الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

واحة الإبداع
واحة الإبداع




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى : «» 

لا تـَسأَلـِى

لا تَسألِى
لِماذَا عَشِقتُك.. لِماذَا الرَّفاء!
لَا تسأَلِى عَن عقل تَاه
لَا تَسخَرِى مِن قلب قَد ملَّ الجباه
لأنَّ حَياتِى بدُونك فَنَاء
مَلكتِ حَياتِى.. غَزوتِ الفُؤاد
لأنَّك دَاء وأنتِ الدواء
لا تسألينى كيف ذلك!
 لمحتك فى الخيال
ك رمزٍ أصيل للحياء
لمستُك فى الضُلوع
 كَأنفَاس الهَواء
وجدتُّك فى الصحارى
تَرتوِى منك الرمال
كَنبع نادِر للسّقاء
لا تسأَلينى كَيف كانَ!
شعرتُك فى لَيالى البَرد
مَصدَر للدفاء..
لمستك فى جنون الصَّيف
والحَر الشديد كنسمةٍ
تُبدَّل قَسوةَ الحرِّ عبيرا
بعدما زَاد الشَّقاء
رأيتُك فى سكون الليل
 وجدتك فى الدُّجَى
أَبدع ضِياء
قرأتُك فى القصائد كُلها
أَروع غِناء
لَا تسألِينى كَيف أكتُب
أفلس بَائِع الكَلمات
 من حُسن البهاء..
تَاهَت الكَلماتُ من فَاهٍ
وتَمرَّدت كُل الأَنامل بَعد وَصفك
وزَادت عُيونى م البُكاء
لَا تسأَلِى.. لا تَسخَرى
سأظِل أَحلم
حتَّى وإن خَارت قُواى
واشتكت كُل الجوارح مِ العَناء..
لا تُسلبينى فَرحةً
تُطغِى على قَلبى السَّكِينة والهناء..
سَأظِل أَحلُم
عَلَّ جَرحى يلتئم
ويكون طيفك بَلسمى وكذا الشفاء..
لا تَمنعينى الحُلم
 فذَاك أمِلى والرَّجاء..


د. محمد أحمد العدل - دمياط

أنا منك

أنا منك .. أنا منك
وعمرى ما هقدر أبعد يوم بعيد عنك
أنا منك
أنا الشمس اللى بتدفيكى وقت البرد
وأنا الضحكة اللى بيكى بتبقى ضحكة ورد
أنا النسمة اللى بتقابلك فى أحلامك
وأنا التمرة اللى بيها بتكسرى صيامك
أنا الليل اللى مهما يطول هيجى نهار
وهمشى معاكى وهكمل باقى المشوار
أنا الدمعة وأنا البسمة
فى عز الحر أكون نسمة
وعز الضلمة أكونلك ضي
وأكون رسمك طريقى الجاي
أنا نيلك وأنا جناينك
وأد ما أعيش هعيش صاينك
عدت سنين مرت سنين هتفوت سنين
وهتيجى غيرها
وأنا اللى هعيش أعيد ف حكايتى لأخرها
وهنشرها .. وأكررها
أنا بسمة لو أرسمها على شفايفك
ولا تكفي
ولو شمس الوجود غابت
تعالى ف حضنى واتدفى
ولو جرحك فى يوم طول
هعيش سهران بداويكي
لحد ما ترجعى تخفي
ولو هوصف بـ100 كلمة ولا تكفي
أنا منك أنا منك
وعمرى ما هقدر أبعد يوم
بعيد عنك

