الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ألمانيا فى حاجة لنا.. وأوروبا ترى مصر حائط الصد الأول ضد الإرهاب

ألمانيا فى حاجة لنا.. وأوروبا ترى مصر حائط الصد الأول ضد الإرهاب
ألمانيا فى حاجة لنا.. وأوروبا ترى مصر حائط الصد الأول ضد الإرهاب




أجرى الحوار فى برلين: أحمد إمبابى
أكد السفير محمد حجازى السفير المصرى فى برلين أهمية الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى الى ألمانيا بدعوة من المستشارة الالمانية أنجيلا  ميركل، مشيرا إلى أن المانيا فى حاجة إلى مصر وأنها ترى أن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار منطقة الشرق الاوسط.
وقال حجازى فى حوار خاص من مكتبه بالسفارة المصرية ببرلين، قبل وصول الرئيس السيسى لألمانيا أن أجواء الزيارة طيبة جدا، حيث يجرى الرئيس سلسلة من اللقاءات مع المسئولين فى الإدارة الالمانية بداية من المستشارة الألمانية  رئيس ألمانيا ونائب المستشارة الألمانية زيجمر جابيير ويشارك فى ختام المؤتمر الاقتصادى المصرى - الألمانى الذى يشارك فيه نحو 250 رجل اعمال مصرياً وألمانياً، ويشهد توقيع العقود الاربعة مع شركة سيمنز الالمانية التى تضيف لقطاع الطاقة فى مصر 13 ألف جيجا وات.
وقال إن الرئيس سيلتقى أيضا زعيم الاغلبية فى البرلمان الالمانى فولكهارد كوادر، مشيرا الى ان هذه اللقاءات السياسية تعبر عن تقدير الالمان لمكانة مصر ونظرتهم لها بانها عامل الاستقرار فى الشرق الاوسط باعتباره مرتبطاً بأمن أوروبا، وقال ان نجاح مصر واستقرارها نجاح للمنطقة ونجاح لأوروبا.
وأشار إلى أن هناك بعداً مهماً للجالية المصرية، وهى قادرة على أن تظهر بشكل مشرف، حيث جاءت من كل أنحاء أوروبا ومن مصر فى مظاهرة حب رائعة وستتوج هذه الفعاليات بما يحقق آمال المصريين.
وإلى نص الحوار..
■ فيما يتعلق بالمحور السياسى فى زيارة الرئيس إلى برلين.. كيف تراه؟
- الزيارة لها أبعاد مهمة ترتبط بما يحدث فى المنطقة والدور الذى تلعبه مصر فى مواجهة الإرهاب وباعتبارها حائط الصد الأول ضد الارهاب ومصر وألمانيا شريكان فى التحالف الدولى ضد الارهاب.
والعلاقات السياسية مبنية على تفهم ألمانيا للدور المصرى والحاجة إليه، الحاجة الى تحقيق استقرار المنطقة تمر فيها خطوط وامدادات التجارة الدولية عبر قناة السويس، وأيضا العلاقة العضوية بين مصر وأمن الخليج.  
■  قلت إن المانيا فى حاجة إلى ألمانيا. هل هذه الحاجة وتزايدها فى الفترة الأخيرة هى السبب فى تبكير موعد الزيارة لما قبل انتخابات مجلس النواب فى مصر؟
- ما تشهده المنطقة يجعل دور مصر مهم ليس لألمانيا فقط ولكن لأوروبا، لأن مصر هى عامل الاستقرار الأهم فى الشرق الاوسط ، وهى الوحيدة القادرة للتعامل مع كافة قضايا المنطقة وتهدئة ما تشهده من تحديات وتوترات مختلفة وهجمة شرسة من الإرهاب كما أن مصر هى حائط الصد الأول ضد قوى الإرهاب التى تنال من الدولة القومية فى المنطقة وتهدد ثقافتنا وتراثنا وأدياننا وشعوبنا.
هناك أيضا لتأمين الاستثمارات الأوروبية فى منطقة الشرق الاوسط وما سيعود عليها من انتشار ظاهرة الارهاب سوى هجرات غير شرعية وانتشار فلول الإرهاب إلى بلادها مرة أخرى والتى يمكن أن تصل لأوروبا حتما، وبالتالى تأمين منطقة الشرق الاوسط ضرورة لألمانيا وأوروبا.
