الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

زكى: تجديد الخطاب الدينى ضرورة حتمية لاستئصال جذور الإرهاب

زكى: تجديد الخطاب الدينى ضرورة حتمية لاستئصال جذور الإرهاب
زكى: تجديد الخطاب الدينى ضرورة حتمية لاستئصال جذور الإرهاب




حوار ـ أحمد عبدالهادى
■ ما رأيك فى تجديد الخطاب الدينى؟
- تجديد الخطاب الدينى ضرورة حتمية لاستئصال جذور الإرهاب فى مصر والعالم العربى والإسلامى لأن الإرهاب يبدأ فكرًا، ويحاول الإرهابيون تطويع نصوصه الدينية المنتزعة من سياقها كل ما يخدم عملياتهم الدموية ومحاولاتها هدم الدول وتدمير الأوطان وتمزيق الوحدة الوطنية ونشر الفتن الطائفية وتفكيك الجيوش وإثارة الثغرات المذهبية وغيرها، كما أن الإرهابيين يحاولون دائمًا احتكار الحديث باسم الدين وأن يقدموا أنفسهم باعتبارهم ملوك التفسير الوحيد للدين، لذلك فهم يقدمون مفاهيم مغلوطة وتأويلات منحرفة.
والمطلوب الآن هو فتح النوافذ أمام العقل لكى يفكر ويتدبر وينافس ويحاور ويختار بعد زمن وعقود طويلة ممتدة تعطل فيها هذا العقل وتوقف الاجتهاد به وتجمدت أفكاره إلى أن أصيب بالعقم ولم تعد هناك تعددية أو تنوع.
■ هل هناك إمكانية لبناء خطاب دينى موحد يشمل الجميع؟
- بالتأكيد نعم، كما حدث فى وقت انتشرت فيه دعوات التنوير واحترام العقل والحرص على تلقى العلم والمعرفة كما فعل جمال الدين الأفغانى وتلميذه محمد عبده من أجل تحرير الفكر من النزعات المحافظة التى ساهمت فى انحطاط العالم العربى ورفض الانقياد الأعمى للخرافات التى يتم ترويجها باسم الدين وهى أبعد ما تكون عنه.
الإسلام دين للحرية والتسامح والعدل وحرية الاعتقاد والقبول بالآخر وهذا هو أساس الخطاب الدينى الموحد الذى يمكن أن يتوافق عليه الجميع، وخاصةً إذا شاركوا فى بناء هذا الخطاب، ولم تقتصر مهمة التجديد على المؤسسات الدينية فقط.
■ ما آليات تجديد الخطاب الدينى؟
- تبدأ آليات الخطاب الدينى بعدة ثورات فى تغيير الفكر أولها ثورة جذرية فى مناهج التعليم سواء من المرحلة التأسيسية وحتى الجامعة، تستهدف أن تسود روح الوطنية والشعور بالانتماء إلى هذا الوطن وتحرير العقل المصرى من سباته وإنهاء مرحلة تغييب هذا العقل، بل تربية العقلية النقدية وترسيخ الهوية الثقافية الحضارية.
كذلك نحن فى حاجة إلى ثورة ثقافية شاملة تساير روح العصر والتغيرات الكبرى فى عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتستوعب دروس تاريخ الفكر الإنسانى وتحاصر التطرف والتشدد وضيق الأفق والتخلف وتفعيل مبادئ المواطنة.
كما أننا فى حاجة أيضًا إلى ثورة فى برامج الإعلام لكى نستخدم كل البرامج المسموعة والمرئية كأدوات للتوعية بأخطار التعصب الطائفى أو المذهبى أو العرقى، فهذا التعصب مثل النيران، إذا تركت محالها تهرب فى كل الاتجاهات وتزرع الفوضى والموت فى كل مكان وترفع شعار «فرق أقتل تسد».
ولا يمكن الحديث عن آليات تجديد الخطاب الدينى دون التأكيد على الأهمية القصوى للقيام بثورة فى هذا الخطاب وذلك لأننا لا نستطيع أن نتجاهل أخطر مؤامرة يتعرض لها عالمنا العربى فى التاريخ الحديث تستند إلى مزاعم تدعى أنها «الدين»!.
هل هناك - ما هو أكثر من ذلك - ما يدعو إلى الالحاح على القيام بثورة فى الخطاب الدينى لتنقيته من الشعوذة والدجل والتشويه التى تسئ إلى سمعة هذا الدين!
■ ما دور الأحزاب فى تجديد الخطاب الدينى؟
- أن تجعل من كل عضو فيها أو فرع للحزب شريكًا فى مهمة التجديد، كل منه فى قريته أو مدينته أو مجال عمله، وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات التثقيفية فى كل أنحاء مصر لفضح عمليات تشويه الدين وتقديم صحيح الدين بمساعدة الأمانات الدينية داخل المحافظات كذلك الكشف عن أى محاولة يقوم بها من يدعى أنه رجل دين لاستغلاله للترويج للعنف أو التحريض عليه أو تشويهه.
■ من الجهات المسئولة عن تجديد الخطاب الدينى؟
- كل أجهزة الدولة ومؤسستها، وفى مقدمتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالى والثقافة والأوقاف وكل المحافظين والمجالس المحلية والأزهر الشريف.
■ هل أنت راض عن دور الأزهر والأوقاف فى نشر مفهوم الدين الصحيح؟
- الشيخ محمد البسطويسى نقيب الائمة والدعاة يرى أنه من الغريب أن وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، المنوط بهما تجديد الخطاب الدينى، لم يتركا خطوة واحدة إلى الأمام نحو هذا التجديد منذ دعوة الرئيس السيسى، ولم يرسلا حتى الآن للدعاة والأئمة أى شىء يتعلق بالتجديد والسبب ليس الأئمة والدعاة، إنما المقصر فى ذلك هما الأزهر والأوقاف.
وقال الشيخ البسطويسى: إنه للأسف الأزهر والأوقاف بمعزل عن الشارع المصرى وما يحدث فيه.. والآن كيف لى الإجابة على هذا السؤال وسبقنى له الشيخ البسطويسى.