أحمد أمين

بوح


سيدى.. لا أعرف كيف أبدأ رسالتى ربما أستهلها بعزيزى، صديقى.. لا أعرف، فبعض العلاقات يشوبها ضباب كثيف لا تقوى شمس الكلمات أن تجعله ينقشع.
لا أعلم أضباب حقا سكن تلك العلاقة الباردة، فباتت الأعين لا ترى أول خيوطها من آخره؟
إذا فلأتخلى عن بعض تحفظاتى وأجعل حروفى تنساب بلا تفكير، أتعلم أمسكت بالقلم كثيرا، تناولته بين أصابعى أكثر من ألف مرة، ألقى به مجددا فوق أوراقى بلا أمل فى أن أكتب لك، وها أنا أخيرا انتابتنى بعض جرأة كنت أخبأها لأبوح للأوراق، عل بعضا من حروفى تصلك وأخرى ربما تسقط أسيرة خجلى مجددا.
لا أعلم أيحق لى أن أكتب بهذه الجرأة، أن انسل من تحت عباءتى تلك القاتمة التى مازالت روحى تتعثر بين خيوطها، فتمنعها من الانطلاق بعيدا عن سورها المحكم.. فلتتحمل بعضا من جنون كلماتى إذا، فهاجس البوح يدق عقلى منذ أن تقطعت آخر الخيوط وضاعت الكلمات والحروف على أبواب صمتنا المطبق.
عزيزى أتذكر تلك الكلمات التى بدأت بها أول الخيوط ؟ مددتها إلى كطوق نجاة، تشبثت بها رغم رقتها، أتعلم كيف لغريق أن يأخذ أول أنفاسه خارج عتمة الماء وصقيع الموت، تلك كانت حروفك، كيف لك برص تلك اللآلئ تطوق بها عنقى كلما حادثتك، لا أعلم أى سر هذا التى تحمله كلماتك؟، ربما هى معزوفة خاصة بيننا، أول الأوتار تمسكها أنت بين أصابعك وأنا أقرأ نوتة ما كتبته أناملك، أغنى كلماتك أتمتم بها، أعيدها لعقلى لتنساب إلى غرفه الباردة تدفئها.
عزيزى، كيف لك أن تحرمنى من ذلك الدفء الآن، فتقذف بى لعتمة قلبى البارد، أتلهف لغطاء حروفك فأنا وسط هذا الصقيع لا أقوى حتى على الكتابة إليك.
سيدى لم تركت أوراقك فجأة ونسيت عنوانى أجفت أقلامك، أم تبعثرت الحروف وضلت طريقها ألم يكن بيننا ذلك الاتفاق المبرم بلا عقد نذيله بحروفنا الأولى؟ هى فقط وعود قطعناها فى لحظات اليأس والأمل، أن تظل محبرتك هى عالمى السحرى الذى أغوص فيه وسط مدادك الدافئ وأن تظل أوتار معزوفتك ممتدة بيننا لحنا لا ينقطع حتى لو انقطع الوتر.
فأجدنى الآن أعزف لحنى وحدى، أكتب شجنى هذا فوق أوراقى الممددة بلا حراك فوق الطاولة لحنا ناقصا ونوتة مبتورة، أتأرجح على حافة المشاعر فلا أعلم أاعتذار يجب أن أكتب أم شكوى؟
أيا صديق أو أيا ما تكون، أحقا هناك من يدخل عالمك دون استئذان، يقتحمك، فيرسل كلماته تغازل عتمة روحك وتشعل شموعا ربما تسيل قطراتها فتحرق داخلك ولكنها تنير نفق العمر المهمل، ويظل الضوء الراقص داخلك يهديك الفرحة الممزوجة بألم احتراق الشموع والخوف من فنائها، ألا تعلم كيف أشعلت شموعى، أحرقت داخلى ورحلت؟
أتعلم كم من الوقت آلمنى انتظار رسائلك، حتى ظننت أنه لا عنوان بريد لدى، وأنى تهت وسط كل العناوين، فأترقب إشعاراتى وأعدو أتفقد رسائلى مئات المرات عل رسالتك الخجلى توارت بين الرسائل أو لعل أصابعى أفلتتها دون قصد.
فأعود بخيبة أملى، بصندوق رسائل ملئ بكل الأسماء عدا اسمك، ومئات الرسائل لا يذيلها توقيعك، ورغبة فى كتابة مئات السطور المحشورة بعقلى دون جدوى. تلك هى المرة الأولى إذا، تسللت وراء خوفى، غافلته لأقتحم الأفكار المبعثرة هنا وهناك، ألملمها أحاول أن أكتبها جملا تهرب لعالمك، علها تشكوك، تستجدى حروفك الجاحدة، أو لعلها تهجو تلك التى نسيت دربى ورحلت.
عزيزى، لا أعلم أتصل رسالتى إليك، أم ستضيع وسط كومة رسائلك المهملة، أيفوح عطرى بين السطور يهديك بعضا من قلقى ووجلى، أم سيبقى صامتا ككل شيء يسكنني.
طويت رسالتى، أودعتها ذلك الظرف الملقى فوق الطاولة، نقشت عنوانك وأغلقتها بإحكام، لأفتح درجى أخبأها هناك وسط رسائلك القديمة، ليغوص ذلك البوح ويضيع هناك.