■ بعض وسائل الاعلام الالمانية تتحدث عن وعد المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل السابق بتأجيل زيارة الرئيس السيسى لما بعد انتخابات البرلمان. ما التطور والتغير الذى حدث وقدم موعد الزيارة؟
- قلنا أن تأجيل الانتخابات البرلمانية جاء بعد حكم المحكمة الدستورية العليا وبالتالى فان تأجيل الانتخابات لم يكن خيارا للدولة ولكن التزاما على الدولة وهنا بناء البرلمان الجديد على أسس قانونية صحيحة أمر يهم الدولة المصرية، وأعلن الرئيس بأن مصر ستجرى انتخابات البرلمان قبل نهاية العام.
ونحن صادقون فى مساعينا لإنهاء واستكمال خارطة الطريق باجراء الانتخابات البرلمانية بعد الدستور وانتخابات الرئاسة وهذه الرؤية تخلق مصداقية لمصر بالخارج.
كما أن المانيا تدرك أن مصر فى طريقها لاستكمال الاستحقاق الثالث بانتخابات البرلمان، وهم يرون أن مصر صادقة فى ذلك.
ولكن الوضع فى المنطقة وما تشهده من هجمة ارهابية شرسة وسقوط وانهيار بعض الدول فى المنطقة جعلت التشاور بين البلدين ضرورة ملحة.
■ الموقف الأوروبى والألمانى منذ 30 يونيو تغير كثيرا حاليا. بماذا تفسر هذه الرؤية الايجابية الجديدة؟
- الشعور بمخاطر ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من انتشار الجماعات المتطرفة والإرهابية وانهيار دول بكياناتها، وتهديد الاستثمارات الأوروبية فى المنطقة هو ما يجعل هناك حاجة للتشاور مع مصر ، لأنها الوحيدة القادرة على أن تعيد للمنطقة سياقها المتعارف عليه.
■ التعاون الاقتصادى أحد أهم الملفات المطروحة على زيارة الرئيس إلى ألمانيا. هل نتوقع زيادة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال الزيارة؟
- حجم التبادل التجارى بين مصر وألمانيا عام 2014 هو الأكبر فى تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين بمعدل 4.4 مليار يورو وحجم الاستثمارات الالمانية 2 مليار يورو، إذا اضفنا لها عقود مشاركة شركة سيمنز 10 مليارات دولار.
هناك أيضا برنامج تعاون إنمائى المانى بقيمة 353 مليون يورو فى عام 2013، أضيف اليه فى العام الحالى 102 مليون يورو، ليكون ثانى أكبر برنامج إنمائى خارجى تقدمه ألمانيا بعد أفغانستان.
هناك أيضا برنامج تبادل الديون وقيمته 240 مليون يورو فى عام 2011، وتم الاستفادة 83 مليون يورو قيمة الشريحة الأولي، ونتطلع لاطلاق الشريحة الثانية، وأيضا مصر استفادة مصر من برنامج شراكة التحول الذى وضعته المانيا بعد ثورات الربيع العربى.
وبالتالى فان العلاقات مع المانيا متشعبة اقتصاديا واستثماريا وتجاريا.
■ بالنسبة للتطور الاستثمارى بعد قانون مشاركة القطاع الخاص فى انتاج الكهرباء والطاقة التى دفعت مصر للتعاقد مع شركة مثل سيمنز هل من المتوقع أن تكون هناك استثمارات ألمانية أخرى فى قطاع انتاج طاقة الكهرباء والرياح؟
- الشركات الصناعية الكبرى عندما تقرر الاقتراب من سوق يكون بناء عن دراسة مسبقة لأهمية هذا السوق وايجابياته ومخاطره، وأعتقد أن ما شاهدناه فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى والاهتمام الالمانى الكبير، يعكس تغييراً بوصلة الاقتصاد الالمانى نحو مصر.
وأتوقع أن هذا الحشد من رجال الأعمال فى هذه الزيارة سيعود باتفاقات وعقود جديدة تخدم الاقتصاد المصرى وتزيد من الاستثمارات الالمانية فى القاهرة.
