الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تفاصيل رحلة عودة الأقباط المهجرين من عزبة «ملوكة» لـ«كفر درويش»

تفاصيل رحلة عودة الأقباط المهجرين من عزبة «ملوكة» لـ«كفر درويش»
تفاصيل رحلة عودة الأقباط المهجرين من عزبة «ملوكة» لـ«كفر درويش»




بنى سويف - مصطفى عرفة
وسط هتافات يحيا الهلال مع الصليب وزغاريد النساء استقبل اهالى قرية كفر درويش التابعة لمركز الفشن الاسر المسيحية التى تم تهجيرها على خلفية نشر أحد أبنائها ويدعى ايمن يوسف توفيق صورا مسيئة للاسلام والمسلمين والرسول - صلى الله عليه وسلم- عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) مما اشعل نارالفتنة داخل القرية واحتراق عدد من العشش والمخلفات الزراعية لمسيحييها.
وكانت الاسرة قد استقلت سيارة ميكروباص فى موكب تتقدمه سيارة المستشار محمد سليم محافظ بنى سويف وانطلق من عزبة ملوكة الى كفر درويش فى حراسة المدرعات والقوات الخاصة.
وعادت الأسرة المسيحية إلى منزلها فى ظل تكثيف أمنى غير مسبوق حيث انتشرت القوات الخاصة والمدرعات وتمركزت سيارات الحماية المدنية والمفرقعات وقوات الأمن المركزى داخل القرية.
واطمأن المحافظ على استقرار الأسر المسيحية بمنازلها فى القرية وكلف السكرتير العام بتفقد الاسر المسيحية بعد عودتهم لمنازلهم وامر بصرف مساعدات غذائية عاجلة لهم.
ودعا الشيخ سلامة عبد الرازق والأنبا اسطفانوس أهالى القرية بضبط النفس والتسامح والمحبة ونبذ العنف وإعلاء مصلحة الوطن على التعصبات الدينية.
«روزاليوسف» التقت مع عدد من أفراد الأسر المسيحية التى كانت مهجرة وعادت إلى بيوتها بسلام.
وقال عماد يوسف توفيق أحد الأقباط المهجرين: عمدة القرية هدد انه فى حالة تواجدهم بالقرية (هتتحرقوا) فغادرنا القرية بسرعة خوفا على أرواحنا وأرواح أولادنا.
وكشف أن الأسر الخمس المهجرة - عددهم 19 شخصا - كانت تقيم لدى أقاربهم بعزبة ملوكة ذات الأغلبية المسيحية وبعضهم كان يبيت فى كنيسة الفشن وضاع امتحان الدبلوم على ابنه ولم يستكمل باقى الأطفال الامتحانات.
وقال: أبى مريض 80 سنة وأمى مريضة 77 سنة وتفاقمت حالتاهما المرضية عقب تهجيرنا من منازلنا لكن ارتفعت معنوياتنا بشدة بعد عودتنا لمنازلنا وأرضنا.
ويضيف شقيق الشاب القبطى: فوجئنا بأهالى القرية مسلمين وأقباطًا تطلبنا فى جلسة عرفية وحكموا علينا بدفع ٥٠ ألف جنيه لتوزع على الفقراء وعندما وافقنا لمنع البلبلة مع أشقائنا المسلمين بالقرية فوجئنا بالجميع يرفض المبلغ لأن الرسول - وفقا لقولهم - لا يعادل الخطأ فى ذاته الكريمه أى مبلغ مالى وغيروا المطلب للمرة الثانية بتقديم والدى الكفن ووافقنا أيضا حسب قوله الى ان تطور الامر بالطرد والتهجير نهائيا من القرية ورضخنا لكل المطالب والشروط الى ان تغير الحال بتدخل المحافظ وعدنا لبيوتنا بعد فترة تشرد اتمنى ان تسقط من ذاكرتى.
