند محمد عبده - بل مجرد نشاط سياسى يتخذ الدين شعارًا.
ثانيًا: لم يهدف حسن البنا إلى وضع نهاية لسبات الفكر الذى أصاب المسلمين بل ركز على المشاكل الاجتماعية والاهتمامات المادية لعامة الناس ومطالب الطبقة الوسطى، الأمر الذى جذب أعدادًا كبيرة للحركة.
ثالثًا: يشدد المؤلف على أن الإخوان لم يأتوا بجديد على المستوى الدينى والمذهبى كما لم يتسم فكرهم بالثراء أو الأصالة بل يتمسكون بالمبادئ المقبولة عادة - بحسب تعبيره -
رابعًا: يبرز المؤلف سطو البنا على مجلة المنار التى أسسها رشيد رضا ومحمد عبده حيث أعاد البنا إصدارها بعد وفاة رشيد رضا دون أن يعهد للبنا بإصدارها قبل وفاته ويقول برو عن البنا: «يركز المذهب الذى يعرضه حسن البنا بقوة على العمل السياسى، وقد عارض هذا الموقف منذ عام 1932م بعض الإخوان غير السياسيين الذين تركوا الحركة والجدير بالذكر أن كثيرًا من العلماء التقليديين لم يؤيدوا هذا التسييس الذى يمكن أن يؤدى إلى وضع طائفى أو تمرد ضد الحكومات وتتمتع الجماعة فى الواقع بكل خصائص حزب ذى شعار محرك وأسطورة: الإسلام أو بالأحرى الفكرة التى يقدمها قادة هذا الحزب عن الإسلام ويمتلك الحزب قسما للنظام أو بالأحرى ميليشيات تعتبر بمنزلة جناح سرى ومسلح تم إنشاؤه فى عام 1938م «على وجه التقريب» وتحدث عن اغتيالات قام بها هذا التنظيم المسلح لشخصيات قضائية - النقراشى - وأخرى سياسية.
كذلك يرى المؤلف أن سيد قطب شوه الإسلام واختطفه بالمزج عشوائى بين الماركسية والثورية الإسلامية... ويشدد على أن قطب لم يكن عالمًا إسلاميًا بل إن توجهه خروج عن الفكرة السنية وأقرب إلى الخوارج والشيعة مشيرًا إلى تطابق فكره مع على شريعتى - المفكر الشيعى البارز - مهاجمًا فى ذات السياق ولنفس الأسباب حسن حنفى ومنير شفيق... ويقول المؤلف: «يعتبر قطب فى الواقع من أوائل مجموعة المفكرين «شريعتى وحنفى ومنير شفيق» أولئك الذين حاولوا المزج العشوائى بين الماركسية والثورية الإسلامية وفى كتابه «العدالة الاجتماعية والإسلام انخرط قطب فى تفسير اجتماعى - ماركسى للدين وحاول أسلمة أيديولوجيا صراع الطبقات مثلما فعل لاحقًا الإيرانى على شريعتى أو الفلسطينى منير شفيق».. ويمضى «يجب التأكيد هنا على الربط بين الأيديولوجيا الجديدة «المتأسلمة» والأيديولوجيات العلمانية الثورية مما يسمح بالتأكيد على أن الأسلمة الثورية لا تجد أصولها فى الإسلام بل تشوه الإسلام وتخطفه».
ويقول فى موضع آخر: «يدافع قطب عن فكرة التمرد الثورى ويؤكد أن كل من يخرج عن الطريق المستقيم يتصف بالجاهلية والذى يؤدى إلى تكفير كل مسلم.. غالى قطب كذلك فى فكرة الحاكمية مؤكدًا - على عكس المذهب السنى - أن الحكم لله وحده ولم يسمح بإنشاء معايير لقانون وضعى تتطلبه الضرورة إلا أن هذا التأكيد يتعارض مع القرآن الذى يدعو المؤمنين إلى الشورى لمعالجة أمورهم (القرآن سورة آل عمران آية 159 وسورة الشورى آية 38) وطلب من ولاة الأمر أن يحكموا ويأخذوا كل التدابير اللازمة لحسن سير المجتمع «ويمضى برو» الواضح أن قطب يحاول تبرير الثورة من خلال بناء أيديولوجى مذكرا بتيار الخوارج المتعصب وهادفا إلى مخالفة المذاهب الذى يجد كراهة فى الخروج على السلطات».
الإسلام وأصول الحكم
طال هجوم شارل برو على عبدالرازق واصفا إياه بالمتفرنج... معتبرًا كتابه «الإسلام وأصول الحكم» قراءة جزئية وغير علمية للتاريخ.. ويرى أن عبدالرازق حصر الإسلام فى جانب روحى وفردى الأمر الذى يتعارض مع طبيعة الإسلام.
يقول المؤلف عن الإسلام وأصول الحكم: «أكد مؤلفه من خلال قراءة جزئية وغير علمية للتاريخ على أن الإسلام لم يسن أى نظام سياسى وقانونى ووفقًا لمؤلف الكتاب لم تقم أى دولة إسلامية على الإطلاق حتى فى العصور الأولى للأمة وأنه ينبغى الفصل الكامل بين الروحية والدنيوية» ثم ينقل برو ما قاله المفكر الفرنسى هنرى لاوست عن تأثر عبدالرازق بالتيار العلمانى السياسى التركى والمدرسة النقدية الغربية وفلسفة هوبز ولوك الإنجليزية.