د/ نهى جميل - الإسكندرية

البيضاء

تتوهَّجُ البيضاءُ من وَلهِ الوَلهْ
وحديثها المجنونُ عشقا أوَّلهْ
لا تُقرأ الدنيا بغير بيانها
والعشقُ عَلمَها القوافى المذهلةْ
لمْ تدخل الصحراءَ إلا مرَّةً
لتُعَلـِّمَ الصحراءَ سِرَّ السنبلة ْ
هى هاجَرُ الدنيا وزمزمُ حُبِّها
فيضُ التواشيح ِ استفاضتْ مَـنهَـلهْ
هى ساعة تُتلى بفاتحةِ الضحى
هى ساعة تغدو بصدر الزلزلة ْ
هى شهرزادُ العصر
تعرفُ وحدها
أن الليالى الألفَ ليست كاملة ْ
هى أعذبُ الفردوس ِ
أولُ جنة ٍ
فى الحبِّ طيِّبة ٌ
وطابت منزلة ْ
هى فى الهوى قديسة ٌ أبدية ٌ
لو جئتـَها سعيًا
تجيئكَ هرولة ْ
هى لم تنمْ من ألفِ قرن ٍ بُرهة ً
وتظلُّ عيناها تضيء المِكحَلة ْ
هى سيداتُ الأرضِ فى امرأةٍ
رأتْ فيكَ الذى قرأ الجَمالَ ورتلهْ
عرفتكَ واحدها الذى مِن شوقها
فاضتْ أنوثتها
وقالتْ : هيتَ لهْ
عرفتكَ آدمها
وفى حوَّائها ما يُنضجُ التفاحَ حتى تأكلهْ
خذها لأبعدِ نقطةٍ فى الضوء
كنْ فيها النبيَّ
تكنْ بحُبِّكّ مُرسَلة ْ
علمتها أنَّ النهارَ مُؤجَّلٌ
وبدونها تبقى الحياة ُمُؤجَّـلة ْ
أترى عرفتَ بها
عرفتَ كليمة ً
مَرَّتْ على الجَبلِ العظيم ِ لتشعلهْ
أعرفتَ أن الله جل جلاله ُ
بالحبِّ سوَّاها
فصارتْ نافلة ْ
أعرفتَ رابعة ً بها فعشقتها؟
اغفرْ لهذا الحُبِّ كلَّ الأسئلة ْ
قمْ علم الدنيا بأنَّ حبيبة ً
أوفتْ حنينا لا تطيقُ تحملهْ
وَفـَّتْ بكونشرتو الكلام ِ صلاتَها
فغدتْ بتولا بالهوى مُتبَتـِّلة ْ
شرعُ الرجولة أن تكونَ حبيبَها
كم كنت فى شرع الرجولةِ أرجلهْ
قبَّلتُ قلبَكَ يا لقلبكَ قبلة
مَنْ طافَ بالقلبِ الحَرام ِ وقبَّـلهْ
ما طابَ لى إلاكَ
كنْ لى سيدي
كالنهر يحنو إذ يعانقُ جدولهْ
آمنتُ فيكَ فكنتَ أنتَ هدايتى
لو كنتُ فاتحة َ فأنتَ البسملة ْ
أسكرتنى لما فتحتَ أصابعي
وتركتَ قبْـلتـَكَ المُضيئة مُقفلة ْ
فيروزُ غنتنا
أتسمعُها معي
فالليلُ شِعْرٌ
والستائرُ مُسْـدلةْ
إنى قصيدتكَ الأخيرة ُ سيدي
أنا لا سوايَ
وكلُّ غيرى باطلة ْ