وقال الأب يوسف توفيق: ماكناش لاقيين مكان نقعد فيه وعمالين نروح من بلد إلى بلد مضيفا: إحنا 5 أسر مكونة من 19 شخصا نقيم فى منازل اقارب لنا فى العزب المجاورة مع ما يمثله ذلك من اعباء على الفقراء وهجرونا بدون ما نرتكب أى خطأ وماكناش لاقيين نأكل ولا نشرب وقدم يوسف الشكر للقيادات الأمنية بالمحافظة كما شكر أهالى القرية جميعهم صغيرا وكبيرا لحسن استقبالهم.
 وأضافت ماريا بطرس زوجة عم يوسف: كنا عارفين أننا ماكناش هنهون عليكم وهترجعونا إحنا كنا عملنا إيه والواد أيمن لا بيكتب ولا بيقرا وأول مرة اسمع منك على فيس بوك ده.
وقالت (ابنى لا يعرف الكتابة والقراءة ولا نعرف من السبب فى نشر تلك الصورة وفرحتى برجوعى لبيتى بالدنيا وما فيها واشادت بزغاريد جارتها المسلمات التى ملأت شوارع القرية فلا فرق فى قريتنا بين أحد بسبب الديانة
وأكد عزت ارمانيوس من ابناء عمومة الشاب أن مسيحيى القرية بدأوا منذ يوم الجمعة الماضى صيام وصلاة من أجل أن يتدخل الله ويحل مشكلة تهجير 5 أسر من القرية وتخلل الصيام قداسات يومية لرفع الصلوات من أجل المشكلة واستجاب الله لنا وعدنا نعيش جميعا فى سلام وحب.
وأكد أحمد ماهر قايد عمدة قرية كفر درويش بمركز الفشن بمحافظة بنى سويف أن مغادرة (تهجير) الأسر القبطية للقرية كان حفاظا على أرواحهم ولم يكن تهجيرا وبالاتفاق مع الأسر وراعى الكنيسة على أن يعودوا فور استقرار الأوضاع وأن المشكلة انتهت بمصالحة.
وشكر القمص هاتور عبد الله راعى كنيسة كفر درويش جهود المصالحة مؤكدا أنها توجت مساعى المستشار محمد سليم محافظ بنى سويف واللواء محمد أبوطالب مدير الأمن فى الصلح بين مسيحيى ومسلمى القرية فى أعقاب الأحداث العارضة التى شهدتها القرية مؤخرا مؤكدا ان الوحدة الوطنية فى مصر راسخة رسوخ النيل والاهرام.
تجدر الاشارة إلى أن الازمة بدأت عندما نشر أحد أقباط القرية ويدعى أيمن يوسف مرقس توفيق عامل صورا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) رأى فيها مسلمو القرية أنها مسيئة للنبى الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
وعقب نشر الصور توجه عدد من شباب القرية المسلمين صوب منزل المدعو أيمن يوسف ووقعت مشادة بينهم وبين أسرة العامل قبل أن يسيطر الأمن على المشهد ويفرض كردونا أمنيا حول منزل الأسرة القبطية وكنيسة القرية.
وعقدت الأجهزة الأمنية جلسة عرفية بحضور محمد أبوطالب مدير الأمن والعقيد خلف حسين مدير المباحث والعقيد خالد جبيلى رئيس مباحث المديرية ومأمور الفشن ونائب المأمور ومفتش الأمن العام وعمدة القرية أحمد ماهر قايد وقساوسة القرية.
وتم الاتفاق على منع العامل أيمن من دخول القرية وأقر القساوسة بارتكابه خطأ كبيرًا وغادر والده إلى عزبة ملوكة المجاورة عند أقاربه.
وتجددت الأزمة مرة أخرى بعدما ادعى أقباط أنه تم إجبار أكثر من أسرة على مغادرة القرية وهو ما نفته السلطات الامنية بشدة جملة وتفصيلا مؤكدة أنه لا توجد أسر مهجرة وأن أسرة العامل مقيمة مؤقتا لدى أقاربه فى عزبة ملوكة وزوجته مقيمة فى قرية الفنت نظرا لسفر زوجها إلى الأردن ولا صحة مطلقا لتهجير 5 أسر قبطية.