وإذا تحدثنا عن عقود شركة سيمنز كان مؤشراً ايجابياً لشركات كثيرة يمكن أن تستثمر فى مصر ذلك أن الاستثمار مصر هو استثمار فى المستقبل، باعتباره سوقاً واعداً ومتماسكاً وقريباً من كل المناطق والاسواق ، ويتمتع بمزايا كثيرة منها توافر العنصر البشرى المدرب وقادر على تحقيق كل ما يطلبه الاستثمار.
والبيئة التشريعية فى مصر بيئة نهضة مثل قانون الاستثمار الموحد وقانون مشاركة القطاع الخاص فى المشاركة فى انتاج الطاقة والكهرباء.
■ تحدثت عن جانب العمالة المصرية. هل الجانب الالمانى يمكن أن يساعد فى تدريب الكوادر المصرية كما تحدث الرئيس السيسى من قبل عن ذلك؟
- تدريب الكوادر المصرية والتدريب المهنى جزء أساسى من زيارة الرئيس السيسى حتى إن عقود شركة سيمنز فيها التزام بتدريب مهندسين مصريين حتى يعودوا ليعملوا فى المحطات والقطاع الهندسى بمصر.
■ فيما يتعلق بالسياحة. ألمانيا كانت إحدى الدول التى حظرت السفر للمناطق السياحية فى مصر وتم تخفيف هذا الحظر. هل يمكن ان نحقق طفرة فى السياحة الألمانية خلال الفترة المقبلة؟
- البعد السياحى مهم، فحجم السياحة الألمانية لمصر فى عام 2010 كان مليونا و200 الف سائح ألمانى، انخفض هذا الرقم فى عام 2013 إلى 350 الف سائح فقط ، وفى عام 2014 ارتفع إلى 900 ألف سائح ومن المتوقع أن خلال العام الحالى يمكن أن تعود لسابق عهدها أو تزيد والدليل أننا فى شهر مارس الماضى حققنا 27% زيادة فى نسبة السياحة الالمانية لمصر وبالتالى فنحن أمام انطلاقة سياحية جديدة بين البلدين.
السياحة الألمانية هى ثانى أكبر سوق مصدرة للسياحة بعد السوق الروسية ومصر مقصد كبير للسياحة الألمانية.
■ الرئيس السيسى ناشد من قبل الدول الأوروبية والغربية عند تقييم الاوضاع فى مصر والحديث عن حقوق الانسان أن تراعى الجوانب الأمنية والظروف الاقتصادية والاجتماعية ومعدلات الفقر. هل الجانب الالمانى يضع فى اعتباره هذه المعايير عند النظر الى مصر؟
- من الطبيعى أن نختلف فى بعض القضايا، ولكن نتفق على حقيقة واحدة مع الالمان هى أن أمن واستقرار مصر هو ضمان لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وهو مصلحة  المانية وأوروبية أكيدة لارتباطه بأمن أوروبا.
وتتحمل العلاقات مع الدول خلافات طول الوقت لانه لايوجد تماثل فى العلاقات السياسية الدولية ونجتهد طوال الوقت على التعايش فى الخلافات ونواصل توضيح حقائق الأمور وما يثبت مصداقيتك هو السير على أهدافك السياسية والاقتصادية  والتنموية.
•    كثير فى الرأى العام المصرى يرى أن هناك دوائر ألمانية تدعم وتساند جماعة الإخوان.. وهذا ما يفسر مواقف بعض المسئولين فى ألمانيا. كيف ترى ذلك؟
-    تحدثنا عن مستوى وشكل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية بين مصر والمانيا، وأيا كانت الضغوط التى تمارسها بعض الدوائر، فالحقيقة أن مصر لديها أصدقاء كثر فى المانيا بدليل أن أجندة اللقاءات السياسية مع الرئيس رفيعة المستوى.
ونتواصل مع أى صاحب موقف آخر حتى نزيل أسباب عدم الفهم الصحيح لحقائق الأمور، وهذا لا يقلقنا كثيرا وعلينا أن نتواصل ونتفاعل وألا نغضب.
فالعقلية الالمانية عقلية منطقية تقبل الرأى السليم والحجة ونحن على حق، وما دمنا على حق سنكسب المعركة.
•    هل هناك مسئولون ألمان سيشاركون فى احتفالية افتتاح قناة السويس؟
-    اعتقد ان الرئيس السيسى سيوجه الدعوة للجانب الألمانى.