هاجر عمر - إيتاى البارود

إليها وحدها

قلقٌ
وأحزانٌ
وعَزْفٌ باردٌ
وأنا وأنتِ على مشارفِ عُمْرِنا الباقي
نُراقبُ حُلْمَنا الموءودَ فى تلكَ البلادِ الضَّائعةْ
هذى سياطُ اللَّيلِ
تُوقفُ خُطْوَتي
والطَّائرُ الأبهى يموتُ بداخلي
فإلى متى تبقينَ بالصَّدرِ الشُّموسَ الطَّالعةْ ؟!
روحى بعيدًا
عَنْ مقاماتى الحزينةِ
 لا تمُرِّى تحتَ هذا الأفقِ يا أحلى الصَّبايا
واتركينى بينَ جمرِ التِّيهِ وحْدِي
أكتوى بالخوفِ
والحَرْفِ المُحطَّمِ ، والسِّنينِ الخادعةْ
زَمَنى يُلطِّخُهُ غُبار الأمسِ
والجَسَدُ النَّحيلُ يَضُمُّهُ
شبحُ الجراحِ الدَّامعةْ
عيناكِ مُفتتحُ النِّهايةِ
فارقيني
فَوْرَةُ الألمِ المُدَاْهِمِ مهجتى لَمْ تنتهِ
رغمَ انتشائكِ بالقصيدةِ حينَ تكتُبُها الشَّوارعُ
والنِّزالاتُ الأخيرةُ
والبُطونُ الجائعةْ
نِيْلُ الهزائمِ غاضبٌ
هوَ لَمْ يزلْ يبكى على الفَرَحِ المغيَّبِ
وانكماشِ الظِّلِّ
والبوحِ المُطَاْرَدِ
والسُّجونِ الواسعةْ
سهمانِ مِنْ وجعٍ أطلا فى دروبي
أحرقا كُلَّ الحقولِ البكرِ فى قلبي
وفى هذا البراحِ
وفى استدارةِ وجهتى
قدْ ضيَّعا طَعْمَ التَّصوُّفِ
والحنينِ ، وأغنياتى ، والطُّيورِ الرَّاجعةْ
حجَّ الخرابُ إلى دياري
لا أريدكِ يا اصطفاءَ الرُّوحِ نبضًا حائرًا
فلتخرجى مِنْ كُلِّ أيَّامى الكئيبةِ
عجِّلى وقتَ انسحابكِ
مِنْ حريقي
يا سمائى التَّاسعةْ

أحمد اللاوندى
 كفرالشيخ

سيد الحرف

حين تركض القصيدة كفرس جموح
تصعد الصهيل روعةً
وتزرع المفردات بالصهد
معبئةً حروفك بالألوان والصخب
لستَ فى حاجةٍ لأن تضع قلبك فوق المواقد
لست فى حاجةٍ
أن تصهر روحك فى أى أتون
لست فى حاجة ٍأن تطير فوق السحاب
أو أن تستجدى الغيم مطرا هتونا
هنا
أنت من تشعل النيران وتطفئها
أنت من تعلن بداية المواسم ونهايتها
أنت من تملى على الشجر الاخضرار
أو تعاقبه باليبوس والصمت !
هنا
أنت سيد الحرف
 لا سبيل للحياة سوى رعشة الخلايا

كريمة ثابت - أسيوط